إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما هو سر تفضيل وتكريم أهل البيت؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هو سر تفضيل وتكريم أهل البيت؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    ما هو سر تفضيل وتكريم أهل البيت؟


    ربما يطرح الإنسان تساؤلاً، وهو: نحن لماذا نعظم أهل البيت على غيرهم؟ هذا المجتمع البشري عاش عمالق وعظماء، إديسون، نيوتن، غاليلو، آينشتاين... هؤلاء العظماء اخترعوا انجازات حضارية كبيرة جدًا أهل البيت لم يقدموا مثلها، أهل البيت لم يقدموا لنا إنجازات مثل ما قدم لنا إديسون ونيوتن وآينشتاين، هؤلاء العمالقة قدموا لنا إنجازات ضخمة رفعت ونقلت المجتمع الإنساني من حضيض التخلف إلى قمة الحضارة، فهؤلاء العمالقة أولى بالثناء وأولى بالتمجيد وأولى بالتكريم من أهل البيت، لأن أهل البيت لم يقدموا ما قدم هؤلاء، فما هو السر في تكريم وتفضيل أهل البيت على هؤلاء العمالقة المتنوعين المتعددين؟

    سر تكريم أهل البيت يكمن في وجهين:

    الوجه الأول هو: مسألة الروح الإنتاجية.

    نحن لماذا نعظم إديسون؟ لأنه اخترع كهرباء؟! لا، الكهرباء مجرد مظهر، نحن لا نعظم إديسون لأنه اخترع الكهرباء، نحن نعظم إديسون لأنه يحمل روح إنتاجية، هذه الروح الإنتاجية أبدعت الكهرباء وأبدعت غير الكهرباء، ليس الثناء والتمجيد للكهرباء، الثناء والتمجيد لما وراء الكهرباء، وهي روح الإنتاج، روح العطاء، إديسون يحمل روح إنتاجية، يحمل روح عطاءٍ، نحن نعظم تلك الروح التي من خلالها وبواسطتها اخترع إديسون الكهرباء واخترع إديسون غير الكهرباء، نحن نتكلم عن الروح الإنتاجية التي وراء هذا المُخْترَع.

    إذن المسألة هي مسألة روح الإنتاج، روح العطاء، وليست مسألة المُخْترَع، وإلا لو كان ثناؤنا وتمجيدنا وتكريمنا لطاقة الكهرباء التي بُثت لكان هناك عوامل طبيعية أولى بالتمجيد والتكريم من إديسون، مثلاً الشمس، أيهما أهم لحياتنا: الشمس أم إديسون؟! الشمس، لا يمكن للمجتمع البشري أن يبقى لحظة على الأرض من دون الشمس، نحن نستمد حياتنا ودفأنا ونمونا وحياتنا على الأرض من الشمس، فالشمس أهم بكثير من اختراع الكهرباء أو اكتشاف الجاذبية أو اكتشاف أي أمر آخر، لو كنا نثني على إديسون لأنه اخترع الكهرباء لكانت الشمس أولى بالثناء وأولى بالتمجيد وأولى بالتكريم من أي مُخترِع آخر لأنها أكثر ضرورة لحياتنا من غيرها.

    إذن نحن لا نمجد الكهرباء، نحن نمجد الروح الإنتاجية، إديسون كان يمتلك روحًا إنتاجية، نيوتن كان يمتلك روحًا إنتاجية، نحن نمجد تلك الروح، الإنسان عندما يمتلك روحًا إنتاجية... الروح الإنتاجية ماذا تعني؟

    تعني أن يرى الإنسان نفسه وسيلة لخدمة المجتمع، طاقتي وعقلي وقدرتي ما هي إلا وسيلة لخدمة المجتمع، الإنسان عندما يسخر طاقته ويسخر عقله ويسخر جهده لخدمة المجتمع فهو إنسان يمتلك روحًا إنتاجية، يمتلك روحَ العطاء، وهذه الروح هي التي تستحق الثناء وهي التي تستحق التمجيد.

    إديسون وغيره من أين استمدوا روح العطاء؟ من أين استلهموا روح الإنتاج؟ من أين استلهموا روح البذل؟ استلهموها من رجال السماء، من الأنبياء والمرسلين والأولياء ومنهم أهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، لأن هؤلاء كلهم «رسل السماء، أنبياء السماء» وظيفتهم بث روح الإنتاج في البشرية، بث روح العطاء في البشرية، بث روح البذل في البشرية، كما ورد في الحديث: ”أحبب لغيرك ما تحب لنفسك“، وورد عن أمير المؤمنين : ”خير الناس من نفع الناس“، وورد عن أمير المؤمنين : ”أعقل الناس من جمع عقول الناس إليه“.

    إذن أهل البيت والأنبياء والرسل هم المصدر، لولاهم لما تعلمت البشرية روح الإنتاج وروح العطاء، فالأولى بالثناء والأولى بالتمجيد ليس هو إديسون، ليس هو نيوتن، هؤلاء متعلمون، الأولى بالثناء من عَلمَهُم روح العطاء ومن عَلمَهُم روح العطاء ومن غرس فيهم هذه القيمة الاجتماعية، ألا وهم الأنبياء والرسل والأولياء والأئمة الطاهرون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

    الوجه الثاني:

    هذه الإنجازات المادية «اختراع وسائل النقل، اختراع وسائل الاتصال، اختراع مظاهر التكلنوجيا المتطورة...» ما هو الهدف منها؟ لماذا نخترع هذه الوسائل؟ هل الهدف منها أن نوفر للإنسان وسائل العيش الرغيد بحيث يصبح الإنسان آلة تكلنوجية ينام على الوسادة النعامة، يأكل أفضل المآكل، يركب أفخم سيارة... وأمثال ذلك؟! هل الهدف من هذه الإنجازات المادية ترفيه الإنسان وإعطاء الإنسان وسائل العيش الرغيد؟ طبعًا لا، ليس هذا هو الهدف، لو سألت إديسون وغيره: ما هو الهدف من الإنجازات المادية كلها؟

    الهدف منها تحديد السعادة الإنسانية على الأرض، الإنسان يحتاج إلى السعادة، تحقيق السعادة الإنسانية على الأرض استدعى أن توفر للإنسان الإنجازات المادية كي يحصل على طعم السعادة وعلى ذوق السعادة، يعني أن الإنجازات المادية مجرد وسيلة وليست غاية، الغاية من هذه الإنجازات كلها سعادة الإنسان، طيب كيف يحصل الإنسان على السعادة؟ هل يحصل الإنسان على السعادة بهذه الإنجازات المادية؟

    لا، حتى لو تراكمت هذه الإنجازات، أصبح الإنسان يعيش في رغد من قرنه إلى قدميه، لا يمكن أن يحصل الإنسان على السعادة إلا إذا انتشرت قيمة العدالة وانمحت صورة الظلم، السعادة بالعدالة، السعادة بانتشار قيم العدالة وانطفاء صور الظلم، هذا هو المقياس في السعادة بالنسبة للمجتمع الإنساني، وإلا مجتمع تكنولوجي متطور ولكنه مجتمع يظلم بعضه بعضًا ويحارب بعضه بعضًا، مجتمع تنتشر فيه الحروب وتنتشر فيه المظالم وتنتشر فيه الأوبئة وتنتشر فيه الأمراض الخطيرة، أين السعادة؟! السعادة ليست بالإنجازات المادية، السعادة الإنسانية يكتسبها المجتمع البشري بنقطة واحدة، بانتشار قيمة العدالة، لماذا؟

    لأن العدالة هي التي تحكم المخترع مثل إديسون، وتحكم المستهلك مثلي أنا، وتحكم الحاكم وتحكم المحكوم، لولا العدالة لما وفر لنا إديسون إنجازًا ماديًا، ولتحول إديسون إلى إنسان شيطان يخترع الأسلحة المدمرة، لولا العدالة لما استهلك الإنسان الكهرباء فيما ينفعه، بل لاستخدم الكهرباء فيما يدمر المجتمع البشري، لولا العدالة لجار الحاكم، لولا العدالة لتمرد المحكوم، إذن ثبات العدالة على الأرض، تحقيق العدالة على الأرض منوط بانتشار العدالة لا بالإنجازات المادية، الإنجازات المادية مجرد عامل مساعد لا أكثر، المهم هو العدالة.

    إذن الأولى بالثناء والأولى بالتمجيد والأولى بالتكريم هو رواد العدالة لا رواد الإنجازات المادية، من قاموا بالإنجازات المادية مشكورون، ولكن الأولى بالتمجيد والتكريم حملة العدالة، الذين حملوا العدالة قولاً وفعلاً وتضحيةً وجهدًا وتطبيقًا، حماة العدالة وحملة العدالة هم حملة السعادة للمجتمع الإنساني، فهم الأولى بالتكريم والثناء، هم الذين قال عنهم القرآن: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ عدالة، القسط هو العدالة، هم الذين قال عنهم أمير المؤمنين: ”والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت، والله لو كان المال لي لساويت بينهم فكيف وإنما هي أموالهم“ العدالة التي قال عنها الحسين بن علي: ”ما الإمام إلا العامل بالكتاب القائم بالقسط الحابس نفسه على ذات الله“، إذن المهم تمجيد حملة العدالة، هذا هو السر في تفضيل أهل البيت وتكريم أهل البيت.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X