إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ:11- عِلَاقَةُ الَأُخْتِ مَعَ إخْوَتِهِا:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ:11- عِلَاقَةُ الَأُخْتِ مَعَ إخْوَتِهِا:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ



    الأُخْتُ: مِن ذَوِي الرَّحِمِ الـمَحْرَمِ، وهي مَن كانتْ تَشْتَرِكُ معَكَ في الأبِ والأُمِ كَلَيْهِما، أو في أحَدِهِما، والأُخْتُ إنْ كانَت مِن الأَبِ والأُمِّ يُقال لها: الأُخْتُ الشَّقِيقَةُ، وإنْ كانت مِن الأَبِ فقط يُقال لها: الأُخْتُ لأَبٍ، وإنْ كانت مِن الأُمِّ فقط يُقال لها: الأُخْتُ لأُمٍّ، وقد تُطْلَقُ الأُخْتُ على الأُخْتِ من الرَّضاعِ
    رِد مُصْطلَحُ (أُخْت) في مَواطِن كَثِيرَةٍ من الفقه، منها: كِتاب الزَّكاةِ، باب: مَصارِف الزَّكاةِ، وكتاب الـمَواريثِ، باب: العَصَبات، وكتاب النِّكاح، باب: الـحَضانَة، وباب: النَّفَقَة، وكتاب الرِّقِّ، باب: العِتْق، وغَيْرها من الأبواب. ويُطْلَقُ في كِتابِ النِّكاحِ، باب: الرَّضاع،

    كُلُّ العباراتِ عنِ الأُختِ لا تكفي لِكَي تَصِفَ تِلكَ العاطِفَةَ القوِيَّةَ الّتي يمتلكُها كُلُّ شَخصٍ لدَيهِ أُختٍ ، فالأُختُ هيَ الأُمُّ الثانيةَ شَرِبتْ مِنْ نَفسِ مَنْبَعِ الحنانِ والإهتمامِ وقامتْ بتَوزيعَهُم علَى الأُسرةِ مثلَمَا تَفعَلُ الأُمُّ تَماماً ، وكُلُّ الأشخاصِ الّذينَ لَدَيهِمُ أُختٌ يَعرِفونَ قِيمَةَ وجودِهَا جَيداً ويتَمنونَ أنْ تَظلَّ الأُختُ تُنيرَ لَهُمُ الحَياةَ دائمَاً.
    فَمَنْ كَانَتْ لَديهِ أُختٌ فَهو مَنْ نَالَ الدُّنيا بَاكْمَلِهَا لإنَّ الأُختَ بِحدِّ ذاتِهَا دُنيَا وعَلَمُ الأخوَةِ كَنَافِذَةٌ مِنْ زُجَاجٍ صَافٍ ، نَطِلُ مِنهَا على أحلَى مَا في الدُّنيا ، ونَرى مِنْ خِلالِهَا كُلَّ المَعَاني الجَمِيلةِ .
    الأُختُ جَمالُ الحَياةِ ورَبيعَهَا، قَلبُهَا وحَنانُهَا وخوفُهَا علَى أخواتِهَا كَمَا الأُمِّ تَماماً، نَلجأُ إليهَا كُلَّمَا تَعاظَمَتْ هُمومُنَا واقتربْنَا مِنَ الهَاويةِ فنعودُ لَا نَحمِلُ إلَّا حُبَّهَا، ومَهمَا كَبُرنَا وكانَ لِكُلِّ مِنَا إهتِمَامَاتِهِ وحَياتِهِ يَبقَى في دَاخلِنَا رابطٌ قَوِّيٌّ لَا يُمكنُ أنْ يُفرِقَهُ أحدٌ،
    إنَّ فَضلَ الأُختِ في الإسلامِ عَظيمٌ، وَدَعَا الإسلامُ علَى الحِفاظِ علَى حُقوقِ الأُختِ، وصِيَانَتِهَا، والأُختُ فَضلَهَا كَبيرٌ علَى إخوَتِهَا فَهَي مَنْ تُساعدُ علَى تَربِيَتَهُمْ معَ أُمِهَا، وهَي أولُ صَديقَةٍ ونَاصِحَةٌ لَهُم، وهَي مَنْ تُسَاعدَهُم علَى الحَياةِ ، حَصلتْ المَرأةُ علَى حَقِّهَا في الإسلامِ، ونَالتْ مَكَانةٌ وكَرامةٌ كَبيرةٌ فيِهِ، وَحثَّ الإسلامُ علَى حِفظِ حُقوقِ المرأةِ وخَاصةً الأُختِ، على الأُختِ إحترامِ أخيهَا والسَّمعِ لَهُ فيمَا لَمْ يُخالفُ الشَّرعَ، وهذا أمرٌ في مُنتَهَى الأهمَّيَّةِ، فالأُختُ تُطيعُ أخَاهَا إنْ كانَ مَا يدعوهَا إليِهِ هو واجبٌ شَرعًا وأمرٌ محببُ لحمايتِهَا ومساعدتِهَا، وكذلكَ تُطيعَهُ إنْ نَهاهَا عنْ فعلٍ مُحرمٍ كالسُّفورِ والإختلاطِ والإستماعِ إلَى الأغاني أو نَحوها، والأخُ بِهذا يُعَدْ فِعلُهُ مِنْ قَبيلِ الأمرِ بالمعروفِ والنَهي عنِ المُنكرِ، ولَا يَجبُ أنْ تأخذَ هذا الأمرُ من بابِ السَّيطرةِ وخاصةً إنْ جاءَهَا بالحديثِ بطَريقةِ لَينَةٍ نَاصحَةٍ، فلَا تُعانِدُ أخَاهَا بهذهِ الأمورِ ،
    الأُختُ العَاقلةُ والهادئةُ تَكسبُ أخيهَا إلَى صَفِّهَا، بِاللُّطفِ واللِّينِ والرِّقَّةِ والهُدوءِ ولَا تَتعاملُ مَعَهُ كنِدٍ لَهَا ولَا خَصمَ، وبالطِّبعِ هُمَا لَيسَا في وَضعِ تَنافُسِ، فلَو قَررتْ الأُختُ أنْ تَكسبَ أخيهَا لِصَفِهَا لَكَسَبَتُهُ، بالتَّغافِلِ والمُداراةِ.

    إظهارُ الإحترامِ وتَقديرُ رُجولَتِهِ وإظهارُ خَوفِهَا عَليهِ وإشتياقُهَا لَهُ، والتَقرّبُ مِنْهُ، وطَلَبَ مُصَادَقَتِهِ، بَلْ والعَطْفِ عليِهِ والحُنو عليِهِ، فَكَمْ منْ أُختٍ لَعبتْ دورَ الأُمَّ في حياةِ أَخيِهَا، كمَا هيَ السَيدَةُ زينبُ بنتَ أميرِ المؤمنينَ (عَلِيْهِما السَّلامُ) وإذا جَعلَ اللهُ معَ آدمَ زوجتَهُ ، ومعَ مُوسى أُختَهُ ، ومعَ عِيسى أُمَهُ ، ومعَ النَّبيِّ بِنتَهُ ، فقدْ جعلَ معَ الحُسينِ أُخْتَهُ الصِّدِّيقَةَ الصُّغرَى ، فَهُمَا مِنْ شَجرَةٍ واحدةٍ ، الفارقُ في العُمرِ بَسيطٌ ويَتَلَاشَى معَ الزَّمنِ ، والتَّربيَّةُ واحدةٌ في كَنَفِ الرَّسولِ ، وفي حِضنِ فَاطمةَ بنتِ مُحَمَّدٍ ، وتحتَ ظِلالِ أميرِ المؤمنينَ علَي ، إنَّهَا كُبرَى الأسباطِ بعدَ أخويهَا الحَسنِ والحُسينِ ، وهَي الَى ذلكَ تُجَسِدَ شَمائلَ أُمِّهَا بِكُلِّ جَلالِهَا وجَمالِهَا ، وتَتمثلُ شَخصيَّةُ أبيهَا بِكُلِّ تَقواهَا وعِلمِهَا ، وتَتناسبُ معَ شَخصيَّةِ أخيهَا الحَسنِ ، وتَكادُ تَتطابقُ معَ شَخصيَّةِ أخيِهَا الحُسينِ..
    وأمّا منزلةُ العبّاسِ (عَلِيْهِ السَّلامُ) عندَ السيّدةِ زينب (عَلِيْهِا السَّلامُ) فقدْ ظهرَ مُنذُ ولادتِهَا (عَلِيْهِا السَّلامُ)، فكانتْ بعدَ اُمِّهِ اُمِّ البَنينِ (عَلِيْهِا السَّلامُ)هيَ كالأُمِّ الحنونِ لَهُ، تُناغِيِهِ في المَهدِ، وتُربّيِهِ في أحضَانِهَا، وتُغذّيِهِ بِعلمِهَا ومَعرفَتِهَا، وهَيَ الّتي أتَتْ بِهِ عندَ ولادَتِهِ إلَى أبيِهِ الإمامِ أميرِ المؤمنينَ (عَلِيْهِ السَّلامُ)، لِيقيمَ عليهِ سُننَ الوِلادَةِ منَ الأذانِ والإقامَةِ في أُذنيِهِ اليُمنى واليُسرى، ومنَ التَّسميَّةِ، وجعلِ الكُنْيَةِ واللَّقبِ لَهُ، ثُمَّ سَألتْ أبَاهَا عَنِ إسمِهِ، فقالَ لهَا: ( إنَّهُ عبّاسٌ، وعنْ كُنيتِهِ، فقالَ: إنَّهُ أبو الفَضلَ، وعنْ لَقبِهِ، فقالَ: إنَّهُ قمرُ بَني هَاشمٍ، وقمرُ العَشِيرةِ، والسَقّاءِ ، فقالتْ (عَلِيْهِا السَّلامُ) مُتفائلَةٌ: أمَّا إسمُهُ عبّاسٌ فهَو عَلامَةُ الشَّجاعةِ والبَسَالَةِ، وأمَّا كُنيتَهُ أبو الفَضل فهو آيةُ الفَضلِ والكَرامةِ، وأمَّا لَقبَهُ {قمرُ بنَي هَاشمٍ، وقمرُ العَشيرةِ} فَهو وسامُ الجَمالِ والكَمالِ، والصَباحَةِ والوَجَاهةِ، وَلكنْ يَا أَبَه ، مَا مَعنى أنَّهُ السَقّاءُ؟ فقالَ لَهَا أبوها الإمامُ أميرُ المؤمنينَ (عَلِيْهِ السَّلامُ)، وقدْ إستَعبَرَ: إنَّهُ سَاقي عُطاشَى كربلاءِ وقَصَّ عليهَا شيئاً منْ حوادثِ عَاشوراءِ، فأجهَشتْ السيّدةُ زينبُ (عَلِيْهِا السَّلامُ) بالبُكاءِ لمَّا سَمعَتْ ذلكَ، فَهدّأهَا أبوهَا بِقولِهِ: بُنيةَ زينب، تَجلّدي وإصبري، وَخُذي أخاكَ إلَى اُمّهِ، وأعلمي أنَّ لَهُ مَعكِ لَموقفٌ مُشرّفٌ وشأنٌ عظيمٌ وهذا مِمّا زادَ في مقامِ أبي الفَضلِ العبّاسَ (عَلِيْهِ السَّلامُ) عندَ أُختِهِ السيّدةَ زينب (عَلِيْهِا السَّلامُ)، وأضافَ في مَنزلتِهِ لدَيهَا، حتّى أنَّها (عَلِيْهِا السَّلامُ) طَلبت مِنْ أبيِهَا عندَ إرتِحَالِهِ علَى مَا في بعضِ الكُتبِ بأنْ يَتكَفّلهَا أخوها أبو الفَضلِ العبّاس (عَلِيْهِ السَّلامُ)، ويلتزمُ بحمايتِهَا وحراستِهَا، وخاصّةً في كربلاءَ، وعندَ السَّفرِ إليهَا ، فدعَا (عَلِيْهِ السَّلامُ) وَلدَهُ أبا الفضلِ العبّاسَ (عَلِيْهِ السَّلامُ)، وأخذَ بيدِ إبنتِهِ الكُبرى السيّدة زينب (عَلِيْهِا السَّلامُ) ووضعَهَا في يدِهِ (عَلِيْهِ السَّلامُ)، وقالَ لَهُ: (بُني عبّاس ، هذهِ وديعةٌ منّي إليكَ، فلَا تُقصّر في حِفظِهَا وصِيانتِهَا فقالَ العبّاسُ (عَلِيْهِ السَّلامُ) لأبيِهِ (عَلِيْهِ السَّلامُ)ودُمُوعُهُ تَجري علَى خَدَيِهِ: لأنعُمنَّكَ يا أبتاهُ عَيناً ).
    مُساعدةُ الأخِ إنْ إحتاجَ بَعضَ المُساعدَةِ وخَاصةً في تَرتيبِ مَلابِسِهِ مَثلًا أو كَيِّ بَعضِهِا أو تَنسيقِهَا، فالبِنتُ لَهَا ذَوقٌ رَفيعٌ في هذهِ الأمورِ، وَعَملُهَا هذا مِنْ بَابِ الإحسانِ والمَحبةِ ولَيسَ لأنَّهَا خَادِمَةٌ لَهُ، فَيَطيبُ للأُختِ في بِعضِ الأحيانِ خَدمةَ أخِيهَا ورِعايَتِهِ منْ بابِ التَّحبُّبِ والتَّقاربِ ، الإتزانُ في السِّلوكِ والإبتعادُ عنِ الشُّبهاتِ، وتكرارُ عباراتٍ إيجابيَّةٍ عنْ فَضلِ تَربيَّةِ والدَيهَا لَهَا، وأنَّها لا تفعلُ ما يُثيرُ الشُّبهَةَ أو تَفعلُ الخَطأ منْ وراءِ ظَهرِ أهلِهَا ، الصِّدقُ في قَولِهَا وفِعلِهَا في كُلِّ أمرٍ وكُلِّ فِعلٍ في حَياتِهَا، وتصرفِهَا بناءً علَى مبادئٍ لَا تحيدُ عنْهِا لِتكسبَ السُّمعةَ الطَّيبةَ وثِقَّةَ أهلِهَا ومِنْهُم الأخوةُ.
    والمِثَالُ الآخرِ لِأُخوةِ الأُختِ قُرآنيٌّ فيِهِ أروعَ مَعَاني الأُخوةِ لِكَلثَم أُختِ النَّبيِّ موسى(عَلِيْهِ السَّلامُ) ، فَيَقولُ البَاري عَزَّ و جَلَّ في كتابهِ المَجيدِ :
    ﴿ إذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَنْ يَكْفُلُهُ ﴾ ، سُورَةُ طه ، آية 40،
    ﴿َ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ ﴾ ، سُورَةُ القَصَصِ ،آية 11،
    مَا السِّرُ الّذي جَعلَهُ اللهُ في قِصَةِ موسَى(عَلِيْهِ السَّلامُ) حَتى يذكرَ خبرَ الأُختِ ؟؟
    أليسَ لَهُ أقاربٌ غَيرهَا ؟ ، أينَ الجيرانِ؟، أينَ الصَّالحونَ مِنْ بَني إسرائيلَ؟
    قصةُ الأُختْ الّتي أعلَى اللهُ شَأنَهَا في كِتابِهِ بِذكرِهَا..
    حيثُ مضَتْ في عَالمٍ مِنَ الخوفِ والجَبروتِ خلفَ أخيهَا الرَّضيعِ..
    لَا يُمكنُ لقلبٍ علَى الأرضِ بعدَ أُمِّهِ أنْ يقومَ بهذا الدَّورِ الشُّجاعِ إلَّا قلبُ الأُختِ
    تابعتْ التابوتَ حتَّى ألقاهُ الموجُ بالقَصرِ ولَمْ تَتراجعُ، مَضتْ تُتَابعُ خَبَرَهُ في القّصرِ
    رغمَ المَخاطرِ ، وإقتَرَحَتْ عليهِمِ ، هلْ أدُّلُكُمْ علَى أهلِ بيتٍ !!!!!
    قَصةُ أُختِ موسَى ، قصةُ حُبٍّ مُكررَةٍ ومَوجودةٍ في كُلِّ بَيتٍ منْ بُيوتِنَا
    قلوبُ الأخواتِ تَحملُ هذا الحُبُّ للإخوانِ ، سَطَرَ القُرآنُ مَا يَحملنَهُ مِنْ حُبٍّ لأخوانِهُنَّ،
    لمْ يَقُلْ فُلانَةً لأنَّ الإسمَ ليسَ مُهماً ، بَلْ قالَ: (وقالتْ لأُختِهِ) ، لأنَّ الأخوَةَ الكَامنَةَ هُنَا هيَ، الأخوةُ الّتي تَبعثُ علَى الرَّحمَةِ والعَطاءِ والصِّلَةِ والإحسانِ.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X