إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

8- التَّوْقِيتُ فِي ظُهورِ الإمَامِ المَهدِيِّ(عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ) :-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 8- التَّوْقِيتُ فِي ظُهورِ الإمَامِ المَهدِيِّ(عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ) :-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

    قالَ المَهدِيُّ (عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ): ( أمّا ظهور الفَرَج ،فإنّه إلى اللهِ وكَذِب الوقّاتون الغيبة (للطوسی) ج۱ ص۲۹۰.
    منْ أهَمِّ المسائلِ المُتَداولَةِ في زمانِنَا هذا بينَ أتباعِ أهلِ البيتِ (عَلَيهُمُ السَّلامُ) مَسألةُ وقتِ ظهورِ الإمامِ المهديِّ (عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ) والّتي شَغلتِ الأذهانَ وكثُرتْ الكِتاباتُ والمُحاضراتُ وعلى الرُّغمِ منْ كونِ الرِّواياتِ نَهت عنِ التَّوقيتِ في ظُهورِهِ وأنَّ وقتَ ظهورِهِ ممّا لَا يمكنُ معرفتِهِ أصلاً، لأنَّ التَّوقيتَ لِظهورِهِ باطلٌ عندَنَا, وقدْ وردَ نَفيُ التَّوقيتِ وإبطالِهِ في عِدّةِ رواياتٍ مُعتَبرَةٍ.. سَنذكُرَهَا لاحقاً ، والباري عَزَّ و جَلَّ يقولُ في كتابهِ الكريمِ: ﴿ وَيَقُولُونَ لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِۦ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا ٱلْغَيْبُ لِلَّهِ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّى مَعَكُم مِّنَ ٱلْمُنتَظِرِينَ ﴾،سُورَةُ يُونُسَ، الآية 20،
    فحالةُ التَّرقّبَ تَدِلُّ على تلهُّفِ المؤمنينَ لظهورِ المهديِّ من آلِ البيتِ (عَلَيهُمُ السَّلامُ) في آخرِ الزَّمانِ، لينشُرَ العَدلَ في الأرضِ، ولكنَّ التَّوقيتَ في ذاتِ الحَالِ يَدِلُّ علَى جهلٍ بحقائقِ الأمورِ وبأهدافِ الغَيبةِ ولَا يتجاوزُ أنْ يكونَ رجماً بالغيبِ ومخالفةً لمنهجِ النَّبيِّ وآلهِ (عَلَيهُمُ السَّلامُ) كما سيتضحُ من خلالِ النُّصوصِ التَّاليَّةِ وغيرِهَا مِمَّا وردَ في بابِ النَّهي عنِ التَّوقيتِ، فالمروي في بابِ غيبةِ الثَّاني عشرَ من أئمةِ أهلِ البيتِ (عَلَيهُمُ السَّلامُ) يؤكدُ على النَّهي عنِ التَّوقيتِ، وإنْ ادّعى المُدَّعي أنَّ الإمامَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) هو المخبِرُ، في عالمِ الرؤيا أو اليقظةِ، ومن هذه النصوص:
    1. عن الإمام علي الرضا(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أنه قال: ( لقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه (عَلَيهُمُ السَّلامُ) أن النبي(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهٌ وَسُلَّمٌ) قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى يَخْرُجُ الْقَائِمُ مِنْ ذُرَيَّتِكَ؟ فَقَالَ: مَثَلُهُ مَثَلُ السَّاعَةِ ﴿ لا يُجَلّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالأرْض لا تَأتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً ﴾، سُورَةُ الأعرافِ ، الآية 187 عيون أخبار الرضا (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،الشيخ الصدوق ، ج ١ ، ص ٢٩٧.
    2. عن محمد بن مسلم قال: قال أبوعبدالله ـ جعفر الصادق (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) : (يا محمد، مَن أخبرك عنَّا توقيتاً فلا تهابنَّ أن تكذِّبَه، فإنَّا لا نوقِّت لأحدٍ وقتاً)، كتاب الغيبة ، محمد بن إبراهيم النعماني ، ج ١ ، ص ٢٩٨.
    3. عن عبدالرحمن بن كثير قال: (كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ مِهْزَمٌ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا اَلْأَمْرِ اَلَّذِي نَنْتَظِرُ مَتَى هُوَ فَقَالَ يَا مِهْزَمُ كَذَبَ اَلْوَقَّاتُونَ وَهَلَكَ اَلْمُسْتَعْجِلُونَ وَ نَجَا اَلْمُسَلِّمُونَ)،الكافي ، ج ١ ، ص ٣٦٨.
    4. وعن الإمام جعفر الصادق (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أنه قال: (.. إِنَّ مَنْ وَقَّتَ لِمَهْدِيِّنَا وَقْتاً فَقَدْ شَارَكَ اَللَّهَ تَعَالَى فِي عِلْمِهِ وَ اِدَّعَى أَنَّهُ ظَهَرَ عَلَى سِرِّهِ بحار الأنوار ج53 ، ص1.
    5. عَنِ اَلْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)قَالَ: ( قُلْتُ لِهَذَا اَلْأَمْرِ وَقْتٌ فَقَالَ كَذَبَ اَلْوَقَّاتُونَ كَذَبَ اَلْوَقَّاتُونَ كَذَبَ اَلْوَقَّاتُونَ إِنَّ مُوسَى عَلَى نَبِيِّنَا وَ آلِهِ وَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ لَمَّا خَرَجَ وَافِداً إِلَى رَبِّهِ وَاعَدَهُمْ ثَلاَثِينَ يَوْماً فَلَمَّا زَادَ اَللَّهُ إِلَى اَلثَّلاَثِينَ عَشْراً قَالَ قَوْمُهُ قَدْ أَخْلَفَنَا مُوسَى فَصَنَعُوا مَا صَنَعُوا فَإِذَا حَدَّثْنَاكُمُ اَلْحَدِيثَ فَجَاءَ عَلَى مَا حَدَّثْنَاكُمْ فَقُولُوا صَدَقَ اَللَّهُ وَ إِذَا حَدَّثْنَاكُمُ اَلْحَدِيثَ فَجَاءَ عَلَى خِلاَفِ مَا حَدَّثْنَاكُمْ بِهِ فَقُولُوا صَدَقَ اَللَّهُ تُؤْجَرُوا مَرَّتَيْنِ الکافي ج۱ ص۳6۸.
    6. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ( يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَخْبَرَكَ عَنَّا تَوْقِيتاً فَلاَ تَهَابَنَّ أَنْ تُكَذِّبَهُ فَإِنَّا لاَ نُوَقِّتُ لِأَحَدٍ وَقْتاً)،الغيبة (للنعمانی) ، ج۱،ص۲۸۹.
    7. عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)قَالَ: ( سَأَلْتُهُ عَنِ اَلْقَائِمِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَقَالَ كَذَبَ اَلْوَقَّاتُونَ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لاَ نُوَقِّتُ الکافي ج۱ ص۳6۸.
    إنَّ غيبةَ المَهديِّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) غيبٌ من غيبِ اللهِ وسرٌّ من أسرارِهِ، تماماً كمَا هو الحالُ معَ السَّيدِ المسيحِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، ولا نملكُ معلوماتٍ عنْ طبيعةِ الحَياةِ الّتي يَعيشُهَا والأجواءِ الّتي تُحيطُ بِهِ، لأنَّ اللهَ أرادَ أنْ لا يُطلعنا على ذلكَ، وكُلُّ ما يُمكننا قولُهُ هو أنَّ الإمامَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يعيشُ في ذلكَ الأفقَ الإلهي الرُّوحي الّذي يَصنعُهُ اللهُ فيهِ على عينِهِ، كمَا أوحى اللهُ تَعالى إلَى موسى (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ﴿ ولتُصْنَع عَلَى عَيْنِي ﴾، سُورَةُ طهَ ،الآية 39، لتتكامل شخصيته بشكل مباشر في رعاية الله وتربيته وإعداده لها، لأن الدور الكبير المنوط بالمهدي هو أن يُكمل مسيرة كل الأنبياء عليهم السلام فيختمها بتلك الدولة التي بشّروا بإقامتها في آخر الزمان لتكون خلاص البشرية في الدنيا من عذاباتها وآلامها، ولكي لَا يبقى في العالم شيء اسمه الظلم والباطل، وليعيشُ النَّاسُ أخلاقَ الجَّنةِ في الدُّنيا قبلَ أنْ ينتقلوا إلى الجَّنةِ في الآخرةِ، وهي المُهمة الّتي تَحتاجُ إلى إعدادِ كبيرٍ وتوقيتٍ دَقيقٍ .
    والأصَّحُ أنَّ الظروفَ دخيلةٌ في خروجِ القائمِ(عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ) صحيح كما دلت هذه الرِّوايات أن يوم الخروج يوم معين لكن هذا اليوم، أُنيطَ بظروفٍ مُعينةٍ بمعنى أن هناك ظروف تساهم في الأعداد لخروجه في ذلك اليوم المعين فخروجه لا ينفصل عن الظروف بل خروجه متفرع على الظروف فالظروف هي التي تساهم في خروجه في يوم معين لا أنه يوم لا يقبل التقدم والتأخر «لا» هو يوم خاضع للبداء يمكن أن يتقدم يمكن أن يتأخر تبعاً لتحقق الظروف المعينة مثل: الأجل أُناسٌ تُفكرُ الأجل خلاص لا يتغير ، لا الموت كذلك يتغير فالموت فيه البداء ، أنت تستطيع أن تقدم موتك تنتحر تستطيع أن تأخر موتك بالأعمال الصالحة الموت خاضع للبداء «بمعنى خاضع لظروف معينة» ولذلك ورد عندنا في الروايات ( إنَّ الرجل ليصل رحمه، وقد بقي من عمره ثلاث سنين، فيصيّرها الله عزّ وجلّ ثلاثين سنة...)، بحار الأنوار، ج71، ص 93.
    وهناك إرتباط وثيقٌ بين الظهور وإكتمال العلامات الحتمية لظهور الإمام(عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ)
    وكما أنَّ الشيء المهم في العلامات الحتمية هو انه لا يمكن التوقيت بها، فقد نهت بعض الروايات عن التوقيت تحت عنوان (كذب الوقاتون)، فلا يستطيع اي شخص ان يدّعي بأن ظهور الامام سيكون في السنة الفلانية او الوقت الفلاني اعتمادا على تطبيق الروايات في ذهنه واعتبار ان الاحداث الجارية هي من علامات الظهور، فحتى لو كانت بعض الاحداث مشابهة لما ذكر من اخبار الظهور، كازدياد الظلم او اجتماع الروم والاتراك قرب العراق او الخراب في سوريا وما حولها او حدوث الحروب المدمرة، فان هذه العلامات وان كانت يعتبرها البعض مقدمات للظهور الا انه لا يمكن البت بها والقطع بانها من علامات الظهور،

    فكثير من هذه العلامات قد حدثت في الزمن الماضي من قبل مئات السنين ولعدة مرات ولم يحدث بعدها خروج الامام المنتظر، اذ لابد من تحقق الظروف العالمية التي تهيئ للإمام القيام بدوره الالهي المعد له في تغير العالم، فقيام الامام الذي يمثل حجّة لله هو أمر الهي كأرساله للأنبياء والرسل وهو ما وعد الله به عباده بقوله: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾، سُورَةُ الأنبيَاءِ ،الآية 105 ، ولذا كان التكذيب للوقاتون الذين يتحدثون عن التوقيت الالهي لهذا الامر!
    كما انَّ اجتماعَ العلاماتِ الحتميَّةِ يكونُ سريعاً كانفراطِ حباتِ العقدِ ولا تبدأ الّا بدعوةِ الامامِ في الإعلانِ لنفسهِ من بيتِ اللهِ الحرامِ والّذي يتلوهُ الصَّيحةُ في السَّماءِ ومَا تضمنتُهُ الرَّواياتُ في تفاصيلها والّذي سيكونُ حَدَثاً عَظيماً تَهتزُ لَهُ الدُّنيا ويكونُ في صدرِ الاخبارِ العَالميَّةِ في كُلِّ مكانٍ.
    ومن هنا يلزم المؤمنون المعتقدون بهذا الامر ان لا يضيعوا في الاخبار الجانبيَّةِ السياسيّةِ وفي تطبيقها على علاماتِ الظهور، والاولى بهم ان يعمّقوا معرفتهم في القضايا الايمانية التي تتحدث عن ضرورة وجود الحجة لله في كل زمان وما سيقوم به الامام المهدي المنتظر في هداية العالم واقامة الدين الحق كما انزله الله على نبيه المصطفى،
    كما ان المهم كذلك هو ان يعرف شيعة الامام والمنتظرين له في الغيبة معنى الانتظار الايجابي الذي يتضمن اصلاح النفس والثبات على الهدى والايمان والاستقامة على الحق والاستعداد الروحي والفكري والعقائدي والنفسي لنصرته في كل المجالات الاجتماعية الفكرية والسياسية والاعلامية والمالية وتهيئة الموالين له بشكل خاص والعالم بشكل عام لهذا الحدث العظيم والوقوف معه قولا وعملا، فمن يريد ان يكون مع الامام لابد وان يصلح نفسه اولا فإنما سيكون خروج الامام لأجل اصلاح النفوس وتعبيدها لله وارجاع الدين الى صفائه ومفاهيمه التي كانت في عهد رسول الله وازالة الرين الذي لحق به من عمل الظالمين والمنحرفين عن دين الله.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X