إن الازدواجية بين أقوال الوالدين وسلوكهما العملي يخلّ في سير تربيتهم للأولاد. فإذا لم تترافق أقوال الوالدين وغيرهما من المربّيين مع سلوكهم العملي، فلن يكون لتربيتهم أي أثر. ولذلك ترى القرآن الكريم يذمّ الأقوال التي لا يصاحبها سلوك عملي، فيقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾(١). وفي آية أخرى يذمّ بني إسرائيل فيقول: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾(٢).
- وعن الإمام الصادق عليه السلام: «إن العالم إذا لم يعمل بعلمه، زلّت موعظته عن القلوب؛ كما يزلّ المطر عن الصفا».(٣)
فإذا لم يصاحب العمل القول فإنه سيكون له أضرار بالغة على تربية الأبناء؛ ومن جملة تلك الآثار؛ أنه سيزلزل اعتقادات الأبناء، وسيضرب ثقتهم بأهلهم، وسيسري انعدام الثقة هذا إلى أبعاد أخرى من حياتهم؛ كالقيم، والاعتقادات الإنسانية والدينية، كما وستسقط مكانة أهلهم من نظرهم، ويجرؤهم ذلك على ارتكاب الذنوب، والكذب، ويحملهم على الرياء والنفاق.(٤)
📚 ١. سورة الصف ٢ - ٣
📚 ٢. سورة البقرة ٤٤
📚 ٣. أصول الكافي ٤٤:١
📚 ٤. التربية الأسرية ١١٨