إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من أدب فتوى الدفاع المقدسة (عند مرتقى الموت) منتظر العلي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من أدب فتوى الدفاع المقدسة (عند مرتقى الموت) منتظر العلي



    الإيمان بالمعجزات يختلف أن تعيش بنفسك المعجزة، أن تدرك تماماً ما حدث هو خرق لنواميس الطبيعة، أن تبلغ المتعة أبعد من حدود الحياة، كل من معي كان يشهد، مثلاً الأرض والشمس والطيور ودهشة مقاتلي الحشد أصدقائي، ومنهم ابن عمي فؤاد الذي عايش دقائق حياتي، ينظر الى حالتي بين باكٍ ومندهش.
    القضية ليست قضية أنه لا بد أن يصدق الانسان ما يرى، لكن القضية تكمن في محور التعايش مع مثل هذه المعجزات. عالم غريب تكون أمام الموت بلحظات، صرت أفهم أني تركت كل شيء ورائي، واني منتقل الى عالم ثانٍ، ومع هذا ابتسمت، إذ تعلمت من هذه اللحظة حكمة جديدة لم اعرفها في حياتي من قبل، حكمة هي أن الإيمان بالأئمة (عليهم السلام) يقوّي صلتنا بالآخرة.
    ولكن الذي اكتشفته الآن في لحظاتي الاخيرة، أن الايمان بأئمة اهل البيت وقيمة وجودهم في حياتي، يقويان صلة الانسان بالحياة أيضاً.
    لكن أن تفقد جذرك الحياتي، لا أعتقد؛ لأن الحياة عزيزة وخاصة عندما تكسب هذه الحياة بمعجزة، أن تعانقها تحت اطلالة وجود مولاي امير المؤمنين (عليه السلام), ناديت مولاي أمير المؤمنين، فتعثر عند صرختي الموت.
    أسمع الربع ينادون: أبو صكر استشهد، حتى اني صدقت موتي. بالمناسبة انا رأيت الموت اكثر من مرة، عاشرته وعرفته، ثلاث سنوات في الجبهة تعلمت منها كيف أتحدى الموت، كيف أقفز على هامة موتي، شاهدت نفسي تفارقني مع كل شهيد، واليوم أفارق نفسي.
    كنت أقف لأودع الشهداء من اصدقائي، وجميل أن أقف اليوم لأودع نفسي, لا أدري، أكنت أنتظر المعجزة أم أنتظر الموت؟ منذ أيام الجامعة عرفت المعجزات في حياتي لارتباطي الوثيق بأمير المؤمنين (عليه السلام).
    قال أحد الأصدقاء: أنا ما كنت أصدق ما حدث، لو لم أرَ بعيني، قلت: لا يغير من حقيقة المعجزة شيئاً، حقيقة ما حدث لا يعتمد على المشاهدات، وكلمات الاعجاب تعتمد على الألفة الروحية مع الأئمة (عليهم السلام) طهر الرسالة المحمدية، وعمق مغزاها الفكري ومحتواها الإيماني.
    الايمان بالقضية يعني الايمان بوجود الرعاية الالهية، بوجود رعاية النبي (ص)، وأهل بيته (عليهم السلام)، أنا كنت أشعر لحظة القتال اني اقاتل في صفين مع مولاي الامام (عليه السلام)؛ لأنه قال لأحد مقاتليه: «سيقاتل معنا ناس من كل الأجيال، سيقاتل معنا من لم يرَ صفين، ومن لم يعايش سنوات صفين، سيقاتل معنا ناس يعيشون حياتهم بعد آلاف السنوات».
    هذا ما أؤمن به، لذلك كنت القريب الى هذه الفكرة، تعرض داعشي مباغت تصديت له، ومجموعتي لمشاغلة هذه القوة الكبيرة الى حين يأتينا الامداد، لكن قبل أن أرتقي الموقع، واذا بقذيفة هاون لعينة تجعل المشهد الحياتي يتلاشى أمام عيني, يبدو اني أصبحت اشلاء انسان، فيدي اليمنى أراها بجانب رأسي، وجزء من رجلي اليمنى ودع بقاياي.
    القضية التي أرعبتني لحظة موتي حين اكتشفت أن الساتر من حصة الدواعش، وهذا يعني أني سأعاني الكثير، والموت أهون من أسري، وانا اشلاء مقاتل، بحثت عن سلاحي فلم أجده، واذا بداعشي يقصدني فصار على مقربة عشرة أمتار، لم يبقَ امامي سوى مولاي ابي الحسن: مولاي، انا مقاتل صفين يا مولاي، أريد أن اموت بين أهلي وناسي، واذا برصاصة من بنادق الحشد تردي الداعشي، ويهرب البقية، ويعود الساتر ليعانق أنفاس الحشد وهم يحملونني الى المستشفى.
    سمعت ابن عمي فؤاد يناديني: «محمد اتشاهد»، والمقاتلون ينادون: «محمد اتشاهد»، ورددوا لي الشهادة، وأنا أردد خلفهم الى ان فارقت روحي جسدي، أحسستها تخرج وتصعد الى الأعلى، وصرت أسمع بكاء اصدقائي، وضعوني في الكيس، وأغلقوه عليَّ، ووضعوني مع الجثث وذهبوا .
    لا معجزة الى حد هذا المسار, انتهى المشهد على وداعي، وأنا في الكيس المغلق، توقف المشهد امام هيبة حضوره، من يناديني؟ قم يا محمد، واذا بي أراه يمتلك هيبة حضوره، يسحبني من يدي اليمنى المقطوعة، أخرجني من الكيس واقامني واقفاً.
    ناديتهم: فاندهشوا، لا أحد يصدق ما حدث، كيف عادت لي الحياة؟ كيف خرجت من الكيس؟ كيف استطعت النهوض؟ قلت: لا عليكم أنهضني مولاي أبو الحسن (عليه السلام)، فبكى الجميع، وهم ينادون: دخيلك يا أبا الحسن.




المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X