إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ:25- عِلَاقَةُ ألأُسرَةِ بأداءِ الأمَانَةِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ:25- عِلَاقَةُ ألأُسرَةِ بأداءِ الأمَانَةِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ


    هُناكَ عدَّةُ قيَّمٍ علَى المُجتَمَعِ أنْ يَتَحَلى بِهَا وتَنتَشِرُ بينَ أفرادِهِ كي يَحِلَّ الأمانَ والوئَامَ في أيامِ هذا المُجتَمعِ ، ومِنْ أهمِ القيَّمِ الإسلاميَّةِ والفضائِلَ الأخلاقيَّةِ والسِماتِ الإنسانيَّةِ والَّتي تحدَثَ عنها الباري عَزَّ و جَلَّ في القرآنِ الكريمِ وتَحدَثَ عنْهَا المَعصومونَ صلواتُ اللهِ عليْهِم أجمعينَ ، ولاقت منْ علماءِ ألأخلاقِ عنايَةً فائقةً وأهميَّةً كُبرى على مستوى بناءِ الذَّاتِ والشَّخصيَّةِ ألا وهيَ الأمانةَ ، أما عكسُهَا وهيَ الخيانَةُ والَّتي هيَ معدودةٌ منَ الرَّذائلِ الأخلاقيَّةِ والذُّنوبِ الكبيرةِ في واقِعِ الإنسانِ وسلوكِهِ الاجتماعي لإنَّهَا فعلٌ قبيحٌ يَستَقبِحَهُ كُلُّ عاقلٍ في المجتَمَعِ الإنساني .
    والحَقيقَةُ كُلُّ الحقيقةِ هيَ أنَّ الأمانَةَ رأسُ مالِ المجتمَعِ الإنساني والمؤثِرُ الرئيسي في تَقويَّةِ الروابطِ بينَ النَّاسِ وشدِّ أواصِرَ المجتمَعِ في نظامهِ الإجتماعيِّ وحياةِ أفرادِهِ الدُّنيويَّةِ والأُخرويَّةِ ، فوضَّحَ الباريُ عَزَّ و جَلَّ في كتابهِ العزيزِ بعضَ مواردِ الأمانةِ في المجتمَعِ :-
    ***مثلاً ضربَ اللهُ تعالى مثالَ أهلِ الكتابِ منهمُ منْ إلتَزَمَ بالأمانةِ ومنهمُ منْ لمْ يلتزم والأمانةُ عبارةٌ عنْ أصلٍ في الأديانِ السابقةِ ، فقال: { وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }، سُورَةُ آلِ عمرانَ، آية: 75.
    ***وفي آيةٍ أُخرى بيَّنَ عَزَّ و جَلَّ في حالِ عدمِ وجودِ كاتبٍ بالعَدلِ ليكتبَ العقودِ يأتي دورَ الرهنِ للحفاظِ على حقوقِ البائعِ والمُشتري وأرشدَ عَزَّ و جَلَّ إلى كيفيةِ توثيقِ العقودِ ،والحثَّ على التحلي بالأمانةِ وعَدمِ كتمانِ الشهادةِ فقالَ تعالَى:{ وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }،سُورَةُ البَقرةِ، آية:283.
    *** وفي آياتٍ أُخرى قالَ تعالَى في قصَةِ النَّبيِّ موسى (عَلَيهِ السَّلام) ما يدِلُّ علَى تخلّقه بالأمانة في عملِهِ: { فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ* فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ* قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }، سُورَةُ القَصَصِ، الآيات23-26.
    *** وفي آيةٍ أُخرى أشادَ عَزَّ و جَلَّ بالمُصلينَ الّذينَ يُداومونَ على صلاتِهم بأمانةٍ ويتصدقونَ على الفقراءِ بأمانةٍ ، فقال تعالى: { وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ* وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ }،سُورَةُ المَعارِجِ، آية:32-35.
    *** وفي آيةٍ أُخرى يُذكِرُ الباري عَزَّ و جَلَّ إبنَ آدمَ بالتكليفِ الّذي تَحَمَلهُ وعليه أن يؤديهِ بأمانةٍ فقال تعالى: { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }، سُورَةُ الأحزابِ، آية:72.
    *** وفي آيةٍ أُخرى يأمرُ الباري عَزَّ و جَلَّ الإنسانَ بأداءِ الأمانةِ والحكمَ بالعدلِ فقال تعالى: { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }،سُورَةُ النِّساءِ، آية:58.
    بالإضافةِ الى الأحاديثِ الشَّريفةِ الّتي تحدَثت عنِ الأمانةِ ومنهَا:-
    ** الربطُ بينَ الصدقِ الّذي هو ميزةِ المؤمنِ وبينَ الأمانةِ الّتي هيَ تكليفٌ للإنسانِ ، عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلام) ( إذا قَويَتْ الأَمـانَةُ كَثُرَ الصّدقُ عيونُ الحِكمِ والمواعظِ ، ص 134.
    ** معَ الأمانةِ والتحاببِ واالتهادي وإجتنابِ الحرامِ وكثير منَ الإلتزامِ بالواجِباتِ والحثِّ على كثيرٍ منَ المُكرَماتِ تؤدي الى أن تكونَ الأمةُ بخيرٍ ،عنْ رسولِ اللهِ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أنّه قال: ( لا تَزَالُ اُمَتِي بِخَير مـا تَحـابُوا وَتَهـادُّوا وَأَدُّوا الأَمـانَةَ وَاجتَنبُوا الحَرامَ وَوَقَّرُوا الضَّيفَ وَأَقـامُوا الصَّلاةَ وَآتوا الزَّكـاةَ، فإذا لَم يَفَعَلُوا ذَلِكَ ابتلوا بِالقَحطِ وَالسِّنِينَ الصدوق، عيون أخبار الرضا ، ج2، ص32.
    ** بأداء الأمانةِ تكونُ الأسرةُ في سلامةٍ دُنيا وآخرةٍ ، والأمينُ غنيٌّ بنفسهِ من دونِ مالٍ ،عن لقمان الحكيم، حيث قال: ( يـا بُنَيّ،َ أَدِّ الأَمـانَةَ تَسلُمْ لَكَ الدُّنيـا وَآخِرَتُكَ، وَكُنْ أَمِيناً تَكُن غَنِيّاً الشيخُ الصَّدوق، معاني الأخبارِ ، ص 253،بابُ معنى الخلاق والخلق، ح1.
    ** الّذي يلتزمُ بأداءِ الأمانةِ يكونُ منَ المرزوقينَ ، فقد ورد عن علي (عَلَيهِ السَّلام) أنّه قال: ( الأمانة تَجُرُّ الرِّزقَ وَالخِيانَةُ تَجُرُّ الفَقرَ تحف العقول ، ص221.
    وهذا غيضٌ من فيضِ آثارِ وفضائلِ الأمانةِ في الأحاديثِ الشَّريفَةِ لِمَا تحويهِ ، وعليهِ فالأُسرةُ الّتي توطنُ تربيَّةِ أولادِها علَى أداءِ الأمانةِ في كُلِّ مجالاتِ الحياةِ وفي العلاقةِ المُقدَسَةِ معَ اللهِ عَزَّ و جَلَّ للوصولِ الى الآخرَةِ بقلوبٍ سليمَةٍ ، وللعيشِ براحةٍ مديدةٍ في هذه الحياةِ الدُّنيا .
    ولكنْ في نفسِ الوقتِ على ربِّ الأُسرةِ أنْ ينبِهَ أفرادِهَا بخصيمِ وعدوِ الأمانةِ ألا وهيَ الخيانةُ لإنَّها خُلقٍ قبيحٍ وصفةٍ مَقيتةٍ وفعلٍ شنيعٍ ومؤداها خيانةَ اللهِ والرسولِ والأئمةِ والدِّينِ والنَّاسِ والأهلِ والإنحرافِ عنْ خطِ الصَّلاحِ والهدايَّةِ والعقلِ والإنسانيَّةِ ، وقد ذُكرت في كتابِ الله تعالى : { يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوٓاْ أَمَٰنَٰتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَسُورَةُ الأنفال ، آية 27.
    وأشدُّ الخيانةِ هيَ الخيانةُ الماليَّةُ والسلطويَّةُ ، عندما يكونُ الإنسانُ أميناً على أموالِ وأرواحِ ومعايشِ وخدماتِ وحياة النَّاسِ وخيرُ مثالِ الإلتزامِ بأداءِ الأمانةِ هيَ قصّةُ (الحديدةُ المُحماةِ)، حيثُ ورَدَ أنَّ عقيلاً (رض) جاءَ إلَى أخيهِ عليِّ بنَ أبي طَالبٍ (عَلَيهِ السَّلام)، وطلبَ منْهُ أنْ يزيدَهُ قَليلاً مِنْ حصّتِهِ وسهمِهِ منْ بيتِ المالِ على أساسِ العِلاقَةِ الأخويَّةِ بينَهُ وبينَ الإمامِ عليٍّ (عَلَيهِ السَّلام)، فمَا كانَ مِنَ الإمامِ عليٍّ (عَلَيهِ السَّلام) إلاّ أنْ أحمَى لَهُ حَديدةً وقرّبَهَا مِنْهُ، صَرخَ عقيلٌ مِنْ حَرارتِهَا، فقالَ لَهُ الإمامُ (عَلَيهِ السَّلام): ( يـا عَقِيلُ، أَتَئِنُّ مِنْ حَدِيدَة أَحمـاها إِنسـانُهـا لِلَعبِهِ، وَتَجِرُّنِي إِلى نـار سَجَرَهـا جَبـّارُهـا لِغَضَبِهِ؟! أَتَئِنُّ مِنْ الأَذى وَلا أَئِنُّ مِنْ لَظى؟ )، نهجُ البَلاغةِ، الخطبة 224.
    وعَنْ أداءِ أميرِ المؤمنينَ في أثناءِ عملِهِ في بيتِ مالِ المسلمينَ، جاءَ في كِتابِ (المناقب) لإبنِ شهرِ آشوبٍ (قَدسَ اللهُ سِرَّهُ) عنِ إبنِ مردَويهِ قالَ: ( وَ سَمِعْتُ مُذَاكَرَةً: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ اَلْعَاصِ لَيْلَةً وَ هُوَ فِي بَيْتِ اَلْمَالِ فَطَفِئَ اَلسِّرَاجَ وَ جَلَسَ فِي ضَوْءِ اَلْقَمَرِ وَ لَمْ يَسْتَحِلَّ أَنْ يَجْلِسَ فِي اَلضَّوْءِ بِغَيْرِ اِسْتِحْقَاقٍ المناقبُ، ج2، ص110 ،فصلٌ في المُسابقَةِ بالعَدلِ والأمانَةِ ،
    أتُرى كمْ كانَ يصرفُ منَ الزَّيِت هذه الَّلحظاتِ الَّتي كانَ يُكَلِمُ فيها عمرو بنَ العَاصِ؟ إنَّهُ شيءٌ يسيرٌ جداً ، ولكنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ (عَلَيهِ السَّلام) أسوةٌ وقدوةٌ، فإذا كانَ واقعياً دقيقاً إلَى هذا الحَدِّ في أموالِ المُسلمينَ فَلا تَصِلُ النَّوبةَ إلَى مَا وصلَ اليومَ إليهِ بعضُ رؤساءِ بلادِ الإسلامِ والمسؤولينَ الّذينَ يُبَذرَ الملياراتِ.. وعشراتِ الملياراتِ منْ أموالِ المُسلمينَ إعتباطاً وسَرَفاً.
    إذنْ يا أربابَ الأُسرِ وأفرادِها عليكمُ بأداءِ الأمانةِ وتَركِ الخيانةِ تكونون منَ الفائزينَ.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X