إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كل إنسان منا يرغب في أن يعيش سعيداً

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كل إنسان منا يرغب في أن يعيش سعيداً

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد.

    كل إنسان منا يرغب في أن يعيش سعيداً .. فما هو المقصود بالسعادة التي نحن نرغب أن نعيشها؟

    السعادة ليست هي السعادة المادية سعادة المال والبدن والمنصب والجاه، السعادة الحقيقية هي سعادة القلب، فهذه السعادة المادية من مال ومنصب وجاه ولقب كلها سعادة مرحلية مؤقتة زائفة، فالسعادة الحقيقية هي سعادة القلب، وسعادة القلب هو عبارة عن اطمئنان القلب، القلب عندما يعيش في قلق فهو ليس سعيداً حتى لو ملك الدنيا بأسرها، الإنسان الذي يعيش في قلق وخوف ليس بسعيد حتى لو كان من أكبر الأثرياء، ويعيش في أعظم الثراء ويمتلك أعظم المناصب، وأفخم الألقاب، هو ليس سعيداً لأنه يعيش حالة من القلق والخوف.

    السعادة الحقيقة أن تعيش الاطمئنان لذلك يركز القرآن الكريم على هذه السعادة، السعادة القلبية الروحية، عندما يقول القرآن الكريم: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه: 124] المعيشة الضنك هي القلق والخوف؛ التي تترتب عن الإعراض عن الله وذكره، هي أن يعيش الإنسان حالة من الخوف والقلق، يقول القرآن الكريم في آية أخرى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾ [الأنعام: 125] الضيق والحرج هو عبارة عن القلق والخوف، عدم الشعور بالراحة وعدم الشعور بالاطمئنان، هذا هو الضيق والحرج الذي يعرض على الإنسان عندما يعرض عن ذكر الله ويبتعد عن ذكره.

    كثير من الناس يقول نحن نرى الفاسقين وغيرهم يعيشون براحة، والواقع ليس كذلك هذا الإنسان الغارق في الشهوات والمعاصي يعيش قلقاً وكآبة حادة قد توصله أحيانا للانتحار لأنه لا يعيش أجواء ذكر الله وأجواء الارتباط بالله.

    ويؤكد القرآن الكريم أن السعادة الحقيقية تكون في امتلاك القلب للاطمئنان، عندما يقول القرآن: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]

    وعندما تقرأ قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا «2» وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب﴾ [الطلاق: 2 - 3] قد يقال كثير من المتقين فقراء، وكثير منهم يعيشون فقراً مدقعاً إذن أين الرزق! ليس المراد به الرزق المادي، المتقي أسعد من غيره لأنه يعيش رزقاً حقيقياً روحياً وهو أنه يعيش حالة من الاطمئنان والهدوء والقناعة والرضا، التقوى تفضي إلى أن يعيش الإنسان قانعاً بما رزقه الله، وراضياً بما أتاه الله، ومطمئناً لما أعطاه الله ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ «27» ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً «28»﴾ [الفجر: 27 - 28].

    وقال تبارك وتعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [يونس: 62] هم لا يعيشون الحزن يعيشون السعادة دائماً لأنهم يعيشون حالة من الاطمئنان والهدوء النفسي والسلام والرضا والقناعة .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X