اللهم صل على محمد وآل محمد
ﺩﺧﻞ ﻋﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ أمير ﻃﺎﻍٍ ﻣﺴﺘﺒﺪ ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﻪ ﻓﺬﻛﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ للأمير ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ، ﻓﻐﻀﺐ ﺍلأمير ﻭ ﺃﻣﺮ ﺑﺤﺒﺲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺟﻠﺲ ﺍلأمير ﻳﻮﻣﺎً ﻟﻠﻤﻈﺎﻟﻢ ﻭ ﺗﺬﻛﺮ ﻛﻼم اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﺄُﺣﻀﺮَ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍلأمير: ﻗﺪ ﺭﻛﺒﺖ ﻣﻌﻲ ﻣﺮﻛﺐ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺣﻴﻦ ﻛﻠﻤﺘﻨﻲ ﺑﻜﻼﻡ ﻏﻠﻴﻆ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ: ﺃﻧﺎ ﻃﺒﻴﺐٌ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖُ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻳﺾ ﺃﻧﺼﺤﻪ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير: ﻭ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﺫﻟﻚ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ: ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير: ﺃﻣﺮﻧﻲ ملك ﺍﻟﺒﻼﺩ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ: ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير: ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥَّ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺍلأمراء ﻓﻘﺪ ﻋﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻬﻼﻙ !!!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ: ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻳﻠﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ !!!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير: ﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻚ ﻫﺬﺍ ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ: ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﺘﻀﻰ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ أﺑﺘﻐﺎﺀ ﺭﺿﺎﻙ ﺃﻭ خشّية أﺑتلائك .
ﻓﻄﺎﺏ ﻗﻠﺐ ﺍلأمير ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ: ﺍﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ .
ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﺷﻴﺦ ﺭﺩَّ ﻋﻠﻲَّ ﺷﺒﺎﺑﻲ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير: ﻻ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .
- ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ: ﻧﺠﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ .
- ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير: ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﺫﻟﻚ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ: ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ كله .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير: ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺒﺮﺡ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎً .
فالتفت ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺄﺑﺼﺮ ﻋﺒﺪﺍً أسود ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﻻ ﺑﺪ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﻙ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻚ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير: ﻫﺬﺍ ﺟﻬﻞ ﻣﻨﻚ , ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ ﻭﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﻗﻞ ﻋﺒﺪٍ ﻟﻲ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻏﻀﺒﺖ ﺣﻴﻦ ﻗﻠﺖ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﻙ ﻫﺬﺍ .
ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻐﻀﺐ علي ﻣﻮﻻﻱ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ ﻭﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﻗﻞ ﻋﺒﺪ ﻟﻲ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير: ﻻ ﺗﺒﺮﺡ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎً .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ: أﺣﻤﻞ ﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻛﻴﺎﺱ ﺣﻨﻄﺔ قمح ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻙ .
- ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير: ﻟﻮ ﻗﺪﺭﺕ ﻟﻔﻌﻠﺖ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ: ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ثلاﺛﺔ ﺃﻛﻴﺎﺱٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻨﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻙ ﻓﻜﻴﻒ تقدﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ﺃﻭﺯﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ! .