تويت
(سلطان):
قال تعالى: ((سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ)) {آل عمران/151} لما نال المسلمين ما نالهم يوم أحد لمخالفة الرماة أمر نبيهم (ص)، وكان من ظهور المشركين عليهم ما كان عرفهم الله (عز وجل) في الحال، ثم وعدهم بالنصر عليهم والخذلان لأعدائهم بالرعب، قيل: إن أبا سفيان وأصحابه هموا بالرجوع بعد احد لاستئصال المسلمين، فألقى الله تعالى الرعب في قلوبهم، حتى انقلبوا خائبين عقوبة على شركهم بالله تعالى ما لم ينزل به سلطاناً، يعني برهاناً، والحجة السلطان معناها ها هنا الحجة والبرهان، وأصله القوة، فسلطان الملك قوته، والسلطان البرهان لقوته على دفع الباطل.
(أَسْبَاط):
قال تعالى: ((أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى)) {البقرة/140} سبط عليه العطاء: اذا تابع عليه، حتى يصل بعضه ببعض، شبه بالجماعة من الناس يتتابعون في أمر، والسبط: جماعة، ومن ثم قيل لولد يعقوب أسباط، والشعر السبط يعني السلس المنبسط، ومنه سُمّي الحسن والحسين (عليهما السلام) بسبطي رسول الله (ص) أي ولداه، ومنا من يرى معنى السبط ابن البنت.
هم الأسباط ليس بهم خفاء، فسبط ايمان وبر وسبط غيبته كربلاء، وقيل انه مأخوذ من السبط ضرب من الشجر، ويرى البعض أن ولد يعقوب فرقوا أسباطاً لاختلاف بينهم، قال تعالى: ((وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا)) {الأعراف/160}.
(بَيَاتًا):
قال تعالى: ((وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ)) {الأعراف/4}. إن الله تعالى أخبر نبيه (ص) إذا أتى أجل الموت الذي وهبه الله تعالى لكل حي بحياته، لا يتأخر ذلك ساعة، ولا يتأخر ساعة، ولا يتقدم على ما قدره الله تعالى. وفي كتاب تفسير الأصفى للعلامة الفيض الكاشاني، يرى أن البيات يعني بائتين كقوم لوط، أو ((هُمْ قَآئِلُونَ)) نوم نصف نهار قيلولة كقوم شعيب، يعني اخذهم في غفلة منهم وأمن وفي دعة واستراحة.
(مُتَبَّرٌ):
قال تعالى: ((إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)) {الأعراف/139}. المُتبّر: المُهلك المدمّر والتبار الهلاك، ومعه التبر للذهب سُمّي بذلك؛ لأن معدنه مهلكة، وكل اناء منكسر هو متبر، وكسار متبرة، والمعنى أن هؤلاء الوثنية طريقتهم مهلكة، وأعمالهم باطلة، فلا يحق أن يميل اليها انسان عاقل؛ لأن الغرض من عبادته أن يهتدي به الانسان الى سعادة دائمة وخير باق.