إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإنسانُ السَّوِيُّ:16- إبَاءُ النَّفْسِ :-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإنسانُ السَّوِيُّ:16- إبَاءُ النَّفْسِ :-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ


    إبَاءُ (مصدر أبَى). :-هُوَ مَعْرُوفٌ بِإِبَائِهِ :- : مَعْرُوفٌ بعِزَّةِ نَفسِهِ وَأَنَفَتِهِ وَكِبْرِيائِه. :-نَظْرَةٌ جَامِدَةٌ تَنْطِقُ إِبَاءً .
    الفَرقُ بينَ الإباءِ والإمتناعِ : الإباءُ: شِدَّةُ الإمتناعِ ، فَكُلُّ إباءٍ إمتناعٌ: وليسَ كُلُّ إمتناعٍ إباءُ ، قاله الراغب.قلتُ: ويَدُّلُ عليهِ قولِهِ تعالَى: ﴿ ...وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ... ﴾، سُورَةُ التَّوبَةِ ، الآية 9. .وقولِهِ تَعالَى: ﴿ ....إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ ، سُورَةُ البَقَرَةِ ، الآية 34،..فإن المراد: شِدَّةُ الإمتناعِ في المَقامينِ.
    والإباءُ هوَ منْ شِيَمِ الأحرارِ وشمائلِ الكرامِ ومنْ إماراتِ المَجدِ ودلائلِ النَّجابَةِ وعزّةِ النَّفْسِ وأحدِ نتائجِ الشَّجاعَةِ الّتي هيَ إحدى فضائلُ النَّفْسِ واُصولُهَا الأربعةِ، فإنّ النَّفْسَ العزيزةَ يحدُثُ لَها أمتناعٌ عنْ قَبولِ الضَّيمِ والرُّضوخِ لِذُلِّ الأستعبادِ فمتَّى مَا سُميَّتْ ضَيماً أو اُريدَ بهَا هواناً نَفرَت نفرةَ المُهرَةِ العَربيّةِ عندَ صَلصَةِ الِّلجامِ، ومثلت هذهِ النَّفْسُ الحُرّةِ والرُّوحُ الكريمَةِ الموتَّتينِ الَّلتينِ سُتُلاقِيهِمَا لَا محالةَ ولَا بُدَّ لهَا منْ أحدُهُمَا المَوتَةَ الحَميدةَ علَى حدودِ السُّيوفِ المَسلولَةِ والمَوتَةَ الذَّميمَةِ علَى فِراشِ الذُلَّةِ والهَوانِ، فَتختارُ أحَدَ المَوتتَينِ .
    وليسَ لاًمّةٍ منَ الاُممِ ولَا لِشَعبٍ منَ الشُّعوبِ مَا لِلعربِ في سَبيلِ الإباءِ، وليسَ بنفوسِ سائرِ الاُممِ مَا بنفوسِ العَربِ منَ الأنفَةِ عنْ ذُلِّ الإهتضَامِ، فقدْ يُضحَّي العَربَّي العَريقِ في السُّؤدُدِ الصَّميمِ في المُحتَدِّ نَفسِهِ النَّفِيسَةِ ويُلَقِّحُ حَرباً شعواءَ مهولةً كثيرةَ الأخطاءِ ذاتَ تهاويلٍ وشدائدٍ في قِبَالِ كَلِمَةٍ لَا تَحتَمِلُهَا النَّفْسُ العَربيّةُ لِمَا فيهَا منَ الوَصْمَةِ لِشَرَفِهِ والإهتضَامِ لِمَجْدِهِ عنْدَ نَفسِهِ أو علَى ناقةٍ تُؤخذُ منْهُ قهراً أو تُطرَدُ عنِ المَرعَى ومَا شاكلَ ذلكَ ، كمَا هو سبّبُ أكثرَ حروبِ الجَاهليّةِ.
    أمّا الإباءُ المَحبوبُ لِكُلِّ نَفسٍ حُرَّةٍ في كُلِّ دَورٍ مِنْ أدوارِ حياةِ البَشَرِ وهو الّذي أكّدتُهُ الشَّرائعُ السَّماويّةِ والكُتُبُ المُقدّسةِ وندبتْ إليهِ الأسفارُ المُنَزَلَّةِ منْ عندِ اللهِ تَعالَى فهو الإباءُ الّذي يكونُ في سبيلِ دفعِ الأستعبادِ الجَائرِ ومُقاوَمَةِ الأستعمارِ الجَبّارِ، ذاكَ هو الإباءُ الحُرُّ وهو مُرُّ المَذاقِ كَريهُ الطَّعمِ إلاّ في فَمِ منْ استعذَبَهُ علَى مَجاجَةِ مَذاقِهِ ومرارةِ طعمهِ ولَا نعلمُ مُؤسّساً لِهذا الإباءِ غيرَ الحُسينَ بنَ عليٍّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وأقتفى أثرَهُ أهلُ بيتِهِ الأحرارُ الأماجدُ اُباةُ الضَّيمِ وحماةُ الاُنوفِ فأقتدى بِهِ وبِهِم سائرُ منْ عَافَ الذُلَّ وترفّعَ عنِ الرُّضوخِ للهوانِ، ولذلكَ يقولُ قَائِلُهُم وقدْ صَمَّمَ علَى المَوتِ مُستدفعاً بِهِ ضَيمَ الحَياةِ ومؤثراً عِزَّ المَنيّةِ علَى ذُلِّ العِيشَةِ الدَنيّةِ:
    وكَما هو مَعروفٌ أنَّ العربَ فإنَّهُم يرونَ تَضحيةَ النَّفْسِ في سبيلِ حفظِ الشَّرفِ وعدمِ الأنقيادِ للسُّلطَةِ الجَائرةِ الجبّارةِ متجاوزاً حَدَّ الشَّجاعَةِ ويُسمّونَ الإتّصافَ بِهَا إباءً وأنفَةً وحميّةً فيقولونَ للمُتّصفِ بِهَا: حَميُّ الأنفِ وأبيُّ الضَّيمِ، ويقولونَ: فُلانٌ غيورٌ فخورٌ أنِفٌ، وفلانٌ ذو أنفَةٍ كُلُّ هذهِ الألفاظُ تُطلقُ علَى منْ تجاوزَ وصْفَ الشَّجاعَةِ إلَى وصفٍ أرَقَى منْهَا وأنبلٍ وكانتْ هذهِ الصِّفاتُ منْ ممّيزاتِ بَني هاشمٍ وشِعارِ الحُماةِ منْ آلِ عبدِ المُطّلبِ لذلكَ يقولُ راثي الحُسينِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ):
    والصِّفَةُ البَارزةُ منْ نزعاتِ الإمامِ الحُسينِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) هي الإباءُ عنِ الضَّيمِ، حتَّى لُقّبَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) بـ ـ أَبيّ الضَّيمِ ـ.
    وهي منْ أعظمِ ألقابِهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ذيوعاً وانتشاراً بينَ النَّاسِ، فقدْ كانَ المَثَلُ الأعلَى لهذهِ الظَّاهرةِ.
    فهو الّذي رفعَ شِعارَ الكَرامةِ الإنسانيَّةِ، ورسَمَ طريقَ الشَّرَفِ والعِزّةِ، فلمْ يَخنَعُ، ولمْ يخضعُ لقُرودِ بني أُميَّةَ، فآثرَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) الموتَ تحتَ ظِلالِ الأَسِنَّةِ.

    فيقولُ الشَّاعرُ عبدُ العزيزِ بنَ نباتَةَ السَّعدي:
    وَالحُسَين الذي رَأى المَوتَ فِي العِـزّ * حَياةٌ وَالعَيش فِي الذّلِّ قَتلاً
    فقدْ عَلَّمَ أبو الأحرارِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) النَّاسَ نُبلَ الإباءِ ونُبلَ التَّضحيَّةِ، ويقولُ فيهِ مُصعبُ ابنَ الزُّبيرِ: وإختارَ المَيتَّةَ الكَريمةَ علَى الحياةِ الذَّميمةِ.
    وقدْ كانتْ كلماتُهُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يومَ الطَّفِ منْ أروعِ مَا أُثِرَ منَ الكَلامِ العَربي، في تصويرِ العِزةِ، والمِنعَةِ، والإعتدادِ بالنَّفْسِ، فكانَ يقولُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ( أَلَا وَإِنَّ الدَّعي ابنَ الدَّعي قَد رَكزَ بَينَ اثنَتَينِ، بَين السِّلَّةِ والذِّلَّة، وهَيهَات مِنَّا الذِّلَّة، يأبى اللهُ ذلكَ ورسولُهُ والمؤمنون، وحِجُور طَابَتْ وَطَهُرتْ، وأُنُوفٌ حَميّة، ونُفوسٌ أَبِيَّة، مِن أنْ نُؤثِر طَاعةَ اللِّئامِ عَلى مَصَارِعِ الكِرَام).
    ووقفَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يومَ الطَّفِ كالجَبَلِ الصَّامدِ، غيرَ حَافلٍ بتلكَ الوحوشِ الكَاسرَةِ منْ جُيوشِ الردّةِ الأمويَّةِ.
    وقدْ ألقَى عليهُم وعلَى الأجيالِ أروعَ الدُّروسِ عنِ الكَرامةِ وعِزَّةِ النَّفْسِ وشَرَفِ الإباءِ قائلاً (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ( وَاللهِ لا أُعطِيكُم بِيَدي إِعطاءَ الذَّليلِ، وَلا أفرّ فِرارَ العَبيد....).
    وألقتْ هذهِ الكلماتُ المُشرِقَةُ الأضواءَ علَى مَدى مَا يَحمِلَهُ الإمامُ العظيمُ منَ الكرامةِ الّتي لَا حَدَّ لأبعادِهَا، والّتي هي مِنْ أروعِ مَا حفلَ بِهِ تاريخُ الإسلامِ منْ صُوَرِ البُطولاتِ الخَالدةِ في جميعِ الأحقابِ.
    وقدْ تسابقَ شُعراءُ أهلِ البيتِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) إلَى تصويرِ هذهِ الظَّاهرةِ الكَريمةِ، فكانَ مَا نَظَمَوه في ذلكَ منْ أَثمَنِ مَا دَوَّنَته مصادرُ الأدبِ العربَي.
    وقدْ عَنَى شاعرُ أهلِ البيتِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) السَّيدُ حيدرُ الحليِّ إلَى تصويرِ ذلكَ في كثيرٍ منْ روائعِهِ الخَالدِةِ، الّتي رَثى بِهَا جَدَّهُ الإمامَ الحُسينِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ، فيقولُ:
    طَمعت أن تسومه القوم ضَيماً * وَأبى اللهُ وَالحُسَام الصَّنِيعُ
    كيف يَلوي عَلى الدَّنيَّة جِيداً * لِسِوَى الله مَا لَوَاه الخُضوعُ
    وَلَديه جأش أرد من الدِّرع * لِظَمأى القَنا وَهُنَّ شُروعُ
    وَبِه يرجع الحفاظ لِصَدرٍ * ضَاقت الأرضُ وَهي فِيهِ تَضِيعُ
    فَأبى أن يَعيشَ إِلا عَزيزاً * أَو تَجَلَّى الكِفَاح وَهو صَريعُ

    ولمْ تُصَوَّرُ منعَةُ النَّفْسِ وإباؤهَا بمثلِ هذا التَّصويرِ الرائعِ، فقدْ عَرَضَ السَّيدُ حيدرُ إلَى ما صَمَّمَت عليهِ الدَّولةُ الأمويَّةُ منْ إرغامِ الإمامِ الحُسينِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) علَى الذُلِّ والهَوانِ، وإخضاعِهِ لِجَورِهِم واستِبدَادهم.
    ولكنْ يأبى اللهُ لَهُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ذلكَ، وتأبى لَهُ نفسُهُ العَظيمَةِ الّتي ورثَتْ عِزَّ النُّبوَّةِ أنْ يُقِرَّ علَى الضَّيمِ ، فإنَّهُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) لم يَلوِ جِيدَهُ خاضعاً لأي أحَدٍ إلَّا للهِ عزَّ وجلَّ، فكيفَ يخضعُ لأقزامِ بني أميَّةَ، وكيفَ يَلوِيه سُلطانُهُم عن عَزمِهِ الجَبّارِ الّذي هو أَرَدّ منَ الدِّرعِ للقَنَا الظامئةِ.
    ونصّ السيّدُ أبنُ طاووسَ(قدس) : (وَأَقْبَلَ شِمْرُ بْنُ ذِي اَلْجَوْشَنِ لَعَنَهُ اَللَّهُ فَنَادَى أَيْنَ بَنُو أُخْتِي عَبْدُ اَللَّهِ وَ جَعْفَرٌ وَ اَلْعَبَّاسُ وَعُثْمَانُ فَقَالَ اَلْحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أَجِيبُوهُ وَإِنْ كَانَ فَاسِقاً فَإِنَّهُ بَعْضُ أَخْوَالِكُمْ فَقَالُوا لَهُ مَا شَأْنُكَ فَقَالَ يَا بَنِي أُخْتِي أَنْتُمْ آمِنُونَ فَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ مَعَ أَخِيكُمُ اَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وَاِلْزَمُوا طَاعَةَ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ يَزِيدَ قَالَ فَنَادَاهُ اَلْعَبَّاسُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) تَبَّتْ يَدَاكَ وَلُعِنَ مَا جِئْتَ بِهِ مِنْ أَمَانِكَ يَا عَدُوَّ اَللَّهِ أَ تَأْمُرُنَا أَنْ نَتْرُكَ أَخَانَا وَ سَيِّدَنَا اَلْحُسَيْنَ بْنَ فَاطِمَةَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وَنَدْخُلَ فِي طَاعَةِ اَللُّعَنَاءِ وَأَوْلاَدِ اَللُّعَنَاءِ قَالَ فَرَجَعَ اَلشِّمْرُ لَعَنَهُ اَللَّهُ إِلَى عَسْكَرِهِ مُغْضَباً)، اللهوف ج۱ ص85 .
    ذكرَ أبنُ نمَا في مثيرِ الأحزانِ(ص31). وهذا أمرٌ مشهورٌ عندَ أربابِ المقاتلِ فلَا يَتطرَّقُهُ شكٌّ ولَا يطرأُ عليهِ إرتيابٌ وهذا هو الإباءُ الحُرُّ وهذهِ هيَ الحِميّةُ الخَالصَةُ والأنَفَةُ العَربيّةُ المَحضَةُ فإنّ عُدَّ أبنُ المهلّبِ وأبنُ الزُّبيرِ منَ الاُباةِ الآنفينَ منَ المَذلّةِ وقدْ بذَلَ لهمَا الأمانَ مرّةً واحدةً وقدْ تكرّرَ بذلُ الأمانَ للعبّاسِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وإخوتِهِ فكانَ أربعُ مرّاتٍ مرّتانِ لَهُ بالأشتراكِ معَ أخيهِ الحُسينِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) في أمانِ عمرو بنُ سعيدٍ وأمانُ عبيدُ اللهِ بنَ زيادٍ للحُسينِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وأصحابِهِ وقدْ رفضَ أبو عبدِ اللهِ الحُسينِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) الأثنينَ وأبو الفضلِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) معَهُ، ومرّتانِ كانتَا لَهُ خاصّةً كمَا سمعتَ فرفضهُمَا أيضاً أبو الفضلِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وقدْ أحسنَ مؤبّنُهُ بقولِهِ:
    أبا الفضلِ يا من أسّس الفضل والإبا ... أبي الفضلُ إلا أن تكون له أبا
    تطلبتَ أسبابَ العلى فبلغتها ... وما كل ساع بالغٌ ما تطلّبا
    ودون احتمالِ الضيمِ عزٌّ ومِنعةٌ ... تخَّيرتَ أطرافَ الأسنةِ مركبا
    لقد خضت تيّارَ المنايا بموقفٍ ... تخالُ به برقَ الأسنّةِ خِلَّبا
    وقفتَ بمستنِّ النزالِ ولم تجد ... سوى الموتِ في الهيجا من الضيم مهربا
    إلى أن وردتَ الموتَ والموتُ عادةٌ ... لكم عُرفت تحت الأسنةِ والضبا
    ولا عيبَ في الحرِّ الكريمِ إذا قضى ... وقلباً على حرِّ الضما متقلبا



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X