بسم الله الرحمن الرحيم
أدب التواصل
قال الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾1.
- إنّها دعوة لتواصل الناس بعضهم مع بعض, ليتعاونوا من أجل بناء صرح المجتمع الإنسانيّ.
- اهتمامًا بذلك طرح الإسلام جملة من الآداب المتعلّقة بالتواصل مع الآخرين، نعرض منها ما يتعلّق بالأمور الآتية:
- المظهر
- نبرة الصوت
- الكلام
- المصافحة
- الأدب في المظهر
دعت الأحاديث الشريفة عند التواصل مع الأصدقاء والأخوة إلى إظهار السعادة والاهتمام باللقاء، وذلك من خلال أمور منها:
التبسّم وإظهار الفرح
- لا شكّ أنّ اللقاء الأوّل وما يتخلّله يعطي انطباعًا أوّليًّا له أثره المهمّ في النظرة إلى الآخر، لذا دعت الأحاديث الشريفة إلى التعبير عن السعادة بلغة الجسد،
فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
- "يا بني عبد المطلب، إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهم بطلاقة الوجه، وحسن البشر"2.
وعن الإمام الصادق عليه السلام:
- "ثلاث من أتى الله بواحدة منهن ّأوجب الله له الجنَّة: الإنفاق من إقتار، والبِشْر لجميع العالم، والإنصاف من نفسه"3.
وعن الإمام الصادق عليه السلام:
- "أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل، فقال:
- يا رسول الله، أوصني، فكان فيما أوصاه أن قال: الْقَ أخاك بوجه منبسط"4.
وبيّن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أثر اللقاء بالبِشْر والتبسّم في إيجاد المحبّة بين الناس، فعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاث يُصْفين ودّ المرء لأخيه المسلم: يلقاه بالبشر إذا لقيَه"5.
كما بيّن أجر ذلك عند الله تعالى، فعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "تبسّمك في وجه أخيك صدقة"6.
وهذه الأحاديث تتلاقى مع المثل اللبنانيّ القائل: "لاقيني وما تطعميني".
وفي مقابل هذا حذّرت الأحاديث من العبوس في وجه من تلقاه من الأصدقاء والأخوة،
فعن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
-' "إنّ الله يبغض المعبس في وجه إخوانه"7.
- وفي حديث آخر عن ...: "البخل وعبوس الوجه يبعدان من الله"8.
التزيّن
- إنّ استقبال الأخ بلباس حسن يعبِّر عن الاهتمام به، لذا ورد عن الإمام عليّ عليه السلام: "ليتزيّن أحدكم لأخيه المسلم، كما يتزيّن للغريب الذي يحبّ أن يراه في أحسن الهيئة"9.
نبرة الصوت
- أرشد القرآن الكريم إلى أدب خفض الصوت أثناء محادثة الآخرين، قال تعالى: ﴿وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾10.
وفي الحديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
- "إنّ الله لا يحبّ الفاحش المتفحّش، ولا الصيّاح في الأسواق"11.
طيب الكلام
- دعت الأحاديث إلى انتقاء الكلمات الطيّبة في التواصل مع الآخرين على قاعدة القول الجميل:
- "البِرّ شيء هيّن، وجه طليق، وكلام ليّن".
فعن ابن محبوب عن بعض أصحابه عن الإمام الصادق عليه السلام: قلت له: ما حدّ حسن الخلق؟
- قال: "تليّن جناحك، وتطيّب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن"12.
- والبدء في الكلام الطيّب بالتحيّة، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "من قال لأخيه المؤمن: مرحبًا، كتب الله تعالى له مرحبًا إلى يوم القيامة"13.
وقد بيّن الإمام الصادق عليه السلام مكانة السلام بقوله: "إنّ المؤمن ليمرّ بالمؤمنين، فيسلّم عليهم، فتردّ الملائكة: سلام عليك، ورحمة الله وبركاته أبدًا"14.
----------------------------
المصادر
1- سورة الحجرات، الآية 13.
2- الكلينيّ، محمّد، الكافي، ج2، ص 103.
3- المصدر السابق، ص 103.
4- المصدر السابق، ص 103.
5- المصدر السابق، ص 643.
6- الريشهريّ، محمّد، ميزان الحكمة، ج2، ص 1597.
7- البروجرديّ، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج15، ص 526.
8- الكلينيّ، محمّد، الكافي، ج2، ص 103.
9- الكلينيّ، محمّد، الكافي، ج6، ص 440.
10- سورة لقمان، الآية 19.
11- البخاري، محمد، الأدب المفرد، ط1، بيروت، مؤسّسة الكتب الثقافيّة، 1986، ص 74.
12- الكلينيّ، محمّد، الكافي، ج2، ص 103.
13- المصدر السابق، ص 206.
14- المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج 73، ص 6.
كتاب كيف نتواصل مع الناس؟، سماحة الشيخ أكرم بركات.
أدب التواصل
قال الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾1.
- إنّها دعوة لتواصل الناس بعضهم مع بعض, ليتعاونوا من أجل بناء صرح المجتمع الإنسانيّ.
- اهتمامًا بذلك طرح الإسلام جملة من الآداب المتعلّقة بالتواصل مع الآخرين، نعرض منها ما يتعلّق بالأمور الآتية:
- المظهر
- نبرة الصوت
- الكلام
- المصافحة
- الأدب في المظهر
دعت الأحاديث الشريفة عند التواصل مع الأصدقاء والأخوة إلى إظهار السعادة والاهتمام باللقاء، وذلك من خلال أمور منها:
التبسّم وإظهار الفرح
- لا شكّ أنّ اللقاء الأوّل وما يتخلّله يعطي انطباعًا أوّليًّا له أثره المهمّ في النظرة إلى الآخر، لذا دعت الأحاديث الشريفة إلى التعبير عن السعادة بلغة الجسد،
فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
- "يا بني عبد المطلب، إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهم بطلاقة الوجه، وحسن البشر"2.
وعن الإمام الصادق عليه السلام:
- "ثلاث من أتى الله بواحدة منهن ّأوجب الله له الجنَّة: الإنفاق من إقتار، والبِشْر لجميع العالم، والإنصاف من نفسه"3.
وعن الإمام الصادق عليه السلام:
- "أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل، فقال:
- يا رسول الله، أوصني، فكان فيما أوصاه أن قال: الْقَ أخاك بوجه منبسط"4.
وبيّن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أثر اللقاء بالبِشْر والتبسّم في إيجاد المحبّة بين الناس، فعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاث يُصْفين ودّ المرء لأخيه المسلم: يلقاه بالبشر إذا لقيَه"5.
كما بيّن أجر ذلك عند الله تعالى، فعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "تبسّمك في وجه أخيك صدقة"6.
وهذه الأحاديث تتلاقى مع المثل اللبنانيّ القائل: "لاقيني وما تطعميني".
وفي مقابل هذا حذّرت الأحاديث من العبوس في وجه من تلقاه من الأصدقاء والأخوة،
فعن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
-' "إنّ الله يبغض المعبس في وجه إخوانه"7.
- وفي حديث آخر عن ...: "البخل وعبوس الوجه يبعدان من الله"8.
التزيّن
- إنّ استقبال الأخ بلباس حسن يعبِّر عن الاهتمام به، لذا ورد عن الإمام عليّ عليه السلام: "ليتزيّن أحدكم لأخيه المسلم، كما يتزيّن للغريب الذي يحبّ أن يراه في أحسن الهيئة"9.
نبرة الصوت
- أرشد القرآن الكريم إلى أدب خفض الصوت أثناء محادثة الآخرين، قال تعالى: ﴿وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾10.
وفي الحديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
- "إنّ الله لا يحبّ الفاحش المتفحّش، ولا الصيّاح في الأسواق"11.
طيب الكلام
- دعت الأحاديث إلى انتقاء الكلمات الطيّبة في التواصل مع الآخرين على قاعدة القول الجميل:
- "البِرّ شيء هيّن، وجه طليق، وكلام ليّن".
فعن ابن محبوب عن بعض أصحابه عن الإمام الصادق عليه السلام: قلت له: ما حدّ حسن الخلق؟
- قال: "تليّن جناحك، وتطيّب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن"12.
- والبدء في الكلام الطيّب بالتحيّة، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "من قال لأخيه المؤمن: مرحبًا، كتب الله تعالى له مرحبًا إلى يوم القيامة"13.
وقد بيّن الإمام الصادق عليه السلام مكانة السلام بقوله: "إنّ المؤمن ليمرّ بالمؤمنين، فيسلّم عليهم، فتردّ الملائكة: سلام عليك، ورحمة الله وبركاته أبدًا"14.
----------------------------
المصادر
1- سورة الحجرات، الآية 13.
2- الكلينيّ، محمّد، الكافي، ج2، ص 103.
3- المصدر السابق، ص 103.
4- المصدر السابق، ص 103.
5- المصدر السابق، ص 643.
6- الريشهريّ، محمّد، ميزان الحكمة، ج2، ص 1597.
7- البروجرديّ، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج15، ص 526.
8- الكلينيّ، محمّد، الكافي، ج2، ص 103.
9- الكلينيّ، محمّد، الكافي، ج6، ص 440.
10- سورة لقمان، الآية 19.
11- البخاري، محمد، الأدب المفرد، ط1، بيروت، مؤسّسة الكتب الثقافيّة، 1986، ص 74.
12- الكلينيّ، محمّد، الكافي، ج2، ص 103.
13- المصدر السابق، ص 206.
14- المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج 73، ص 6.
كتاب كيف نتواصل مع الناس؟، سماحة الشيخ أكرم بركات.