بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
🌾 جاء في اصول الكافي في باب رواية عن المعصوم (ع) يخاطب شخصًا و يقول : لإثبات ولايتنا، عليك بالإحتجاج على المخالفين بسورة القدر ، لأنّ أحد أدلّة ضرورة (وجود) "الإمام" بعد النبي الأكرم (ص) هو هذه السورة.
فيقول هذا الشخص بدهشة أنه لا يوجد ذكر للإمامة والولاية في هذه السورة ، فكيف يُمكن الاحتجاج بهذه السورة لإثبات قضية الإمامة؟
قال الإمام (ع) : إسأل المخالفين على من تنزل الملائكة في ليلة القدر؟ هل ادعى أحد من قبل أن الملائكة نزلت عليه في ليلة القدر؟ لا يمكن لأحد أن يدّعي أنه قد أدرك نزول الملائكة في ليلة القدر. حتى الآن لم يدعِ أحد هذا الأمر .
والحال أن القرآن يقول (عن طريق فعل المضارع بمعنى استمرار نزول الملائكة) {تَنَزَّلُ الملائِكَةُ وَ الرُّوحُ} لذلك لا بد من أن يكون هناك شخص بعد النبي (ص) كي تنزل عليه الملائكة. و هو ليس إلا حجةالله وإمام العصر صلوات الله عليه .
ماذا ستفعل الملائكة عند النزول على الإمام (ع) ؟
يقول القرآن: " سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجرِ "
🌺 أيّ أن الملائكة تنزل أفواجا أفواجا على إمام الزمان (ع) "وتُسلّم عليه" . وبالنسبة للملائكة ، إنه لمن الشرف و التوفيق أن يُسمح لهم بأن يزوروا إمام العصر في ليلة القدر وأن يُؤدّوا له أشكال الإحترام.
🌺 لكن النقطة الثانية ، التي في الروايات الشيعية تتجاوز مستوى خبر الواحد ، هي أن الملائكة تنزل "لتقديم مقدرات السنة" لإمام الزمان (ع) . وخاصّة في الليلة الثالثة والعشرين ، عندما يتمّ امضاء تقديرات العالم و تصبح قطعية ، يتمّ تقديمها إلى الإمام (ع) ، الذي يعلم جميع مقدرات الأمة حتى نهاية العام المقبل وليلة القدر القادمة .
🌺 يقول الامام سجاد في دعاء ٤٤ من الصحيفة السجادية: " سَلامٌ دَائِمُ الْبَرَكَةِ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ "
يفسر الإمام آية " سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ " في هذه الفقرة .
أي أن بركة هذه الليلة تستمر حتى طلوع الفجر. ثم يقول: " عَلَى مَن ْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِما أحْكَمَ مِن قَضَائِهِ "
في " عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ " لا يقول الامام السجاد (ع) صراحة على من تنزل [الملائكة]، لكنه يقول بالكناية أن هناك شخص يعرفه الله ، يجب أن تنزل عليه الملائكة.
🌺 وبالنظر إلى أن الإمام سجاد هو الإمام الرابع ، لو أنه عرّف عن نفسه أو عن الأئمة السابقين، فلن يكون قد أشار إلى الذين ستنزل الملائكة عليهم بعد الإمام الرابع.
وبهذه الكناية ، قال الإمام إن كل عام هناك شخص يريد الله أن تنزل عليه الملائكة. تشير هذه الفقرة إلى وجود الإمام وحجة الله .