إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

استذكارات مقاتل.. القسم العاشر تحرير قضاء بلد سعد الربيعي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • استذكارات مقاتل.. القسم العاشر تحرير قضاء بلد سعد الربيعي


    ما زال آمر سرية الدبابات يدافع عن قضاء بلد بكل ما يملك من أسلحة، والقوات العراقية همها الشاغل تحرير الهدف الاستراتيجي المهم ألا وهو مدينة تكريت؛ لأن بتحريرها ستنكسر شوكة العدو بصورة كبيرة على الرغم من أن محيط قضاء بلد والدجيل لم يحرر بعد وهما يقعان على طريق امداد القوات العسكرية من بغداد الى تكريت.
    وقضاء بلد محاط من جهاته الأربع بالعدو عدا المنفذ الوحيد وهو بوابة القضاء المطلة على الطريق العام (بغداد – موصل)، وعليه فأن آمر سرية الدبابات قد نشر دباباته على جميع المحاور للقضاء، وكانت خير اسناد لقوات الحشد والشرطة الاتحادية المكلفة بالدفاع عن القضاء.
    وبما أن أعداد الدبابات قليلة فقد اعطى لكل دبابة اكثر من محور، فمثلاً دبابة محور (عزيز بلد) كانت كلما تعرضت قرية سعود التي تبعد اقل من 500 متر من مرقد سيد محمد بن الامام علي الهادي (عليهما السلام) الى هجوم من الدواعش عليها أن تتحرك لنجدتهم، تأتي بسرعة وتتوغل داخل بيوتهم ومزارعهم لتنقض على العدو كأسد هائج حتى اطلق عليها المدنيون اسم (تاكسي سعود) لسرعة استجابتها لنجدتهم، وكانت بامرة الضابط العامري الذي افتدى فيما بعد مرقد السيد محمد بإحدى عينيه حين اخترق صاروخ spg9 دباباته مما ادى الى اصابته عدة اصابات، وفقد احدى عينيه وتم معالجته فيما بعد على نفقة العتبة العباسية المقدسة.
    هذا بالنسبة للمحور الجنوبي، أما المحور الغربي فكان لدبابتي جسر المحطة اللتين اوقفتا زحف العدو على الطريق العام كان لزاماً عليها أن تتحرك لنجدة الأرتال او الزوار المدنيين او الشخصيات المهمة عندما يتعرضون للرمي المباشر بواسطة رشاشات العدو المتوسطة من داخل المزارع البعيدة المحاذية للطريق العام، وهكذا كانت المهمة جداً صعبة.
    وبمرور الوقت، أصبح العدو يضيق الخناق على القضاء؛ لأن القوات أصبحت في موقف مدافع فقط ومسلسل الشهداء مستمر بلا توقف، فالقضاء يزف الشهداء واحداً تلو الآخر من الرجال والأطفال والنساء نتيجة القصف بالهاونات على القضاء.
    ذهب آمر سرية الدبابات وطلب اجتماعاً مع الجهات الامنية والحكومة المحلية لشرح الموقف العسكري للقضاء، لكنهم لم يستطيعوا تقديم اي مساعدة له ما عدا الدعم اللوجستي الاداري من جرافات ورافعات وكرفانات...الخ .
    وكان بين الفترة والأخرى يذهب آمر السرية للمركز الاعلامي التطوعي الذي أنشأه المجاهد الاعلامي ذو الفقار البلداوي خريج معهد الفنون الجميلة في بغداد، كان لهذا الرجل الفضل لتسليط الضوء على قدرات هذه السرية الفذة بأسلحتها وكادرها، فاتفقا على نشر اخبار القاطع السيئة ومحاولات آمر السرية جاهدا للسيطرة على الموقف، ليتعرف العالم على ما يدور في هذا القاطع وايضا بدون جدوى؛ لأن الهدف الاستراتيجي الذي ذكرناه اعلاه كان مازال لم يتم تحريره بعد، فقال الاعلامي ذو الفقار لآمر السرية: بقيت لدينا ورقة واحدة فقط وهي بيدك انت..! تعجب آمر السرية وقال: بيدي؟! قال: نعم. ألم تخبرني أن أخاك يعمل في العتبة العباسية، ومن خلاله تتواصل انت مع السيد الصافي وتتبرك بدعائه.
    قال له: نعم. قال: اذن اتصل بهم وبلغهم بكل ما تعرف. تبشر خيرا وقال: انتظر سأرسل الرسالة الان..! فأرسل رسالة عبر الموبايل لأخيه هذا نصها (السلام عليكم، ابلغ سماحة السيد أن الأمر في قضاء بلد سيء جدا، ومرقد السيد محمد لو نلحك عليه لو لا).
    وفعلاً وصلت الرسالة الى سماحة السيد، وبعد أيام وصل الخبر لآمر السرية بأنه ستحدث عمليات كبيرة هنا في قضائي الدجيل وبلد، وفعلاً وصلت فرقة العباس الى الدجيل، وبدأت بعمليات في منطقة السيد غريب مع قطعات الجيش هناك، والتي لم يدخلها أي عسكري منذ سقوط الموصل.
    وأثناء تقدمهم استشهد آمر اللواء السيد وسام وابن عمه السيد مالك اليعقوبي في فرقة العباس الذي كان يتقدم مقاتليه في الهجوم، وقد أحاط العدو بالمنطقة، وأصبح من الصعوبة جداً اخلاء الشهيدين حيث قام المجاهدون باخلاء احدهم، وتقدم آمر السرية لمساعدتهم في اخلاء الشهيد الثاني مع احدى دباباته التي كانت تحت قيادة الضابط الكناني واثناء التحضير لذلك تعرف على احد قادتهم، وكان صديقا لخاله الشهيد الذي اعدمه نظام البعث المقبور.
    وضع خطته التي يجب أن تنفذ بعد غروب الشمس حتى لا يتم كشفهم، فأمر قائد الدبابة بفتح نواظيره الحرارية ورمي نيران متوقعة قبل دخوله لأرض الحرام، وطلب من المجاهدين أن يتبرع خمسة منهم لأجل تنفيذ العملية، لكنه فوجئ بأكثر من خمسين مجاهداً يتبرعون بالذهاب معه، رفض طلبهم، وقال لهم: إن العملية خطرة جداً والعدد الكبير سيكون هدفاً سهلاً للعدو، لكنهم رفضوا وتقدموا اليه والبعض يبكي بشدة على استشهاد قائدهم.
    طال النقاش فيما بينهم، وأخيراً استقر العدد على ثلاثة عشر مقاتلاً لم يستطع ايقافهم. بدأت الدبابة ترمي نيرانها على اهداف تتوقع تواجد العدو فيها، واستبدل عجلته الهمر بأخرى ذات محرك اقل ضوضاء، ودخل لأرض الحرام وهو على اتصال بالكناني قائد الدبابة يوجهه على مكان العدو.
    وفعلاً وصلوا الى جثمان الشهيد وتم اخلاؤه بالسرعة الممكنة والانسحاب الى نقطة الانطلاق، بعدها بدأ العدو يرمي عليهم، لكن رمياته كالنت غير مؤثرة نتيجة الرد القاسي للدبابة وبفضله تعالى تم تسليم الشهيد الى قيادته.. رجع آمر السرية الى مقره واتصل بأصحابه في كربلاء يخبرهم باخلاء الجثة ...
    وبعد ايام تم تطهير منطقة السيد غريب (شمال الدجيل) بالكامل، ثم جاءت قطعات كبيرة من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وامتلاء قضاء بلد بالجند والآليات.. وأخيراً وضعت خطة تحرير كامل محيط قضاء بلد من مجرمي داعش، وتم توزيع القطعات على جميع المحاور، وكانت حصة آمر السرية هي اسناد الحشد في محورين: أولهما محور تحرير ناحية يثرب، والثاني محور تحرير جنوب القضاء في قرية سعود، أي خلف مرقد السيد محمد (عليه السلام)، وبدأت العملية فجر يوم 28 / 12/ 2014م وتقدم بدباباته في يوم ممطر لم تمنعه الأمطار ولا التربة الطينية من مواصلة تقدمه، وسحق العدو الذي تقهقر سريعاً نتيجة بسالة المقاتلين .
    وكان لآمر سرية الدبابات صديق عزيز عليه من اهالي تكريت عمل مصدرا للمعلومات في توجيه بوصلة القتال نحو داعش، وقبل بدء العمليات بيومين قام آمر السرية بنقل عائلة صديقه الى بغداد فعلم داعش بذلك، فقاموا باعتقاله صباح يوم بدأ العمليات وبقيت زوجته في البيت لوحدها، فاتصل اخوه بآمر السرية وقال: إن اخي قد اعتقله داعش من بيته، فاذا اتصل بك لا ترد عليه لاحتمال الدواعش يختبرون معرفتك به، حزن كثيرا واتصل بالحشد المسؤول على تحرير منطقته، وطلب منهم الاسراع في تقدمهم عسى ان يتم انقاذه.
    وفعلاً كسر الساتر الاول لمنطقة عزيز بلد وهزم الدواعش وعبروا نهر دجلة مذعورين وتركوه معصب العينين في دار القضاء المزعوم، فقام بالاتصال بآمر السرية، وطلب منه مساعدته في عبوره مع زوجته الى بغداد تحت وطأة القتال وسرعة تقدم قواتنا .
    وقبل غروب الشمس فتح الله عليهم بالنصر المبين، ووصلوا الى جسر الرادار وتم اللقاء بالمحور الجنوبي القادم من يثرب وقطعات الحشد القادمة من قاعدة بلد الجوية. وكان لانتهاء العمليات فرحة كبيرة لا توصف وخاصة للبلداويين الذين قاموا بعد ايام بتنظيم احتفالية كبيرة ومسيرة رائعة تحركت من مركز المدينة باتجاه مرقد السيد محمد (عليه السلام) حاملين صور شهدائهم وشهداء الحشد الشعبي وقواتنا الامنية وهم يحمدون الله على التفاف جميع ابناء العراق وحضورهم الى مدينتهم لتحريرها .
    وطبعاً كانت الفرحة اضعافاً مضاعفة لآمر سرية الدبابات وذلك الاعلامي ذو الفقار البلداوي اصحاب الفكرة في ارسال المعلومات الى ممثلي مرجعيتنا الدينية.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X