إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مَواعظُ عِيسَى عَلَيِهِ السَّلَامِ:-1- عُلَمَاءُ السَّوءِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مَواعظُ عِيسَى عَلَيِهِ السَّلَامِ:-1- عُلَمَاءُ السَّوءِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ








    رُوِيَ عَنْ النبي عِيسَى عَلَيِهِ السَّلَامُ أنَّهُ قالَ:‏(مَثَلُ عُلَمَاءِ السَّوْءِ مَثَلُ صَخْرَةٍ وَقَعَتْ عَلَى فَمِ النَّهَرِ، لَا هِيَ تَشْرَبُ الْمَاءَ وَ لَا هِيَ تَتْرُكُ الْمَاءَ يَخْلُصُ إِلَى الزَّرْعِ) تنبيه الخواطر و نزهة النواظر (مجموعة ورّام): 1 / 84 ، لورّام بن أبي فراس .
    مِنْ أهَمِ مَواضيعِ الإحتياجِ في المُجتمعِ البَشَرَي هو الإرشادُ والتَوجيه لِتبليغِ العَقائدِ الحَقَّةِ وأحكامِ الشَّريعةِ المُقَدَّسَةِ والأخلاقِ الفَاضلَةِ والصفاتِ الحَمِيدةِ ، وهذا يكونُ مِنْ خلالِ العُلماءِ الأتْقِياءِ { وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍۢ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِى ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } سُورةُ التَّوبةِ ، آية 122، وَبِصَلاحِهِم تَرتَاحُ وتلتجئُ إليهم النَّاسُ ، وَلَكنْ عِندَمَا يَركُنُ هؤلاءُ العُلماءُ الَى الدُّنيَا ومَلذاتِها ويتخذونَ عَلْمَهم مَغرَماً وَوَسيلَةً لِتحصيلِ هذهِ المَلذاتُ والشهواتُ وَبَهارجُ الدُّنيا ، فَوَصَفَهُم السَّيدُ المَسيحُ عَلَيِهِ السَّلَامُ كَالصخرةِ المَانِعَةِ مِنْ شُربِ مَاءِ النَّهرِ والوصولِ إليِه لِسَقي الزَّرعَ ،
    فإذا فَسَدَ العَالِمُ وَتَعفّنَّ فإنّ العالَمَ بِأسرِهِ سَيَتعفّنُ وإنَّ أهلَ جَهنّمَ لَيفرّونَ مِنْ ريحِ عَالِمِ السَّوءِ، إنّ هذا التعفّن ناجمٌ عَنِ الإهتمامِ بالدُّنيَا والإهتمامِ بالمَقامِ والرئاسةِ ، لِذَا فأجْتَنِبوا مِثلَ هذهِ الأمور ،
    إنّ الإنسانَ يحتاجُ إلَى التَعليمِ بَعدَ التَزكيَّةِ فِإذا افْتَقرَ إلَى التَزكيَّةِ وَدَخلَ العِلمُ قلباً لَمْ يُزكّى فإنَّ ذَلكَ يَكونُ مَدعاةً للفَسادِ ، وَلَا قَدّرَ اللهُ أنْ يَصدرَ الفسادُ مِنْ قِبَلِ عالِمٍ لَمْ يُزكّي نَفسَهُ ، كَمَا في قَولِهِ سُبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} سُورةُ التَّوبةِ ، آية 34 ، وَذَكَرت الرَّواياتُ عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم وأهلِ بيتِ العِصمِةِ عَلَيِهِمُ السَّلَامُ مَا يَتعلقُ بعلماءِ السَّوءِ وَمِنها :-
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَإِذَا رَأَيْتُمُ اَلْعَالِمَ مُحِبّاً لِدُنْيَاهُ فَاتَّهِمُوهُ عَلَى دِينِكُمْ فَإِنَّ كُلَّ مُحِبٍّ لِشَيْءٍ يَحُوطُ مَا أَحَبَّ وَقَالَ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ عَلَيِهِ السَّلَامُ: لَا تَجْعَلْ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ عَالِماً مَفْتُوناً بِالدُّنْيَا ، فَيَصُدَّكَ عَنْ طَرِيقِ مَحَبَّتِي، فَإِنَّ أُولَئِكَ قُطَّاعُ طَرِيقِ عِبَادِيَ الْمُرِيدِينَ ، إِنَّ أَدْنَى مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِمْ أَنْ أَنْزِعَ حَلَاوَةَ مُنَاجَاتِي عَنْ قُلُوبِهِمْ)الكافي: ١ / ٤٦ ح ٤
    عن أبي عبد الله عَلَيِهِ السَّلَامُ قال( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم: الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ مَا لَمْ يَدْخُلُوا فِي الدُّنْيَا
    قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَ مَا دُخُولُهُمْ فِي الدُّنْيَا ،قَالَ: اتِّبَاعُ السُّلْطَانِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَاحْذَرُوهُمْ عَلَى دِينِكُم)الكافي: ١ / 46 ح 5

    عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعَلَيِهِ السَّلَامُ :قَالَ عِيسَىعَلَيِهِ السَّلَامُ الدُّنْيَا دَاءُ الدِّينِ ، وَالْعَالِمُ طَبِيبُ الدِّينِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الطَّبِيبَ يَجُرُّ الدَّاءَ إِلَى نَفْسِهِ فَاتَّهِمُوهُ ، وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ غَيْرُ نَاصِحٍ لِغَيْرِهِ ) الخِصالُ ، الشَيخُ الصَدوقُ : ١ / ١١٣ ح ٩١
    رُوِيَ عَنْ الإمام أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علي عَلَيِهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ : ( قَطَعَ ظَهْرِي رَجُلَانِ مِنَ الدُّنْيَا : رَجُلٌ عَلِيمُ اللِّسَانِ فَاسِقٌ ، وَ رَجُلٌ جَاهِلُ الْقَلْبِ نَاسِكٌ ، هَذَا يَصُدُّ بِلِسَانِهِ عَنْ فِسْقِهِ ، وَ هَذَا بِنُسُكِهِ عَنْ جَهْلِهِ ، فَاتَّقُوا الْفَاسِقَ مِنَ الْعُلَمَاءِ ، وَ الْجَاهِلَ مِنَ الْمُتَعَبِّدِينَ ، أُولَئِكَ فِتْنَةُ كُلِّ مَفْتُونٍ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، هَلَاكَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ كُلِّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ) الخصال ، الشَيخُ الصَدوقُ: ١ / ٦٩ ح ١٠٣
    فَتَمَعَنِ في هذهِ الآياتِ و الرَّواياتِ كيفَ تَصفُ عَلماءَ السَّوءِ طُلاّبَ الدُّنيا بآكلةِ أموالِ النَّاسِ والصَادِّينَ عَنْ دينِ اللهِ مُحبي الدُّنيا قُطَّاعَ طُرقِ العُبَّادِ أتباعَ السُّلطانِ ومَا عَلموا جَعلوهُ مَطيَّةً لِفسقِهِم ، أمْرَهُم وبالٌ علَى الدِّينِ الحَنيفِ وَعَلَى أنبياءِ اللهِ وَرُسُلِهِ وأوصياءِهم والنَّاسِ ، فَفرَّطوا وَحَرَّفوا وأساءوا ،
    وأمَّا العُلماءُ الأتقياءُ لَمْ يَحفَظوا هذا الدِّينِ طِوالِ التَاريخِ لِيبقَى حِبراً علَى وَرَقٍ، وَلَمْ يَشرَحوا مَسائلَهُ وَيُقرروا بَراهينَهُ لِمجردِ الإستهلاكِ الفِكري،وإنَّمَا أرَادوا حَملَ هذه الرِّسالةِ وَحفظَها وَبيانَها للأمة، لِتكونَ طَريقاً ومنهاجاً ونظاماً في حَياتَهم .

    إنَّها نِعمةٌ يَجبُ أنْ تُشكَرُ، وَشُكرُ النِّعمةِ وعرفانُ الجَميلِ لَا يكونُ إلّا مِنْ خلالِ الإستفادةِ مِنْ هذهِ العطاءاتِ ، فَالتَخلي عَنْهُم وَتَركَهُم هو تَنكرٌ لِعطاءاتِهم تَلكَ ، يقولُ الإمامُ زينِ العابدينَ عَلَيِهِ السَّلَامُ ( أو لَعَلَّكَ فَقَدتَني مِن مَجالِسِ العُلَماءِ فَخَذَلتَني ) دُعاءُ أبي حَمزةَ الثُمالي ، إنتهى . جَعلنَا اللهُ وإيَاكُم مِنَ المُتَمسِكينَ بنهجِ المرجعيَّةِ العُليَّا الّذي هو الطريقُ السَليمُ مِنْ خلالِ نَشرِها لعلومِ الدِّينِ القويمِ وَالحَمدُ للهِ ربِّ العَالَميِن .
    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 07-04-2022, 02:28 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X