بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا اليوم ( 1 ربيع الثاني ) سنة ( 65 هـ ) ،
خروج التوابين يقودهم سليمان بن صرد الخزاعي ، وشخوصهم للطلب بدم الحسين ( عليه السلام ) .
قال أبو مخنف : بعث سليمان بن صرد إلى وجوه أصحابه حين أراد الشخوص وذلك في سنة ( 65 هـ ) ، فأتوه ، فلما استهل الهلال ( هلال شهر ربيع الاخر ) خرج في وجوه أصحابه ، وقد كان واعد أصحابه عامة للخروج في تلك الليلة للمعسكرة بالنخيلة ، فخرج حتى أتى عسكره فدار في الناس ووجوه أصحابه فلم يعجبه عدة الناس ، فبعث حكيم بن منقذ في خيل ، وبعث الوليد بن غصين الكناني في خيل وقال : اذهب حتى تدخلا الكوفة فناديا يا لثارات الحسين وأبلغا المسجد الأعظم فناديا بذلك ، فخرجا بذلك وكان أول خلق الله دعوا يا لثارات الحسين . . . وطافت تلك الليلة الخيل بالكوفة حتى جاءوا المسجد بعد العتمة وفيه ناس كثيرون يصلون ، فنادوا يا لثارات الحسين . . .
فلما يصبح سليمان بن صرد حتى أتاه نحو ممن كان في عسكره حين دخله ، قال : ثم دعا بديوانه لينظر فيه إلى عدة من بايعه حتى أصبح فوجدهم ستة عشر ألفاً ، فقال : سبحان الله ، ما وافنا إلا أربعة آلاف . . .
فأقام بالنخيلة ثلاثاً يبعث ثقاته من أصحاب إلى من تخلف عنه يذكرهم الله وما أعطوه من أنفسهم ، فخرج إليه نحو من ألف رجل . فقام المسيب بن نجبة إلى سليمان بن صرد فقال : رحمك الله أنه لا ينفعك الكاره ، ولا يقاتل معك إلا من أخرجته النّية ، فلا ننتظرنَ أحداً واكمش في أمرك ، قال : فإنك والله لنعم ما رأيت .
قال : فلما خرج سليمان وأصحابه من النخيلة دعا سليمان بن صرد حكيم بن منقذ فنادى في الناس : ألا لا يبيتنّ رجل منكم دون دير الأعور ، فبات الناس بدير الأعور ، وتخلف عنه ناس كثير .
فصبحوا قبر الحسين ( عليه السلام ) فقاموا به ليلة ويوماً يصلون عليه ويستغفرون .
قال : فلما انتهى الناس إلى قبر الحسين ( عليه السلام ) صاحوا صيحة واحدة وبكوا ، فلما رئي يوم كان أكثر باكياً منه . . .
فما انفك الناس من يومهم ذلك يترحمون عليه وعلى أصحابه حتى صلوا الغداة من الغد عند قبره ، وزادهم ذلك حنتقاً ، ثم ركبوا . . . قال : فوالله لرأيتهم ازدحموا على قبره أكثر من أزدحام الناس على الحجر الأسود .
ووقف سليمان عند قبره ، فكلما دعا له قوم وترحموا عليه قال لهم المسيب بن نجبة وسليمان بن صرد : الحقوا باخوانكم رحمكم الله ، فما زال من ذلك حتى بقي نحو من ثلاثين من أصحابه ، فأحاط سليمان بالقبر هو وأصحابه ، فقال سليمان : الحمد لله ، لو شاء الله أكرمنا بالشهادة مع الحسين ، اللهم إذا حرمتناها معه فلا تحرمناها فيه بعده . . .
فساروا حتى أتو هيت ، ثم خرجوا حتى أنتهوا قرقيسيا ، وبلغهم أن أهل الشام في عدد كثير ، فساروا سيراً حثيثاً حتى وردوا عين الوردة عن يوم وليلة ، ثم قام سليمان بن صرد فوعظهم وذكرهم الدار الاخرة وقال : أن قتلت فأميركم المسيب بن نجبة . . .
ثم تهيأت العاسكر للحرب . . . ووقف العسكر ، فنادى أهل الشام : ادخلوا في طاعة عبد الملك بن مروان ، ونادى أهل العراق : سلمو إلينا عبيد الله بن زياد ، وأن يخرج الناس من طاعة عبد الملك وال الزبير ويسلم الأمر إلى أهل بيت نبينا . فأبى الفريقان وحمل بعضهم على بعض ، وجعل سليمان يحرضهم على القتال . . ثم كسر جفن سفينة وتقدم نحو أهل الشام . . .
قال حميد بن مسلم . . .وحمل سليمان في القلب فهزمهم وظفر بهم ، وحجز الليل بيننا وبينهم ، ثم قاتلناهم في الغد وبعد ثلاثة أيام ..فقتل سليمان بن صرد ( رضي الله عنه ) فلقد بذل أهل الثار مهجته ، وأخلص لله توبته .
الحمد لله رب العالمين
خروج التوابين يقودهم سليمان بن صرد الخزاعي ، وشخوصهم للطلب بدم الحسين ( عليه السلام ) .
قال أبو مخنف : بعث سليمان بن صرد إلى وجوه أصحابه حين أراد الشخوص وذلك في سنة ( 65 هـ ) ، فأتوه ، فلما استهل الهلال ( هلال شهر ربيع الاخر ) خرج في وجوه أصحابه ، وقد كان واعد أصحابه عامة للخروج في تلك الليلة للمعسكرة بالنخيلة ، فخرج حتى أتى عسكره فدار في الناس ووجوه أصحابه فلم يعجبه عدة الناس ، فبعث حكيم بن منقذ في خيل ، وبعث الوليد بن غصين الكناني في خيل وقال : اذهب حتى تدخلا الكوفة فناديا يا لثارات الحسين وأبلغا المسجد الأعظم فناديا بذلك ، فخرجا بذلك وكان أول خلق الله دعوا يا لثارات الحسين . . . وطافت تلك الليلة الخيل بالكوفة حتى جاءوا المسجد بعد العتمة وفيه ناس كثيرون يصلون ، فنادوا يا لثارات الحسين . . .
فلما يصبح سليمان بن صرد حتى أتاه نحو ممن كان في عسكره حين دخله ، قال : ثم دعا بديوانه لينظر فيه إلى عدة من بايعه حتى أصبح فوجدهم ستة عشر ألفاً ، فقال : سبحان الله ، ما وافنا إلا أربعة آلاف . . .
فأقام بالنخيلة ثلاثاً يبعث ثقاته من أصحاب إلى من تخلف عنه يذكرهم الله وما أعطوه من أنفسهم ، فخرج إليه نحو من ألف رجل . فقام المسيب بن نجبة إلى سليمان بن صرد فقال : رحمك الله أنه لا ينفعك الكاره ، ولا يقاتل معك إلا من أخرجته النّية ، فلا ننتظرنَ أحداً واكمش في أمرك ، قال : فإنك والله لنعم ما رأيت .
قال : فلما خرج سليمان وأصحابه من النخيلة دعا سليمان بن صرد حكيم بن منقذ فنادى في الناس : ألا لا يبيتنّ رجل منكم دون دير الأعور ، فبات الناس بدير الأعور ، وتخلف عنه ناس كثير .
فصبحوا قبر الحسين ( عليه السلام ) فقاموا به ليلة ويوماً يصلون عليه ويستغفرون .
قال : فلما انتهى الناس إلى قبر الحسين ( عليه السلام ) صاحوا صيحة واحدة وبكوا ، فلما رئي يوم كان أكثر باكياً منه . . .
فما انفك الناس من يومهم ذلك يترحمون عليه وعلى أصحابه حتى صلوا الغداة من الغد عند قبره ، وزادهم ذلك حنتقاً ، ثم ركبوا . . . قال : فوالله لرأيتهم ازدحموا على قبره أكثر من أزدحام الناس على الحجر الأسود .
ووقف سليمان عند قبره ، فكلما دعا له قوم وترحموا عليه قال لهم المسيب بن نجبة وسليمان بن صرد : الحقوا باخوانكم رحمكم الله ، فما زال من ذلك حتى بقي نحو من ثلاثين من أصحابه ، فأحاط سليمان بالقبر هو وأصحابه ، فقال سليمان : الحمد لله ، لو شاء الله أكرمنا بالشهادة مع الحسين ، اللهم إذا حرمتناها معه فلا تحرمناها فيه بعده . . .
فساروا حتى أتو هيت ، ثم خرجوا حتى أنتهوا قرقيسيا ، وبلغهم أن أهل الشام في عدد كثير ، فساروا سيراً حثيثاً حتى وردوا عين الوردة عن يوم وليلة ، ثم قام سليمان بن صرد فوعظهم وذكرهم الدار الاخرة وقال : أن قتلت فأميركم المسيب بن نجبة . . .
ثم تهيأت العاسكر للحرب . . . ووقف العسكر ، فنادى أهل الشام : ادخلوا في طاعة عبد الملك بن مروان ، ونادى أهل العراق : سلمو إلينا عبيد الله بن زياد ، وأن يخرج الناس من طاعة عبد الملك وال الزبير ويسلم الأمر إلى أهل بيت نبينا . فأبى الفريقان وحمل بعضهم على بعض ، وجعل سليمان يحرضهم على القتال . . ثم كسر جفن سفينة وتقدم نحو أهل الشام . . .
قال حميد بن مسلم . . .وحمل سليمان في القلب فهزمهم وظفر بهم ، وحجز الليل بيننا وبينهم ، ثم قاتلناهم في الغد وبعد ثلاثة أيام ..فقتل سليمان بن صرد ( رضي الله عنه ) فلقد بذل أهل الثار مهجته ، وأخلص لله توبته .
الحمد لله رب العالمين