إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف ينجح الحوار مع التعصب ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف ينجح الحوار مع التعصب ؟




    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته




    للحوار أصوله وثوابته وشروطه , ولا شك ان ثمة عقبات له ولكن عندما يكون هدف الحوار الوصول إلى الحقيقة بصدق , قد لا تؤثر تلك العقبات على مساره الصحيح , وخاصة غذا كان الحوار عقلاني , يجريه الانسان مع نفسه كما مع الاخر , بتفعيل كل الجوانب الايجابية مع الذات لملاقات الآخر بإيجابياته , ولا يخلو فرد أو مجموعة ولا حتى منهج من السلبيات المتشكلة بفعل طبيعة الانسان التوّاق دائما إلى مصالحه .

    وثمة نقاط قوة ونقاط ضعف تلازم المتحاورين دائما , لذا لا بد من أجل إنجاح الحوار التركيز على المساواة بينهما , اي بين نقاط الضعف والقوة , إذ لكل واحد منا نقاط قوته وضعفه بلحاظ كل المسائل الوجودية الحياتية .

    وليس بالضرورة أن يكون هدف الحوار إقناع الاخر بصوابية وجهة نظري , بل يكفي نجاحا له أن يستند إلى التوضيح والفهم والتفهم , لان علاتنا أو علاقة المتحاورين ينبغي ان تكون مبنية على الاعتراف بمساهمة الطرفين في صنع الحاضر والمستقبل , ولكل دور في ذلك من حيث ما يملك من إمكانيات ثقافية وعلمية .

    فلذلك ينبغي على المتحاورين عدم التوهم بإمكانية إستبعاد وإخراج الاخر , أو السيطرة عليه , بل ينبغي إقامة علاقة تواصل طوعية إختيارية مع الاخر , والاعتراف له بكل إنجازاته التاريخية والراهنة , والدعم الفعلي له في حل مشاكله مقدمة لحل مشاكل الذات .

    يجب ان يكون المحاور صاحب إرادة حرة , ومسؤول عما يقول , وقادر على ما يعِد , وفي المقابل تجب نفس الشروط , فالحوار يستدعي من أصحابه أن يكونوا على مستوى من المعرفة الواسعة , لا أن يكونوا أسيري الطاعة العمياء لمعتقدات وقناعات مليئة بالمشاحنات , والتعصب لمخلفات تاريخية من صناعة الصراع التاريخي السلطوي أو العقدي , وأسيري ثوابت صنعها الانسان لنفسه من خلال عصبويته وتقوقعه النرجسي حول ذاته الدينية والدنيوية , فالحوار يحتاج إلى مساحة كبيرة من التسامح والقلب السليم والعقل المنفتح .

    اما عوائق الحوار فلها علاقة بتمايز الاطراف من حيث ان لكل طرف لغته ودينه ونمط تفكيره وسلوكياته , وبهذا يتمايز بل يختلف , وهذا هو معنى الاختلاف الطبيعي المتأصل بطبيعة البشر , ولكن ليست هذه العوائق سلبية كما يتوهم البعض , بل هي جزء من التنوع الذي يغني المجتمعات ويساعدها على التكامل , فثمة مقولة لاحدهم تقول :" إن الله خلقنا مختلفين ودعانا إلى التعاون والحوار , لكي نعمّر هذه الدنيا بالعدل والسلام ".

    فرغم أن هذا الاختلاف يشكل العائق الطبيعي , إلا أنه يفرض نفسه على أطراف الحوار ليكون الحوار أكثر جدّية , ويفرض نفسه واجبا أخلاقيا ودينيا , وهو بوصفه حوار بين مختلفين يشكل بحد ذاته تحدٍ , لكل من يضع قيودا على الحرية والعدالة والسلام
    ..

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X