إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شؤون الفتيات 2

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شؤون الفتيات 2

    سابعاً ـ حديث المرآة:
    أقرب صديقة لأيّة فتاة هي المرآة.
    تطول وقفاتها قبالتها.. تتطلّع فيها إلى جمالها ومحاسنها.. تسرِّح شعرها وتتأمّله.. كما تتأمل قوامها وهندامها وزينتها، وقد قيل في بعض الأمثال: «المرآة روح المرأة كما السيف روح المحارب».
    ولن ينتهي حديث المرأة مع المرآة لا في صغر ولا في كبر.. فهي رفيقتها في البيت وفي السيارة وفي حقيبة اليد، بل وفي كلّ مكان ترى فيه وجهها حتى ولو كان سطحاً صقيلاً.
    أمّا حديث المرآة إلى المرأة فنتمنّى عليك أن تسمعيه.
    فقد لا تكون عيناك واسعتين.. لكن بإمكانك أن تتأمّلي بعدستيهما الكثير من عبر الحياة ودروسها ومحنها وامتحاناتها، وأن ترمي بنظراتهما إلى آفاق المستقبل، وأن تنظري بهما بعطف ولطف ورأفة إلى الصغار والكبار، وأن تغترفي بهما أنوار المعرفة.. ساعتها تأمّلي في المرآة.. وسترين أنّ لك عينين من أجمل العيون!
    وقد لا يكون لك شعر طويل كثيف أسود أو أشقر.. لكنّكِ تحملين فوق رأسك تاجاً من الفضائل مرصّعاً بجواهر العفاف والنبل والسخاء ودفء العاطفة ورقّة الطبع.. قد لا يظهر تاجك المرصّع هذا في المرآة، لأ نّه غير مرئي.. لكنّ مرايا العيون تراه فتنبهر به!
    وقد يكون حظّ وجهك من الجمال بسيطاً.. لكن ابتسامتك العذبة ونظراتك الحانيـة، وجبينك الوضّاء، وروحك الرقيقة الطافيـة على ملامحك، تعكس للمرآة وجهاً آخر.. كلّه إشراق!
    وقد تبحثين عن أفضل كحل تكتحلين به.. لكنّ اكتحال عينيك بمرأى الرضا في عيون الناس عن أعمالك الصالحة لا يعدله كحل في جميع المكاحل المتوافرة في الأسواق!
    وقد تسألين عن أروع أحمر شفاة تزينين به شفتيك، فلا تجدين كالإبتسامة الصافية التي تتدفق من شفتيك تدفّق الماء العذب من النبع الرقراق، ولا كالكلمات الطيِّبة التي تخرج منهما لتشيع الدفء والمحبّة والسلام من حولك!
    إنّ لك جمالاً آخر لا تكشفه المرايا.. لكنّك ترينه في مرايا العيون.
    فإبتسامة الوجه، وذلاقة اللسان، وشفافية الروح، ورشاقة السلوك، وزينة الحياء، وجواهر الأخلاق يُكسبن الفتاة، أي فتاة، تتحلّى بهنّ ألقاً وجمالاً وبهاءً يفوق جمال الطبيعة وسحرها.
    لا نقول ذلك تهدئـة للخاطر وترضية للمشاعر، فالدراسات النفسية تتحدّث عن مغناطيسية الشخصية، أو ما يسمّى بـ «سحر الشخصية» ونقول إنّك قد ترين بعض الفتيات الجميلات لكنّهنّ لا يمتلكن الجاذبية التي لدى فئة من الفتيات، وقد ترين أخريات أقلّ حظّاً من الجمال لكنّهنّ يحظين بقسط كبير من السحر الحلال بما يمتلكن من مواصفات الجمال المعنوي والمزايا العاطرة والشمائل الوديعة.
    فحينما تقفين أمام المرآة تأمّلي جمالك الآخر، فله إشعاع ينبثق من لمحات الذكاء في عينيك، ومن عذوبة الكلام في شفتيك، ومن استقامة السلوك في قوامك، ومن حركة البذل والعطاء في حياتك.
    وتذكّري أيضاً:
    أنّ الجمال الباهر مدعاة للغرور «إعجاب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله»..
    ومدعاة إلى الإفتـتان، والمفتون لا يطوِّر نفسـه. ففي الحديث: «الإعجاب يمنع من الإزدياد»..
    ومدعاة إلى المتاعب الكثيرة..
    وأنّ الجمال هبة الله، ونعمته التي تحتاج إلى الشكر، وشكرها أن تضعي جمالك في الموضع الصحيح، فلا تبرّج ولا خلاعة ولا ميوعة ولا مجون ولا استعراض..
    أمّا التكلّف والتصنّع والتمثيل فمن مفسدات الجمال، فحتى لو كنت أجمل الجميلات فسوف يفسد التصنّع جمالك ويشوّهه.
    إنّ البساطة جمال.. والنظافة جمال.. والأناقة جمال.. والتناسق جماله.. والذوق جمال.. والموهبة جمال.. والإبداع جمال.. ولمسات الجمال لو بحثتِ عنها كثيرة..
    فإذا كان حظّك من الجمال بسيطاً فاعرضي على مرآة ذاتك جمالك الداخلي، وسترين أنّ لك جمالاً لا يشيخ..
    وقد لا يرى الناس ذلك الجمال، فلهم الشكل الظاهري، لكنّ الوقت لن يطول بهم حتى يكتشفوا ذلك الجمال الأخّاذ.
    وتذكّري أيضاً:
    أنّنا لم نختر لون عيوننا وبشراتنا وشعورنا.. ولا طول قاماتنا.. ولا استدارة أو استطالة وجوهنا.. وقد يتدخّل التجميل ـ في أدوات زينة أو جراحة ـ في تعديلات طفيفة هنا وهناك، لكن جمالنا الخارجي غير قابل للتطوير كثيراً..
    أمّا الجمال الآخر.. جمال الروح.. جمال الشخصية.. جمال الخصال، ففيه للنمو والرقيّ والسموّ، آفاق واسعة..
    وإذا دعتك المرآة للمقارنة بين جمالك وبين جمال الأخريات.. فابحثي عن مزايا وصفات تتفرّدين بها.. ولا يمتلكنها،وستدركين أنّ لك جمالات أخرى ليس لهنّ مثلهنّ، وقد يحسدنك عليها!
    وإذا كنتِ ذات جمال بارع..فاحمدي الله على أن حسّن خَلقَك.. واطلبي منه أن يُحسِّن خُلقَك، فمن الذكر أن تقولي وأنت تقفين إزاء المرآة: «أللّهمّ كما حسّنت خَلقي فحسِّن خُلقي».
    وإذا دعاك جمالكِ للغرور، وكثيراً ما يصنع ذلك، فقولي له: ليس لك من فضل.. إنّك لستَ صناعتي.. إنّك إبداع الخالق!
    وإذا دعاكِ حسنك الفتّان إلى التبرّج فتذكّري عفاف مريم ابنة عمران، والسيِّدة الزهراء (عليها السلام) ابنة النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).
    ولا تكتفي به شكلاً جميلاً.. بل ضُمِّي إليه جوهراً جميلاً!!

    ثامناً ـ حاذري الوقوع في هذه الشباك!!
    أربع شباك.. حاذري من الوقوع فيهنّ:
    أ) المعاكسة.
    ب) الهاتف.
    ج) الرسالة.
    د) المقهى الالكتروني.
    ودعينا نقف عند كلّ واحـدة من هذه الشباك لنعرف مدى خطورتها على الفتيات المراهقات، بل وعلى غير المراهقات أيضاً.
    فخّ المعاكسة:
    نظراً لعدم انضباط عدد لا يستهان به من الشبّان بضوابط الأخلاق وقواعد السلوك، ولأنّ الخوف من رقابة الله وحسابه لم يعد يدور في خلد هؤلاء، وأيضاً لتأثيرات البيئة الأخرى وما تقوم به وسائل الإعلام المبتذلة التي دأبت على تشجيع الفحشاء والمنكر، بتنا نشـاهد الكثير من التصرّفات المخلّة بالآداب العامّة، تنتشر انتشار النار في الهشيم دونما وازع من ضمير أو رادع من قانون أو انزجار من رقيب.
    ومن تلك التصرّفات (معاكسة الفتيات) سواء أمام أبواب المدارس حينما يحين موعد خروجهنّ، أو في الشوارع المؤدّية إلى بيوتهـنّ، أو حينما يتمشين لوحـدهنّ أو مع بعض صديقاتهنّ، أو في الأسواق التي يكثر تردد الفتيات عليها. أمّا الأماكن المختلطة كالنوادي والمتنزهات والحفلات، فحدّثي ولا حرج.
    تنطلق خطورة المعاكسة، وهي الكلمات المعسولة التي يُطلقها شبان فارغون متسكّعون يتصيّدون أعراض الناس، من أنّ الفتاة بطبيعتها ميّالة إلى حبّ الثناء والاستحسان، وقد قال الشاعر في ذلك:
    خدعوها بقولهم حسناءُ والغواني يغرّهنّ الثّناءُ
    ولذا كانت تجمّعات الشباب الضائع في المنعطفات والطرق المؤدّية إلى المدارس ظاهرة شائعة، فتراهم يطلقون الكلمات التي فيها ثناء على جمال الفتاة، والأوصاف التي تشبع حالة الغرور لديها، فإذا ما صدّقت ذلك، كانت الخطوة الأولى نحو الانجرار والانجراف.
    والفتيات في موقفهنّ من المعاكسة يختلفن.. فقد تسارع الفتاة إلى المضي في طريقها دون أن تُلقي بالاً للمتصيدين، وقد تبتسم فيعرف المعاكس أنّها استجابت لمعاكسـته، ليزداد خبثاً ومعاكسة ومطاردة حتى يوقع الطريدة في شباكه.
    المعاكسةُ إذاً فخّ.. ينصبه شبّان لا همّ لهم سوى التباهي بسياراتهم الفارهة، وملابسهم الأنيقة ووقاحتهم الزائدة. وهم في العادة يعبثون بمشاعر الفتيات وليسوا جادّين إطلاقاً بإقامة علاقة شرعية معهنّ.
    وقد لوحظ من خلال بعض التحقيقات أنّ الفتيات المحجّبات الملتزمات بالستر الشرعي أقلّ عرضة للتحرّش والمعاكسة، وكلّما كانت الفتاة متبرّجة أكثر كانت عرضة للتحرّش أكثر.
    هذا فخّ ظاهره الرحمة وباطنه العذاب .
    فقد تنخدع الفتاة من الحبوب التي يلقيها الصياد في فخّه، فتتصورها طعاماً مقدّماً بحسن نيّة، فتمشي برجلها إلى الفخ. ولو كان المعاكسون صادقين لأتوا البيوت من أبوابها، وطلبوا يد الفتاة من أهلها، لكنّهم عاطلون عن العمل يبحثون عن التسلية واللهو العابث واللذّة المحرّمة، ويبتهجون بتعريض الفتيات إلى المواقف الاجتماعية والأخلاقية المحرجة.
    كوني من هؤلاء على حذر.
    أمّا الكلمات التي تسمعينها منهم فهي اسطوانات مشروخة تقال لكِ ولكل صيد سهل يغري بنفسه، وهم يقولون ما لا يعنون.
    إنّ الإعراض عن منتهكي الأعراض.. وإخبار الأهل بما يفعلون ليتولوا زجرهم وردعهم عن أفعالهم المنكرة، وعـدم التجاوب معهم حتى على مستوى الردّ على كلماتهم البذيئة، سوف يجنّبك الوقوع في هذا الفخّ.
    مصيدة الهاتف:
    من الاستخدامات السيِّئة لهذا الجهاز العصري الكثير الخدمات، استغلاله من قبل الشبان الفارغين الذين لا يراعون حرمة البيوت ولا سلامة وأمن أهلها. إنّهم يديرون قرص الهاتف على هذا البيت أو ذاك ليقوموا بمعاكسة الفتيات في عقر دارهنّ.
    فتراهم يبثون عبر الأسلاك فحيحهم لإغواء الفتيات وإغرائهنّ بالمعصية، فإذا ما لمسوا أيّ تجاوب من لدن الفتاة المستهدفة تشجّعوا لتكرار المحاولة وإعادة الإتصال في أوقات مختلفة حتى أثناء الليل.
    إنّهم يتحدّثون بألسنة الخداع والكذب عن استعدادهم للإقتران الشرعي كخطوة ممهدة لطمأنة الفتاة أنّهم يحبّونها حبّاً شريفاً عفيفاً يريدون له أن ينتهي بالزواج، ويطالبون الفتاة أن تفسح لهم المجال في التعريف بأنفسهم أكثر فيحدّدون لها مواعيد خارج البيت لتبدأ رحلة استدراج الطريدة.
    وكما في المعاكسة المباشرة، فإنّ المعاكسة عبر الهاتف تستهدف الغاية الدنيئة نفسها: إيقاع الفتاة في شرك المطامع الشهوانية والأهواء الفاسدة.
    ولذا فإنّ تعنيف هؤلاء في الهاتف، وتهديدهم بأخبار الأهل أو السلطات الأمنية ـ إن كانت هناك سلطات تحافظ على الأمن حقّاً ـ وإغلاق الهاتف بوجههم بانزعاج واضح، قد لا يقطع أمل بعضهم من تكرار المعاكسة، لكنّه في الغالب أسلوب ناجح في إيقافهم عند حدّهم.
    كمين الرسالة:
    وقد يلجأ صنف آخر من الشبّان الفارغين إلى كتابة الرسائل ليرقق مشاعر الفتاة التي يريد إيقاعها في الكمين المنصوب لها، فيختار العبارات اللاّهبة الساخنة، والأبيات الشعرية الغزلية الرقيقة، والمبالغة في وصف العواطف المتفجرة، والادّعاءات التي تقول إنّه لا يريد إلاّ الحسن، فيدسّها في يد فتاة أخرى لتوصلها إلى الفريسة أو يسلمها إليها مباشرة، وإذا عرف بريدها فبالبريد، وطرق هؤلاء اللاّهين في نصب كمائنهم كثيرة. فإذا ما مزّقت الفتاة الرسالة قبل قرائتها، ورمتها بوجه كاتبها، فإنّه سيرتدع، وربّما يبقى مصرّاً على لعبته لتصوّره أنّ إصراره قد يوحي للفتاة المستهدفة بصدق مشاعره، الأمر الذي قد ينطلي على بعض الفتيات اللواتي يتصورن أنّ الإصرار دليل الصدق والإخلاص وحسن النيّة.
    إنّ إغلاق الباب منذ أوّل وهلة بوجه هذا اللص الذي يتصيّد في المياه العكرة هو أفضل ردّ يجنّب الفتاة متاعب لاحقة لا تُحصى إن هي فتحت الباب أو تركته موارباً.
    إنّ الشيطان قد يأتي للفتاة من هذا الباب ويقول لها: لا تتركيه.. إنّه فرصتك.. والفرص تمرّ مرّ السحاب.. تشبّثي به إنّه صادق المشاعر.. إنّه يريدك زوجة له!
    ولعلّ أفضل اختبار لهؤلاء هو الطلب منهم أن يقدّموا إثباتاً لصدق مشاعرهم في أن يتقدّموا لطلب يد الفتاة إن كانوا في سن وإمكانات تسمح لهم بالزواج، وإن كانوا دون ذلك فهذا دليل أنّهم ليسوا على استعداد للرباط الشرعي.
    وقد يقول بعضهم أنّ هذه الخطوة لاحقة، وأ نّها ستأتي في حينها، وأ نّه يريد الاطمئنان لمشاعر الفتاة نحوه حتى يتقدّم لخطبتها، ولكنّ الفتاة الحكيمة الواعية تعرف أنّه سيطالبها بأكثر من ذلك، فحتى يتعرّف عليها لابدّ من لقاءات في الخلوات، وهي لقاءات محرّمة إن لم يكن هناك رابط شرعي أو عقد يجيز اللقاء، وقديماً قال الشاعر:
    دخولُ المرءِ في الشبكاتِ سهلٌ ولكنّ المصيبة في الخروج!
    إنّ التكتّم والسرية في هذه الأمور هي أوّل الوهن، فلابدّ من إخبار الأم المتفهّمة أو الصديقة المخلصة، أو الأخت الكبيرة ليكونوا عوناً لك في عدم الإنجرار وراء هذه اللعبة الخطيرة التي لا تدرين إلى أين تقودك؟!
    وفي أثناء ذلك، تذكّري القصص المريرة لفتيات طرحن الثقة بأمثال هؤلاء الذين يأتون البيوت من أبوابها الخلفية، فكانت النتائج الوخيمة المؤسفة التي لا تترك مجالاً للندم.
    إنّ الخـطوة الصغيرة تجرّ إلى الأكبر منها.. والانزلاق يجتذب الانزلاق.. والسقوط من مكان عال، بعدما تكون الفتاة قد أسلست القياد للمتصيّد ومشت معه خطوات في طريق مطامعه، اصاباته خطيرة.
    وإذا رفضت الإنسياق وراء اللعبة، ضعي هذه اللاّفتة القرآنية نصبَ عينيك: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) (الطلاق/ 2-3)، ولا تصدّقي مقالة الشيطان أنّها فرصة ولا تضيعيها فقد لا يأتيك غيره، فالفرص الطيبة للتعرّف على شخص نبيل قادمة بإذن الله.
    مُنزلق (المقهى الالكتروني):
    نحن في عصر.. الدخول فيه إلى البيوت بلا استئذان.
    فجهاز الحاسوب (الكومبيوتر) الذي راح يغزو البيوت على أنّه اختراع العصر ولغته.. بقدر ما جلب إلينا من الخيرات جلب معه أيضاً الكثير من الويلات.
    فبعد ما أتيحت اللقاءات الحرّة عبر (الانترنيت) وازدادت فرص الانفتاح وغرف الدردشة، وامكانية المخاطبة عبر الصوت والصورة، وكثرت مواقع الإغواء والإغراء، بدأت تتكشّف مخاطر هذه القنوات التي ينفذ من خلالها الشيطان.
    ففي دراسة عن مفاسد الشبكة العنكبوتية أجريت في إحدى البلدان الإسلامية إتّضح أنّ 90 % من روّاد المقاهي الألكترونية في سن خطرة وحرجة جداً، وأنّ 60 % من الشبّان والفتيات يقضون أوقاتهم في مواقع المحادثـة، وأنّ الإقبال عليها يأتي كنتيجة لضعف الرقابة الأسرية، والفراغ الذي يعاني منه الشباب، والفضول أو البحث عن الممنوع.
    وخطورة هذه المقاهي في أنّها تجعل الباب مشرعاً لمغازلة الفتيات وإيقاعهنّ في الفخّ ـ شأنها شأن المعاكسة المباشرة والهاتف والمراسلة مع فارق أنّ المقهى يجمع ذلك كلّه!
    وكما في مواجهة الشباك السابقة، فإن تذكّر أن طُعم الصنّارة التي تريد أن تصطادك قد يبدو حلو المذاق لكنّه يستبطن السمّ، ونعني بالسّم ما يخفيه الصيّاد من قرار التهام الفريسة.
    إنّ الدخول على أي مقهى مشبوه أو مريب ستكون ضريبته باهضة، فسياسة الشيطان هي سياسة استدراجية، سياسة الخطوة خطوة (فلا تتّبِعوا خُطُوات الشّيطان ) (البقرة/ 168)، التي تقودكم إلى المنزلق الخطير والوقوع في جوف الهاوية.
    لقد تبيّن من خلال دراسات اجتماعية عن تأثير الانترنيت والمقاهي الالكترونية أنّها كانت السبب في ضعف التوجّه الديني، وانخفاض المستوى الدراسي، وزيادة الاضطراب النفسي.
    إنّ المشكلة ـ كما تعلمين ـ ليست في الكومبيوتر كجهاز،وإنّما في استخدامه، وقد صدق مَن قال: لسنا ضدّ التقنيات الحديثة من تلفاز وسينما وغيرها، وإنّما نحن ضدّ الفحشاء والمنكر.

    تاسعاً ـ الأفلام والأغاني:
    تستقطب مشاهدة الأفلام والإستماع إلى الأغاني طائفة كبيرة من الفتيات. وقد يكون مرجع ذلك مناغاة عواطف الفتاة في كلمات الأغنية، وما تعكسه الأفلام والمسلسلات العاطفية من خيالات مجنّحة تخاطب في الفتاة والشاب غريزتهما فقط.
    والأفلام والمسلسلات تقدّم ـ في العادة ـ واقعاً مصنوعاً، هو بعض خيال الكاتب والمؤلِّف، ورشحة من رشحات تفكيره ونظرته للحياة. ومكمن الخطورة في هذه الأفلام والمسلسلات هو في قلبها للمفاهيم والاهتمامات، وفرض النموذج الغربي على حياتنا الإسلامية.
    وقد كشفت بعض الدراسات الميدانية المتخصصة أنّ العلاقة بين ما يشاهده الشاب أو الفتاة وبين الانحراف طردية. وأنّ نسبة الذين يشاهدون الأفلام والمسلسلات أكثر بخمسـة أضعاف نسـبة الذين يشاهدون البرامج التوجيهية، أي الدينية والعلمية والثقافية، وأنّ الكثير من المشاهدين يقلّدون ما يشاهدونه في الأفلام.
    وقد تجد الفـتاة في الأفلام الرومانسية (الخيالية الحالمة) بعض ما تهوى، وربّما ترسم لحياتها صورة مستوحاة من أحداث فيلم أو مجريات مسلسل، وتنسى أنّ الحياة ليست كلّها حبّاً وغراماً وعواطف متأجّجـة، وإنّما هي بالاضافـة إلى ذلك أعباء وكدح ومسـؤوليات وهموم وطموحات وأشـياء أخرى، بل إنّ مساحة هذه الأمور هي أوسع بكثير من مساحة الغرام والهيام.
    وقد تخاطب الأغاني في الفتاة غرورها بما تتغزّل به من صفاتها الجمالية الخارجية، وربّما تتصوّر أنّ كلمات الشخص الذي سيتزوّجها مستقبلاً كلّها أغان فتحلّق في فضاء الأحلام دون أن تنزل إلى الواقع قليلاً لتقارن وتوازن بين ما هو حلم وما هو حقيقة.
    وقد تبيّن من خلال إحدى التحقيقات الصحفية أنّ بعض اللواتي تزوّجن كنّ يرسمن صورة مستقبلية لحياتهنّ على ضوء كلمات أغنية، وحينما انغمسن أو انهمكن في خضم الحياة الزوجية بكل متطلباتها، ارتطمن بواقع يقول إنّ الحياة يمكن أن تكون جميلة حتى في متاعبها، ولكنّها ليست كلمات أغنية حالمة، أو مشاهد فيلم هندي أو مسلسل مكسيكي!!

    عاشراً ـ الدعاية والإعلان:
    يلعب التلفزيون دور الموجّه للعواطف والاهتمامات والرغبات، ومن بين موادّه التي تشغل حيّزاً كبيراً من مساحة البث (الدعاية والإعلان) والتي راحت تتخلّل حتى نشرات الأخبار والبرامج السياسية والدينية والثقافية.
    فلقد كانت هناك فترة إعلانية، واليوم الإعلانات أكثر من برامج التلفزيون الأخرى، وذلك لما تدرّه من أرباح على أصحاب الشركات المستثمرة أو الجهات المسؤولة. وقد لوحظ أنّ نسبة الذين ينخدعون بهذه الإعلانات من الأطفال والشبان والنساء كبيرة، حتى أنّ الإعلان عندهم (جهينة)[1] أو(حذام) يُصدّق في كلّ ما يقول دونما اعتراض أو مناقشة.
    ولعلّ السبب في ذلك هو الأسلوب الفنّي الذي يعتمد الإبهار في الصورة والكلمة والمبالغة والتكرار.
    وقد أثبتت التجربة أنّ الذين صدّقوا ما يقوله الإعلان وتطرحه الدعاية لم يجدوا في البضائع التي اشتروها المواصفات المذكورة، وأ نّهم اشتروا ما لم يكونوا يرغبون بشرائه، وأ نّهم أحدثوا خلخلة أو هزّة في ميزان مصروفاتهم،وأنّهم كانوا ضحيّة إعلانات أخرى أيضاً.
    إنّ افتراض أنّ ما يقوله الإعلان صحيح مائة بالمائة هو الذي يجعل مروِّجي الإعلانات يكسبون أضعاف ما يحلمون بكسبه، ولذلك فحريّ بمشاهد أو مشاهدة التلفزيون أن يتعاملوا بمنطق الشكّ مع الإعلان حتى تثبت الصحّة، وأن يتم إخبار من لم يتورط بعدُ بعدم التورّط، و «مَنْ جرّب المجرّب حلّت به الندامة».
    وهذا الكلام بالطبع لا يصدق ولا ينطبق على الإعلانات كلّها بل على الكثير منها. ناقشي إذاً المادة المعروضة للإعلان، ولا تستغرقي في الجوّ المصنوع حولها، فكم من الشامبوات التي تدّعي أنّها لإزالة القشرة زادت في كمِّيّة القشرة!!

    حادي عشر ـ العلم والزواج:
    رغم أنّ التجارب الزوجية كشفت عن دور العلم والثقافة في نجاح الحياة الاُسرية، لكنّنا ما زلنا نشاهد عدداً من الأسر التي تجبر بناتهنّ على ترك تعليمهنّ والقبول بالزواج كبديل.
    ومع أنّ بعض الفتيات يشترطن ـ حتى مع القبول بالزواج ـ إكمال دراسـتهنّ، فإنّ البعض الآخر يرضخن للتضـحية بالتعلّم من أجل الزواج. وقد تبيّن من بعض استطلاعات الرأي الشبابية أنّ الغالبية العظمى من الشبّان يميلون للزواج من الفتاة المتعلّمة والمثقّفة.
    ولا يمكن وضع قاعدة عامّة في هذا المجال، فلكلّ حالة خصوصيتها، فالزواج فرصة عمر رائعـة لا ينبغي تفـويتها عند توفّر الزّوج الكفؤ المناسـب، كما إنّ طلب العلم فريضـة على كل مسلم ومسلمة، فإذا استطاعت الفتاة استكمال تعليمها، ولا نعني سنوات الدراسة فقط، بل بالاستمرار بطلب العلم حتى بعد الزواج، فإنّ ذلك مما يعينها على أن تكون زوجة سعيدة وأمّاً ناجحة ومديرة للبيت موفّقة، بل بإمكانها أن تقوم بالإضافة إلى ذلك بنشاطات اجتماعية، فليس حدود نشاطك البيت فقط.
    وينبغي الاشارة هنا إلى أنّ تحصيل العلم واكتساب الثقافة لايتوقّف على الدراسـة في المدارس والجامـعات المنتظمة،بل يمكن للانسان مواصلة تعليمه ثقافته بالمعاهد والدراسات الفصلية والدورات التعليمية المقطعية، أو بواسطة حضور واستماع المحاضرات، أو مطالعة الكتب والمجلاّت ومشاهدة واستماع البرامج الثقافية المفيدة.
    والمهم بالنسبة لكلّ فتاة أن تخطّط لطلب العلم حتى ولو كانت في بيت الزوجيـة، فليس مكان العلم هو مقاعد الدراسة فحسب، بل الحياة نفسها معلّم كبير، والمكتبات تضع بين يديك عقول الآخرين، وتوفِّر لك من الثقافة والعلم ما لا توفِّره مناهج الدراسة.
    ولذلك فإنّ العلم والثقافة الأسرية والتربوية والفقهية والاجتماعية والنفسية مطلوبة بالنسبة للفتاة قبل الزواج ومعه وبعده، فلا ترتضي أن تكوني الزوجة الأمّية والأم الأميّة، أي الفتاة التي حصلت على حظ مناسب من التعليم لكنّها أهملت تنمية ثقافتها وكأ نّها حينما تزوّجت طلّقت الثقافة بلا رجعة. فكِّري من الآن أن تكوني حاجة دائمة، أو مرجعاً أسرياً للزوج وللأولاد، ولن تكوني كذلك إلاّ بمزيد من طلب العلم وتغذية المحصول الثقافي.

    ثاني عشر ـ لا تندبي الحظ:
    أنتِ فتاة عاقلة.. وعقلك كنز ثمين.. فاستخدميه.
    وأنتِ فتاة ذات إرادة.. والإرادة سلاح فعّال.. فاستعمليه.
    وأنتِ فتاة شابّة.. والشباب موسم العطاء.. فاستثمريه.
    وأنتِ فتاة مؤمنة.. والإيمان طاقة زاخرة.. ففجريها.
    ولا تكوني كاللواتي يعلّقن كلّ فشل أو خسارة أو مشكلة أو سوء تخطيط على شـمّاعة الحظّ.. ولسان حال كلّ واحدة منهنّ: إنّه حظي العاثر فماذا أصنع؟!
    وقد تلجأ بعض الفتيات إلى الأبراج والفناجين وقراءة الكفّ وما إلى ذلك من استكناه الغيب ومعرفة الطالع، لتبحث عن رفّة أمل هنا، وبصيص ضوء هناك، وعن صدفة طارئة، وكلمة مطمئنة حتى ولو كانت مخدّرة، لتركن إليها.
    وحتى تضـعي قدمـكِ على الطريق الصـحيح، إطّلعي على ما توصّلت إليه الدراسات العلمية في هذا المجال حتى تعرفي حقيقة الحظّ وطبيعته[2]. وإليك فيما يلي خلاصة بذلك:
    1- إنّ الثقة تولّد النجاح، وضعف المعنويات يولّد الإخفاق.
    2- الإرادة عنصر فعّال وجوهري في بناء الحظّ من جهة، ثمّ في توجيهه من جهة ثانية، ذلك بأنّ الارادة تخلق لصاحبها جوّاً غنيّاً بالفرص والمناسبات السعيدة.
    3- ليس سوء الحظّ ـ في التحليل الأخير ـ سوى (التخاذل) حيال أحداث الحياة، وليس حسن الحظّ غير الشجاعة، والارادة الناشطة، والفطنة الناجمة عن الانتباه والتفكير.
    4- الحظ محصّلة ظروف نفسية، وصفات أخلاقية، ومعان أدبية، وشمائل ومزايا شخصية، يسوءُ إذا كانت سيِّئة، ويحسن إذا كانت حسنة.
    5- المحظوظون من الكائنات البشرية يسمحون لأنفسهم بعمل كلّ شيء.
    6- الحظّ في حقيقته: ثقة بالسلامة، ورغبة حادّة في العافية، وتطلّع إلى النور.
    7- الحظّ ـ في نظر الاختصاصيين من أهل الحكمة والفلسفة والأدب النفسي ـ واقع ذاتي صرف ـ يحدث إذ يحدث ـ داخل الكيان الشخصي، ويؤثر في سيرة صاحبه الشخصية، ويستقطب الحوادث من حوله استقطاباً خاصّاً، ويوجّهها في وجهة معيّنة.
    8- الحظّ نتاج مواهب وظروف ومبادئ وامكانات وقواعد عامّة ومصارف خاصّة، وحاصل ضرب كلّ هذه الأشياء بعضها ببعض.
    9- إنّ الاعتماد على المصادفة خلقٌ مسفّ، مذلّ، مهين، يسوق صاحبه في النهاية مهما بلغ من رفعة وعلو شأن أو ثروة إلى الهوان والخسران.
    10- لابدّ من إيجاد جوّ اجتماعي، يتيح للفرد، لأيّ فرد، أن يحقّق إمكاناته ومواهبه في مختلف ميادين الحياة، فتكثر فرص النجاح، ويقلّ أثر المصادفة.
    11- لا تنتظري المعجزات، فالطبيعة تفرض حدودها، فإذا أردنا تربية الحظّ وتقويمـه، وجب علينا أن نؤدِّي هذه المهمّة من الداخل، لا من الخارج، أي من داخل حدود الطبيعة وقوانينها.
    12- الحظّ رفيق طبيعي للثقة، فهو متحزّب لا يتسامح أبداً.
    13- كوني مترويّة، متأنيّة، في كلّ قول وعمل، تملكين مفتاح الحظّ السعيد.
    14- المهارة ليست عادة فحسب، وإنّما هي مرتبطة أيضاً بالحالة النفسية التي يزاول فيها المرء عمله، فقد يحدث لأمهر الصيادين أن يكون دون مستواه المشهود.
    15- إنّ كلّ ما يهزّ العاطفة ويوقظ الثقة النفسية يحرّك الدفاع ويجعله ناشطاً فعّالاً، فلا تتركي هذه الفرص تفوتك في الحياة، لأ نّها تفتح للنفس باب الحظّ السعيد.
    16- يجب أن تمـرِّني عينيك الداخليتـين على مشاهدة الأمل والاستمتاع به دون أن تلحظي الخوف الذي يرافقه عادة كظلّه. يقول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «الناس من خوف الذلّ في ذلّ».
    17- أشعة الشمس التي تتلاقى في العدسـة، تستطيع إيجاد حرائق هائلة. فإذا كانت لديك مجموعة أعمال، فيحسن بكِ أن لا تقتربي منها وهي جبهة متراصّة، والأكثر فائدة أن تعالجيها بالتوالي واحدة واحدة بادئة بالأهم فالمهم، تاركة في الظلّ ما عداهما، فالحظّ لا يأتي في زحمة الأعمال المتراكمة.
    18- الإيمان كالثقة، أساس في اجتذاب الحوادث السعيدة.
    19- الثقافة النفسية ـ أي الاحاطة بقوانين السلوك، وطرائق التفكير، وقواعد الحياة الاجتماعية، من أكبر العوامل على تحسين حظّ الفرد. يقول (ديكارت): «إنِّي لأجرؤ على الاعتقاد أنّ للفرح الداخلي قوّة تمكن الفرد من تحسين نصيبه في هذه الدنيا».
    20- إنّ من شأن الحرفة أن تمدّ صاحبها دوما بعنصرين: عنصر الثقـة، وعنصر البراعة ومعرفة الغيـب. فمن التجّـار من يحرزون ما يحدث في السوق التـجاري قبل أعـوام ويتصرّفون على أسـاس ما يحرزون، وينالون حظّاً يدهش زملاءهم.

    ثالث عشر ـ تصرّفات غير لائقة:
    تتخذ علاقة الصداقة بين الفتيات صفة العلاقة الروحية، فأنتِ مع صديقتكِ تشكّلين عالماً خاصّاً من التفاهم والانسجام وتبادل الأسرار والشكاوى والآمال.
    وعلى ذلك، يتعين عليك اختيار الصديقة المناسبة التي تنصح وتسدّد وترشد إلى طريق الخير والصلاح. وإلاّ فكم جرّت العلاقة مع الصديقات السيِّئات من المآسي على صديقاتهنّ بحيث أودت بهنّ إلى أسوأ مصير وأوخم عاقبة.
    إنّ الصداقة أمانة يجب أن تودع عند الصديقة الأمينة، فليس المهم الكمّ الكبير من الصديقات، فصديقة مخلصة ودودة مؤمنة صالحة خير من عشرات من صديقات السوء اللواتي يردن بك سوءاً، وقديماً قال الشاعر:
    لاتربط الجرباء حول صحيحة خوفاً على تلك الصحيحة تجربُ
    وكم أدّت صحبة صالحة مع صديقة مؤمنة ملتزمة بأخلاق الاسـلام وآدابه وعفافه إلى أن يزداد إيمان التي تصاحبها، وتصلح سيرتها، وتطيب حياتها، ويستقيم سلوكها وتحسن عاقبتها.
    وإنّ من بين نتـائج الصحبة السيِّئة أن يشجعنك صويحباتك على السخرية والاستهزاء بفتيات أخريات.. ينتقدن مشية هذه، وملابس تلك، وضحكة أخرى، وأسلوب هذه وتلك في الكلام.. وقد لا يوفّرن فتاة إلاّ وتنالها سهامهنّ.
    إنّ التي تعيب غيرها تنسى أنّ لها عيوباً يمكن أن تنتقد:
    لسانكَ لا تذكر به عورة امرء فكلّكَ عوراتٌ وللناسِ ألسنُ
    كما يغيب عن بالها أنّ الفتاة التي تسخر منها قد تكون أفضل منها في دين وفي خلق (لا يسخر قوم مِن قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيراً منهنّ) (الحجرات/ 11).
    فمن غير اللاّئق إنسانياً، ومن المخالف للآداب الاسلامية، أن تنالي من فتاة فقيرة بسيطة الهندام والملابس، أو تهزأين من شكل فتاة لم تؤتَ حظاً من الجمال مثلما أوتيتِ، أو تنتقدين تصرفاتها أمام الأخريات لإضحاكهنّ وإسقاط حرمة المنتقدة في دائرة الصديقات. إنّ «الغيبة جهد العاجز» ولو كنتِ مخلصة لقدّمتِ ملاحظاتك على طبق من النقد البنّاء، وبشكل شخصي، أي بينك وبين مَن تنتقدين، وقد جاء في الحديث: «مَن وعظ أخاه علناً شانه، ومَن وعظه سرّاً فقد زانه». ضعي نفسك في ظروف الصديقة التي تغتابينها.. وبدلاً من تجريح شخصيتها إبحثي لها عن العذر، فللأسف الشديد أنّ الكثير من مجالس وحلقات السـمر بين الفتيات تتحوّل إلى مجالس للغيـبة كجزء من المنادمة والترفيه عن النفس، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الغيبة في قوله: (ولايغتب بعضكم بعضاً أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ) (الحجرات/ 12). ومن التصرفات غير اللاّئقة بالفتاة المؤمنة أو المثقفة أن تتباهى وتتفاخر بزيّها وحليّها أمام الفتيات المعوزات اللواتي لا يجدن ما يشترين به ملابس أفضل، أو يزيّن جيدهنّ أو معاصمهنّ بقطعة من حليّ، فذلك مما يجرح أحاسيس الفتاة صاحبة الهندام المتواضع و«مَن كسر مؤمناً فعليه جبره». فلابدّ من الظهور بمظهر المتواضعة التي تتودّد وتتقرّب الى الصديقات الفقيرات، فإن التعالي عليهن يقيم بينك وبينهن حواجز نفسية يعصب ردمها. وكما لابدّ للجميلة أن تبحث عن الجمال في غير شكلها ومظهرها الخارجي، فكذلك يمكن أن ترى في الفقيرات جمالاً نفسياً وروحياً وأخلاقياً يمكن أن يجتذبها إليهنّ، ويمكن أن تكتسب بعض ذلك منهنّ. فالجميلة جميلة بروحها وسلوكها وعواطفها، وإذا دعاها جمالها للإستهزاء بالإدنى جمالاً وأبسط مظهراً، فكأنها وظقت هبة الله (الجمال) في الانتقاص من عباج الله (الأقل جمالاً).
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X