أئمتنا وأئمتهم
كل المسلمين يدعون أنهم يتبعون كتاب الله وسنة رسوله.
وكل المسلمين (سنة وشيعة) يتخذون علماء وسطاء يتبعونهم في بيان معنى كتاب الله، والصحيح من سنة رسوله.
أما أتباع أهل البيت الإمامية فإنهم يتبعون أئمة من اختيار الله تعالى واصطفائه، اصطنعهم على عينه، وطهرهم تطهيراً، وآتاهم من فضله، ومن علمه، وسماهم {أولى الأمر}.
وأما أهل السنة، فإنهم اخذوا أئمة من اختيارهم هم، تماما كما كان يفعل مشركو قريش يختارون الصنم الذي يتقربون به إلى الله.
وفرق شاسع كما بين السماء والأرض بين أئمتنا وائمتهم.
لن أسطر شيء من عندي، بل سانسخ بعض ما سطره أتباع أئمة أهل السنة والجماعة عن أئمتهم:
(1) إمامهم مالك:
وكان راتبه من الخليفة العباسي مباشرة.. يعني كان موظفا في الدولة كمفتي مصر او كشيخ الأزهر. وكان يعقب كثيراً فتواه بقوله: «إن نظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين».
قال عبد الرحمن بن مهدي: سأل رجل مالكاً عن مسألة، وذكر أنه أُرسل فيها من مسيرة ستة أشهر من المغرب، فقال له: «أخبر الذي أرسلك أن لا علم لي بها»، فقال: «ومن يعلمها؟»، قال: «الذي علمه الله»..
وكان مالك لا يدرس في المسجد وأثناء موته أخبرهم بالسر، وانه كان مبتلى بالتبول اللاإرادي.
قال مالك: «لولا أني في آخر يوم ما أخبرتكم، مرضي سلس بول، كرهت أن آتي مسجد رسول الله بغير وضوء".
وكانوا لا يعرفون أن به هذا المرض. ويعدون له اكثر من 15 مرة يتبول (على نفسه) في سرواله بتأثر وجهه وبتوقفه عن الكلام .
(2) إمامهم الشافعي:
أدى نقدُ الشافعي للإمام مالك إلى وقوعه في المتاعب والمصاعب، وذلك لأن الإمامَ مالكاً كان له المكانُ الأولُ بين المجتهدين في مصر، فثار على الشافعي المالكيون ينقُدونه ويجرِّحونه ويطعنون عليه.
ولم ينقد الشافعي آراء مالك فقط، بل نقد مِن قبلُ آراءَ العراقيين أبي حنيفة وأصحابِه وغيرِهم من فقهاء العراق، كما نقد آراءَ الأوزاعي.
عندما أراد الشافعي السفر إلى مصر قال هذه الأبيات:
لقد أصبحتْ نفسي تتوق إلى مصرِ ومن دونها قطعُ المهامةِ والقفرِ
فواللـه ما أدري، أللفوزُ والغنى أُساق إليها أم أُساق إلى القبرِ
قيل: فوالله لقد سيق إليهما جميعاً.
وكان الشافعي مبتلى بمرض البواسير، حتى كان السبب في موته، وكان عليلاً شديد العلة بسببه، وربما خرج الدم وهو راكب حتى تمتلئ سراويله وخفه (يعني من البواسير)».
(3) إمامهم الأعظم أبو حنيفة:
من أصل فارسي، لم يكن يعترف بالأحاديث المتناقلة بين الناس، لأنه "فحص الأحاديث الموجودة في عصره، وكانت عشرات الآلاف، فلم يصح في نظره منها إلاّ نحو سبعة عشر" وكان يتهم أبو هريرة وأنس بن مالك وجابر بن سمرة بالكذب.
لذا فقد تعرض الى حملة تشهير شديدة من قبل أصحاب الحديث الذين كانوا يذمّون القياس وردّ الأحاديث.
قال ابن عبدالبرّ: كثير من أهل الحديث استجازوا الطعن على أبي حنيفة لردّه كثيراً من أخبار العدول، وكان مع ذلك يقول: (الطاعات من الصلاة وغيرها لا تسمى إيماناً)، وكل من قال من أهل السنّة: الإيمان قول وعمل، ينكرون قوله ويبدّعونه بذلك، وكان مع ذلك محسوداً!
فممن طعن عليه وجرحه: البخاري نفسه، فقال في كتابه (الضعفاء والمتروكين):
أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، قال نعيم بن حماد سمعنا سفيان الثوري يقول: استتيب أبو حنيفة من الكفر مرّتين!
وقال نعيم عن الفزاري: كنت عند سفيان بن عينية، فجاء نعي أبي حنيفة، فقال: لعنه الله، كان يهدم الإسلام عروة عروة، وما ولد في الإسلام مولود أشرّ منه. هذا ما ذكره البخاري.
وقال ابن عدي: سمعت ابن أبي داود يقول: الوقيعة في أبي حنيفة إجماع من العلماء في جميع الآفاق.
وقال الذهبي: قال ابن عدي: عامة ما يرويه غلط وتصحيف وزيادات، وله أحاديث صالحة. وقال النسائي: ليس بالقوي في الحديث، كثير الغلط.
وقال أبو نعيم الإصفهاني: قال بخلق القرآن، واستتيب من كلامه الرديء غير مرّة، كثير الخطأ والأوهام. الى غير ذلك من الأقوال في ذمّه.
(4) إمامهم ابن حنبل:
رابع الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وُلد بمرو في خراسان ، "تقع في تركمانستان حاليا".
ويظهر أن أسرته كانت بعد انتقالها إلى بغداد تعمل للدولة العباسية (جواسيس ومرشدين)
إذ يُروى أن عم أحمد بن حنبل كان يرسل إلى بعض الولاة بأحوال بغداد ليُعلمَ بها الخليفة.
هؤلاء أئمة اهل السنة..
أما أئمة أهل البيت فيكفي أن جميع علماء السنة (بلا استثناء) مدحوهم، ولم يذكروا لواحد منهم قدحا أو عيبا أو مأخذا..
وفي حين اختلف أهل السنة في عدالة أئمتهم حتى ذهب بعضهم يكفر بعضاً،
أما أئمة أهل البيت فيكفي أن جميع علماء السنة (بلا استثناء) مدحوهم، ولم يذكروا لواحد منهم قدحا أو عيبا أو مأخذا.. ونحن نتحدى، أن يأتي احد بنقد او طعن في علم او خلق او منهج واحد من أئمتنا الاثنا عشر {علي بن ابي طالب وولديه الحسن والحسين وابن الحسين علي وابنه محمد وابنه جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمد وابنه علي وابنه الحسن إلى الإمام الثاني عشر المهدي} (عليهم الصلاة والسلام).
وكيف يجدون لهم شيء من ذلك، وقد قال الله تعالى عنهم {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.
فيا أهل السنة: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}.