إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

 حاجة الإنسانية لقيمة الحب.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  •  حاجة الإنسانية لقيمة الحب.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    هنا نطرح ثلاثة أسئلة ونجيب عنها، ما هي حاجة الإنسانية لقيمة الحب؟!

    وما هو الفرق بين الشخصية السوية والشخصية المتوترة؟!

    وما دخل الحب في السلم الاجتماعي والأمن الاجتماعي؟!

    السؤال الأول هل نحن نحتاج إلى الحب؟ هل أحتاج أن أحبك وتحتاج أن تحبني أم لا؟!

    نطرح السؤال بطريقة فلسفية: لماذا خلق الله الإنسان عاطفياً ولم يخلقه عقلانياً؟! نحن عندما نقارن بين الإنسان وبين الملك، الملك: عقلاني لا توجد عنده عاطفة، بينما الإنسان: خلق مركب من عقل وعاطفة، لماذا خلق الإنسان عاطفي ولم يخلق كالملك عقلاني محضاًً؟! سؤال فلسفي نحن نجيب عليه بوجهين:

    الوجه الأول:

    اختلاف الهدف هو الذي فرض اختلاف التركيب واختلاف الجهاز، ما هو الهدف من خلق الملك وما هو الهدف من خلق الإنسان؟!

    الهدف من خلق الملك: التدبير الملك دوره دور بسيط الملك مجرد واسطة مثل ساعي البريد واسطة بين المرسل والمرسل إليه الملك مثل ساعي البريد واسطة في الخلق واسطة في الرزق واسطة في الأحياء واسطة في الإماتة بما أن الملك دوره دور الواسطة في التدبير الواسطة لا تحتاج إلا إلى عنصر واحد إلا وهو عنصر العقل فملك مخلوق عقلاني.

    الهدف من خلق الإنسان: الهدف من وجود الإنسان أن يصنع الحياة دور الإنسان أكبر بكثير من دور الملك، الملك أصلاً الملك خادم للإنسان دور الإنسان أعظم من دور الملك الإنسان خلق لكي يبدع الحياة لكي يصنع الحياة لاحظ القرآن كيف يعبر عن الإنسان وكيف يعبر عن الملك القرآن عندما يذكر الملك يقول: ﴿بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ «26» لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ هذا دور الملك.

    أما الإنسان قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ الهدف أن تبدع الأحسن وليس الهدف أن تعمل الحسن لا المطلوب منك الأحسن أن تبدع الأحسن وأن تصنع الحياة الهدف من الإنسان أن يصنع الحياة ولأجل ذلك لا يمكن للإنسان أن يبدع الحياة إلا بعنصرين: 1/عقل 2/وعاطفة، لا يكفي في صنع الحياة العقل لماذا؟!

    المثال الأول: ما هي علاقة المعلم بالطالب؟!

    بعض الأخوة من المدرسين يظن أن علاقة المعلم بالطالب علاقة آلية ميكانيكية يدخل الفصل ويشرح المادة ويخرج هذه العلاقة، إذن ما هو الفرق بينك وبين الكمبيوتر! امثل الطالب يجلس أمام الكمبيوتر ويأخذ المعلومات إذن لا يوجد فرق بينك وبين الكمبيوتر «لا» ليس دور المعلم أن يزرق معلومات وإلا لم يكن هناك فرق بينه وبين الأجهزة الكمبيوترية، دور المعلم أن يصنع الحياة يعني يبني حياة ثقافية في شخصية الطالب، دور المعلم صنع الحياة ولأجل ذلك مستحيل أنت يبنيك معلم ما لم تكن بينك وبينه علاقة نفسية، المعلم لا يربي حتى يحبه الطالب المعلم لا يستطيع أن يبني الطالب حياة ثقافية حتى تكون بينه وبين الطالب محبة تبادلية وحتى تكون بينه وبين الطلاب علاقة نفسية وإلا لا يمكنه أن يبني في الطالب حياة علمية أبداً، بناء الحياة يحتاج إلى «عقل وعاطفة».

    القرآن الكريم عندما تحدث عن المعلم عن النبي قال: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ. المثال الثاني: نأتي إلى العلاقة بين الزوج والزوجة هل هي آلية ميكانيكية «لا» علاقة الزوج بالزوجة علاقة بناء يبنيان أسرة يبنيان حياة يبنيان أجيال لأن علاقتهم علاقة بناء لذلك تعتمد هذه الحياة على عنصرين «عقل وعاطفة» لا يمكن للزوج والزوجة أن يبنيان أسرة مستقرة مؤهلة للعلم والمعرفة إلا إذا كان هناك عنصرين «عقل وعاطفة» إذن هناك حاجة ماسة للعاطفة لم يخلق الله الإنسان عقلانياً لو خلقه عقلانياً لم يستطع بناء الحياة ولم يستطيع تحديد الهدف لوجوده.

    الوجه الثاني:

    الإنسان جبله على حب الذات، خلق وعنده غريزة وهي غريزة حب الذات لماذا؟! لو لم يعطي الإنسان غريزة حب الذات لم يتمكن من جلب المنافع ودفع المفاسد الإنسان يخوض الحياة لماذا يخوض الحياة يدرس ويتخصص ويشتغل لماذا؟! ليجلب المنافع ويدفع المفاسد لو لم تكن عنده غريزة حب الذات ما استطاع جلب المنافع ودفع المفاسد.

    بما أن الإنسان أعطي حب الذات فهو يحب الآخرين مستحيل هناك ملازمه «من أحب ذاته أحب الآخرين» لا يمكن للإنسان أن يحب ذاته دون أن يحب الآخرين هناك ملازمة، إذن كما أن الإنسان مجبول على حب ذاته فالإنسان مجبول على حب الآخرين يعني مضطراً إلى حب الآخرين لماذا؟! لأن الآخرين يوفرون لك راحة واستقراراً.

    يقسمون الحب إلى:
    1. حب تبادلي.
    2. حب أحادي.
    حب أحادي:


    حب الأم لطفلها حب أحادي لأن الطفل لا يستطيع أن يبادل الأم ما دام رضيعاً هذه «حب أحادي» الأم تحب الطفل كما يحب الإنسان الطبيعية الجميلة الطبيعية لا تعطيك حب أنت تحب الطبيعية حبك لطبيعية «حب أحادي» حب الأم لطفلها الرضيع حب أحادي لأنها تراه ضلع من أضلعها وعرق من عروقها وجزء من جسمها فهي كمل تحب ذاتها تحب هذا الطفل.
    حب تبادلي:


    كذلك الحب التبادلي بين الزوج والزوجة بينهم حب تبادلي والصديق وصديقه بينهما حب تبادلي أنا أحب صديقي وهو يحبني لماذا؟! لأنه يخدم ذاتي وأنا أخدم ذاته حبي لذاتي فرض عليّ أن أحب صديقي لأن صديقي يريح ذاتي وكذلك صديقي.

    إذن بالنتيجة: حب الإنسان لذاته هو الذي فرض عليه حب الآخرين يوفرون استقرار لذاته ولذلك ورد عن النبي : ”خيركم من يألف ويؤلف“، وورد عن النبي : ”أفضلكم أحسنكم أخلاقاً الموّطئون أكتافاً الّذين يألفون ويؤلفون“.

    السؤال الثاني ما هو الفرق بين الشخصية السوية والشخصية المتوترة؟! هذه اصطلاح في علم النفس التحليلي يقولون عندنا شخصية سوية وشخصية متوترة ما هو الفرق بينهما؟!

    الشخصية السوية: هي التي تحمل توافق مع الآخرين موقفه من الأخر موقف توافقي.

    الشخصية المتوترة: موقفها من الآخرين موقف متشنج متأزم.

    اذكر لك درجات الاستواء هل أنا شخصية سويه؟! سوف أذكر لك الشخصية السوية وكل شخص يسأل نفسه هل أنا شخصية سويه أو شخصية متوترة؟! ما هي ملامح درجات الاستواء ملامح الشخصية السوية بنظر علماء النفس التحليل ونظر القرآن الكريم؟! القرآن الكريم أقر ذلك قبل علماء النفس التحليلين.

    الدرجة الأولى صفاء النفس:

    أن لا أحمل في قلبي حقد ولا كراهية على أحد أنا إنسان سوي، الإنسان المتوترة حقود الإنسان السوي هو الذي يعيش صفاءاً اتجاه الآخرين القرآن الكريم يؤكد هذه الصفة قال تعالى: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

    الدرجة الثانية العفو عن الآخرين:

    أنا أعيش مع الناس أكيد الناس تسيء لي الحياة كلها اصطدام واحتكاك طبيعي هذا يسيء لي بكلمه وهذا سيء لي بعمل وأنا من يسيء لي أرفع يدي عليه؟!

    لم تكن هذه حياة، أعفو عن الآخرين ولا أرد الإساءة بالإساءة لا تظن أني حجر لا أتأثر لا، ولا تظن أني جدار لا أسمع لا ولكني أتعالى عن الإساءة، الشخصية السوية هي التي تتعالى عن الإساءات وترى أن الانتقام تفاهة وتضيع للوقت لذلك القرآن الكريم يقول: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً﴾ وقال تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً﴾يترفعون على هذه الحزازات وعلى هذه الانفعالات﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً﴾ إما الشخصية المتوترة فهي تعيش حالة انتقام وحالة ردة فعل متجددة اتجاه الإساءات.

    المرتبة الثالثة الإحسان:

    يعني أعطي الناس بلا مقابل القرآن الكريم ذكر هذه الصفات الثلاث بالترتيب قال تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، جارية من جواري الإمام الحسين كانت تخدم الإمام تصب الإبريق علي يده ووقع الإبراق من يدها أصاب رأس الحسين رفع الحسين طرفه إليها قالت:: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾ قال: كظمت غيضي، قالت: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾قال: عفوت عنكِ، قالت: ﴿وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، قال: أنتِ حرة لوجه الله.

    إذن هذا هو الفرق بين الشخصية السوية والشخصية المتوترة.

    السؤال الثالث: هل المحبة دخيلة في السلم الاجتماعي؟!

    مجتمعنا الإسلامي مليء بالحزازات مليء بالتحاملات هذا المجتمع يحتاج إلى تطهير يحتاج إلى غسيل من الحقد والكراهية المجتمع لا يعيش سلم ولا يعش أمن ولا يعيش استقرار إلا بالمحبة، الحب هو العلاج الوحيد ليستقر المجتمع الحب هو الذي يذوب الحزازات هو الذي يزيل الحقد والكراهية الحب هو المؤثر الوحيد في السلم والأمن الاجتماعي نحن نحتاج إلى الحب، أنا أحتاج إلى أن أحبك وأنت تحتاج إلى أن تحبني.

    كيف نجسد الحب تجسيداً عملياً؟ كيف تجسد حبك لي وحبي لك تجسيداً عملياً؟!

    هناك تعبيران للحب:
    1. تعبير حركي.
    2. تعبير لفظي.
    التعبير الحركي:


    أفضل تعبير حركي عن الحب البسمة نحن نحتاج إلى البسمة، بسمتك ضروري جداً البسمة شيء مهم جداً في الاستقرار والسلم الاجتماعي كيف؟! عندما يأتي شخص يقابلني لأول مره ما هي مشاعره؟! عندما يقابل شخص أي شخص لأول مرة يعيش توتراً يعيش هاجساً كما يعبر علماء النفس بين خوف الاصطدام ورجاء الانسجام هو يرجوا أن ينسجم ولكن يخاف أن يصطدم هو يعيش توتر، هذا التوتر كيف نزيله؟! أفضل علاج لأزالت التوتر البسمة، تعويد الفم على البسمة تعويد للقلب على الرأفة والرحمة هذا تعويد للقلب وليس تعويد للفم.

    إذن البسمة تزيل التوتر والتشنج من الطرف المقابل هذا ما تحدث عنه الإمام أمير المؤمنين عندما قال: ”قلوب الرجال وحشية فمن تألفها أقبلت عليه“، وورد عنه : ”الانقباض من الناس مكسبه للعداوة“.

    إذن البسمة علاج حاسم لتوتر والاحتقان ولذلك ورد عن النبي محمد : ”أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم“
    حتى المصافحة التي تحسسك بالمحبة هي مع الغمز مع الضغط، أحد أصحاب الإمام الباقر يقول دخلت عليه فناولته يدي فغمزها حتى وجدت الأذى في أصابعي فغمز لتحسيسي بالمحبة والرحمة والمودة هذه طريقة تعبير حركي عن الحب.

    التعبير الفظي:

    أنا عندما أقابلك وأريد أن أحسسك بالمحبة التعبير الفظي عن المحبة القرآن الكريم يبين يقول: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾وقال تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ ما معنى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾؟! يعني الكلم الطيب عبادة هناك من الناس تضن العبادة فقط في الصلاة أعبد الله يعني أصلي النافلة أعبد الله يعني اقرأ القرآن وأعبد الله يعني اقرأ دعاء كميل «لا» حسن الخلق أكثر ثواباً من الدعاء، حسن الخلق أكثر ثواباً من قراءة القرآن، ورد عن النبي محمد : ”أفضل العبادة حسن الخلق“، الكلمة الطيبة عبادة﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾.

    إذن هذا هو التعبير الفظي والتعبير الحركي عن التوافق الاجتماعي عن المحبة الاجتماعية التي تحقق السلم والأمن الاجتماعي
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X