إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فضل الصدقة- قـــــصّـــــةِ وَعــــبّــــرَةِ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فضل الصدقة- قـــــصّـــــةِ وَعــــبّــــرَةِ


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    وقف صاحب أحد المطاعم الراقية وسط صالة الطعام شبه الفارغة في وقت الذروة.
    لم يكن الحال كذلك أبداً إلى أن تغير تدريجياً منذ بضعة أيام؛ الزبائن تنحسر عن المطعم بلا سببٍ واضح! عاد صاحب المطعم إلى مكتبه داخل المطعم يفكر في القيام بأي إجراءٍ يجذب به الزبائن مرةً أخرى. "سوف أقدم وجباتٍ مجانيةٍ للمحتاجين" عبارةٌ قالها في نفسه
    ثم توقف عن التفكير عندما تذكر الوجبات المجانية، لينادي على كبير الطهاة بالمطعم،
    فسأله: "هل حضرت «أم أمل» اليوم لتأخذ الطعام؟"، ردَّ: "لا لم تأتِ، كما لم تأتِ في الأيام السابقة أيضاً"، فسأله: "منذ متى؟"، فأجابه: "منذ عدة أيامٍ حين كان المطعم مزدحماً، وأقبلتْ لتأخذ الطعام كعادتها،
    لكنك حينها صرختَ في وجهها وقلتَ لها أن هذا ليس الوقت المناسب للتسول!". .
    بهت وجه صاحب المطعم وهو يتذكر تلك الواقعة. كانت تلك سيدةٌ مسنةٌ ترمّلت وهي في الأربعين

    ، فاضطرت للعمل حتى أعياها المرض فاكتفت بجلستها لتبيع الخضروات في السوق تتكسب قليلاً من المال لا يكاد يسد رمق أطفالها الثلاثة.
    مرَّ بها صاحب المطعم في أحد الأيام فدعته أن يشتري منها بعض الخضروات،
    فجلس أمامها بعد أن جذبته طيبة وجهها الصبوح المبتسم، وحكت له قصتها.
    منذ ذلك الحين طلب منها أن تمر يومياً على مطعمه ليعطيها بعض الطعام لها ولأطفالها، وظلت على ذلك شهوراً طويلةً دون أن تنقطع يوماً واحداً.
    تذكر صاحب المطعم أنه منذ ذلك الوقت وأعمال مطعمه في رواجٍ ورخاءٍ، تذكر أيضاً دعوات «أم أمل» الصادقة وعيونها الشاكرة وهي تأخذ الطعام لأطفالها.

    خرج صاحب المطعم من مطعمه قاصداً المكان الذي كانت تجلس فيه «أم أمل» في السوق، ليجد المكان مشغولاً بسيدةٍ أخرى،

    فاقترب منها وسألها: "هل تعرفين «أم أمل» التي كانت تبيع الخضروات هنا في السوق؟"، .
    ردت السيدة وهي ترفع يديها داعيةً: "اللهم خفف عنها واشفها يا رب"، فزع صاحب المطعم وسألها: "ماذا حدث لها؟"، ردت السيدة: "لقد عادت إلى منزلها في إحدى الليالي لا تحمل عشاءً لأطفالها كما اعتادت،

    فأصيبت بحزنٍ شديدٍ أفقدها وعيها وسقطت". كاد قلب صاحب المطعم أن ينخلع من مكانه؛ فهو يعرف أنه السبب فيما حدث، فعاد وسأل السيدة: "هل تعرفين أين تسكن؟"،
    ردت السيدة بالإيجاب، ووصفت له مكان المنزل؛ فرجع مسرعاً إلى المطعم وأمر كبير الطهاة بتجهيز طلبٍ من أشهى مأكولات المطعم ليحمله ويذهب به إلى ذلك العنوان.

    طرق الباب فسمع صوت طفلةٍ تسأل من قبل أن يجيبها: "أنا صاحب المطعم .."، لم يُكمل كلماته لينفتح الباب ويرى طفلةً بعمر ابنته على وجهها ابتسامةٌ صافيةٌ، ترحب به وتدعوه للدخول.




    أين استقرت بك النوى
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X