إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دعاء المعصوم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دعاء المعصوم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    إذا كان الداعي معصوماً لا يرتكب الخطأ ولا يفعل الرذيلة لعصمته، فما باله يستغفر ويطلب العفو بل يبكي ويتألم بل يصاب أحياناً بأن يُغشى عليه من كثرة توسله وتضرعه لربه عز وجل، فمع الالتفات الى عصمته وأنه لا يرتكب الرذيلة ولا المعصية، فما هو وجه وما هو المبرر لهذا البكاء ولهذا الخشوع والاستغفار؟


    : أن الوجه في دعاء المعصوم لربه النظر للوجود الجمعي لا للوجود الشخصي، هذا الكلام يتوقف على ذكر ثلاث مقدمات:
    المقدمة الأولى:


    إنما ذكرنا في بعض البحوث الماضية أن علاقة وجود الإمام بوجود الكون علاقة وجود الشرط بالمشروط، بمعنى أن المفيض لهذا الكون هو الله تبارك وتعالى ولكن إفاضته للكون ربطها بالوجود النوري لمحمدٍ وآل محمد، وهو ما يُسمى بالحقيقة المحمدية وما يُسمى بالعرش قال تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾الوجود النوري لأهل البيت كان شرطاً في وجود الكون لا لحاجة من الله إلى ذلك، هو قادرٌ على إفاضة الكون من دون شرطٍ ومن دون واسطة ولكن تشريفاً لهم وتعظيماً لمقامهم جعل وجودهم شرطاً في وجود الكون، كما جعل وجود الزواج شرطاً في وجود النسل والإنجاب مع أنه قادر على أن خلق البشر من دون واسطة الزواج، كما جعل وجود الدواء شرطاً في وجود الشفاء مع أنه قادرٌ على أشفاء المرضى من دون واسطةٍ، جعل وجود أهل البيت شرطاً في وجود الكون، كما يعبر علمائنا شرطٌ متممٌ لقابلية القابل لا مصححٌ لفاعلية الفاعل، ”بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه“.
    المقدمة الثانية:


    نتيجة الربط الشرطي والتكويني بين وجودهم وبين وجود الأنفُس، لولا وجودهم ما وُجدت أنفُس الخلائق وما وُجدت أنفُس المؤمنين، كانت لنفوسهم القدسية إحاطةٌ كليه وامتدادٌ كليٌ لجميع الأنفُس ”أنفسكم في النفوس وآثاركم في الآثار وقبوركم في القبور وأجسامكم في الأجسام وأرواحكم في الأرواح“ إشارةٌ إلى الربط الشرطي التكويني والإحاطةُ الكلية من قِبلِ نفوسهم القدسية بتمام أنفُس الخلائق وأنفُس المؤمنين.
    المقدمة الثالثة:


    انه نتيجة هذا الارتباط التكويني وعلاقة إحاطة الكُلية من أنفُسهم بأنفُس المؤمنين، لذلك عندما يتكلم الإمام يتكلم بلسان أنفُس المؤمنين لأنه نفسه محيطةً بالأنفس فيشعر بما يشعر به المؤمنون ويتألم بما يتألم به المؤمنون ويتأثر بما يتأثر به المؤمنون بل بمقتضى عطفه وحنانه ورأفته على أمته يشعر بألم ذنب المؤمن أكثر مما يشعر المؤمن بذنبه، يتألم الإمام لذنبك أكثر مما تتألم لذنبك والإمام يتحسر لمعصيتك أكثر مما تتحسر أنت لمعصيتك، نتيجة هذه الإحاطة الكلية يشعر بشعورك وأكثر، ويتألم بتألمك وأكثر، ويستغفر لاستغفارك وأكثر قال تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ من أنفسكم إشارة إلى الوجود الجمعي والربط الشرطي، يرقُ لكم أكثر من رقتِكم لأنفسكم ويستغفر لكم ويتضرع لكم أكثر مما تفعلوه لأنفسكم. إذن بالنظر للوجود الجمعي الإمام يبكي ويروق ويتألم ويتضرع ويتوسل لا بلحاظ الوجود الشخصي المبارك وإنما بلحاظ الوجود الجمعي والإحاطةُ الكُلية بأنفس المؤمنين «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين».

    التعديل الأخير تم بواسطة يازهراء; الساعة 03-06-2022, 11:04 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X