إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإنسانُ السَّوِيُّ:21- الإنسانُ غَيورُ علَى زوجتِهِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإنسانُ السَّوِيُّ:21- الإنسانُ غَيورُ علَى زوجتِهِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ


    مِنَ الصِّفاتِ الّتي ينبغي أنْ يتحلَى بِهَا الإنسانُ ألا وهيَ الغِيرَةُ بِجانِبِهَا الإيجابي دفاعاً عنِ المحَارمِ والدِّينِ والمالِ والمَذهبِ ، وليسَ بجانِبِهَا السَّلبيِّ المَبْنيِّ على الشَّكِ والرِيبةِ ، علماً أنَّ الجانبَ الإيجابي ممدوحٌ ومأمورٌ بهِ الرجلَ خصوصاً عنْ محارِمِهِ وبالأخصِّ عنْ زوجَتهِ وإبنَتِهِ ، فحثَّ الإسلامُ على ذلكَ وكمَا هوَ نَهجُ الأنبياءِ والأديانِ السابقةِ ، حفاظاً علَى المجتمَعِ الإسلامي وصَوناً لَهُ منَ الأفكارِ الجامحَةِ في هذا الزَّمانِ بِعنوانِ الحريَّةِ للمَرأةِ تَذويباً لِعِفَتِهَا ونَشراً لخصوصيَاتِهَا وإباحةً لِزينتِهَا ومَفَاتِنِهَا إشغَالاً للرجَالِ فيهَا ، وبالتَّبَعِ العَيشَ في مَحذورِ مَعصيَّةِ اللهِ وهذا يؤدي الَى إبتِعَدِهِم بلْ إبتِعَادِ المُجتَمعِ كَكُلٍّ بالمَعاصي والذُّنوبِ والإبتِعَادِ عنْ طاعةِ اللهِ للوصولِ الَى شَيطَنةِ المُجتَمعِ لِغرضِ السَّيطَرَةِ عليْهِ وتوجيهِهِ كَيفَمَا يُرادُ ، ولِهذا أولاً نُعَرِّفُ الغَيْرَةَ ، وثَانياً نُبَيِّنُ الأدِّلَةَ النَقْليَّةِ عليْهَا ، وثَالِثَاً مَاهوَ المُتَحصَّلُ ، ورَبِعَاً ماذا يَحدِثُ إذا خَرَجت الغَيْرَةُ عَنْ حُدودِهَا الشَّرعيَّةِ .
    الغَيْرَةُ هيَ أفكارٌ، وأحاسيسٌ وتصرفاتٌ تَحدثُ عندمَا يظنُ الشَّخصُ أنَّ علاقتَهُ القَوِّيَّة بِشخصِ مَا تُهدَّدُ مِنْ قِبَلِ طَرَفٍ آخرَ مُنافِسٍ، وهذا الطَّرفُ الآخرُ قدْ يكونُ مدرِكًا أو غيرَ مُدرِكٍ أنَّهُ يُشَكِّلُ تهديدًا. وقيلَ الغَيْرةُ: كَراهةُ الرَجُلِ إشتراكَ غيرَهُ فيمَا هوَ حَقُّهُ . وقالَ الرَاغِبُ الأصفهاني: (الغَيْرةُ ثورانُ الغَضَبِ حِمايَةً على أكرمِ الحَرمِ، وأكثرُ مَا تُراعَى في النِّساءِ). والغَيْرَة -بالفتحِ- المصدَرُ منْ قولِكَ: غارَ الرجلُ علَى أَهْلِهِ والمرأَةُ علَى بَعْلِهَا تَغارُ غَيْرةً وغَيْرًا وغارًا وغِيارًا والغَيْرةُ هيَ الحَمِيَّةُ والأنَفَةُ .
    والغِيْرَةُ، مِنَ الفضائِلِ الأخلاقيَّةِ الّتي تَدفعُ الإنسانُ للدِّفاعِ عنْ مَحارِمِهِ، ونواميسِهِ (شريعته)، ودينِهِ، ومذهبِهِ، ومالِهِ، ووطنِهِ.

    وهيَ منَ الصَّفاتِ الإلهيَّةِ كمَا صَرَّحتْ بِذلكَ بعضُ الرِّواياتُ، وقدْ ذكَرَ المُلا أحمدُ النَراقي في كتابِهِ معراجِ السَّعادةِ أنَّهَا لَا تَنحصرُ في الغَيْرَةِ علَى النِّساءِ، بلْ تَعُمُّ الغَيْرَةُ علَى الدِّينِ أيضاً، فكمَا أنَّ المؤمنينَ لَا يَغفلوا عنْ نسائِهِم، عليْهِم أنْ لَا يَغفلوا عنْ دينِهِم، وذلكَ منْ خلالِ مُقاطعةِ المُبتدِعِينَ في الدِّينِ، والأمرِ بالمعروفِ والنَهي عنِ المُنكرِ ، فإذا تَبرجَت المرأةُ فجاوزَت حَدَّ الكَمالِ فَلَمْ يمنَعهَا كانَ مَسؤولاً أمامَ اللهِ وإذا أظهرتْ زينَتَهَا لغيرِ مَنْ أحَلَّ اللهُ فلَمْ ينصحَهَا سألَهُ اللهُ، وإذا خَالَطَتْ الأجانبَ فلَمْ يَحِلُّ بينَهَا وبينَ ذلكَ أثِمَ، وإذا نَصحَهَا فعَصَتْ أو مَنَعَهَا منَ الخُّروجِ إذا رَأى مَصلحةً فأبَتْ، إستوجَبَتْ الإثْمَ. وفي ذلكَ يقولُ (صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( ثلاثةٌ لَا يدخلونَ الجَّنَةَ أبداً: الرجلُ اَلدَّيُّوثُ ، والرَجلَةُ منَ النِّساءِ، ومدمنُ الخَمرِ.
    قالوا: يا رسولَ اللهِ أمَّا مدمنُ الخمرِ فقدْ عرفنَاهُ، فمَا اَلدَّيُّوثُ ؟ قالَ: الّذي لَا يُبالي منْ دخلَ علَى أهلِهِ. قُلنَا: فمَا الرَجلَةُ منَ النِّساءِ ؟ قالَ: الّتي تتشَبَهُ بالرجالِ )، شرح رسالة الحقوق ، ص ٥٢٤.
    ورُويَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ : ( أَمَا تَسْتَحْيُونَ ، وَلَا تَغَارُونَ نِسَاءَكُمْ يَخْرُجْنَ إِلَى الْأَسْوَاقِ ، وَيُزَاحِمْنَ الْعُلُوجَ )، الكافي ،ج : 11 ، ص : 232 .
    ويَتصِلُ بِهذا غيرةُ الرجلِ علَى زوجتِهِ، وهَي طبيعةٌ فاضلةٌ إنْ لمْ تتجاوزُ حدودِهَا. قَالَ رسولُ اللهِ (صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( كَانَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَبِي غَيُوراً وَ أَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَ أَرْغَمَ اَللَّهُ أَنْفَ مَنْ لاَ يَغَارُ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ )، من لا یحضره الفقیه ج3 ص444.
    وعلَى الزَّوجِ ألَّا يَسرفُ في الغَيْرَةِ! وإلَّا سَبَّبتْ حَقداً وولَّدَتْ جُفَاءً، وذهبتْ بكرامةِ الزَّوجةِ ، قالَ (صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( إن من الغيرة غيرة يبغضها الله، وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة )، . وقدْ نَهَى النَّبيُّ (صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أنْ يَطرقَ الرَجلُ أهلَهُ ليلاً يَتخوفهم أو يطلب عثراتهم. قال تعالى: " ولا تجسسوا ".
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: ( إِنَّ اَللَّهَ غَيُورٌ يُحِبُّ كُلَّ غَيُورٍ وَ مِنْ غَيْرَتِهِ حَرَّمَ اَلْفَوَاحِشَ ظَاهِرَهَا وَ بَاطِنَهَا ). الكافي 5: 535 / 1.
    عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَقُولُ: ( إِذَا لَمْ يَغَرِ اَلرَّجُلُ فَهُوَ مَنْكُوسُ اَلْقَلْبِ ). الكافي،ج 5، ص 536.

    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : ( إِنَّ اَلْجَنَّةَ لَيُوجَدُ رِيحُهَا مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ وَ لاَ يَجِدُهَا عَاقٌّ وَ لاَ دَيُّوثٌ قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَا اَلدَّيُّوثُ قَالَ اَلَّذِي تَزْنِي اِمْرَأَتُهُ وَ هُوَ يَعْلَمُ ). الخصال ج1 ص37.
    يَتَحصَّلُ مِنْ كُلِّ هَذا:
    1- أنَّ غيرةَ الرُجلِ ممدوحَةٌ وهَي منَ الإيمانِ لأنَّهَا تأتي في مقامِ الأمرِ بالمَعروفِ والنَّهي عن المُنكَرِ ومنعِ وقوعِ المرأةِ في الحَرامِ والفَاحِشَةِ .
    2- يجبُ أنْ لَايُسرِفُ الرجلُ في تطبيقِ مَعنَى الغَيْرَةِ فيخرجَهُ عنِ الحَدِّ الّلازمِ وذلكَ بأنْ يأتي بِهَا بناءاً علَى شَكِّهِ وريبَتِهِ وسوءِ ظَنِهِ مِمَّا يؤدي الَى هدْمِ الأُسرةِ وهَزِّ كيانِهَا.
    3- أنَّ هذهِ الغَيْرَةُ عنْدَ الرَجُلِ فيهَا دِلالةً علَى أنفَتِهِ وكرامَتِهِ وعزَّتِهِ فهَي تكونُ موجودةً فيْهِ ومؤثرةً بنفسِهِ بمقدارِ تلكَ القِيَمِ المركوزةِ في داخلِهِ .

    4- أنَّ الرَجُلَ الفَاقدُ للغيرَةِ رجلٌ لَا كرامةَ لَهُ ولَا قيمةَ لِقَدَرِهِ لأنَّهُ قَبِلَ بالسُّوءِ وصرَفَ النَّظرَ عنِ العِرْضِ فهَو دونَ الرِجالِ وعِزِّ الرُجولَةِ .
    الغَيْرَةُ كمَا إتضَحَ هيَ صِفةٌ شَريفةٌ، ودليلُ صِحَةٍ وعافيةٍ، ولكنْ إذا وُضِعَتْ في غيرِ مَحلِهَا أو خرجَتْ عنْ حدودِهَا وطَورَهَا إنقلَبَتْ إلَى مَرَضٍ، وقدْ تَتسبَّبُ بالمَشَاكِلِ إذا وصَلَتْ إلَى حَدٍّ شَعَرَتْ الزَّوجَةُ مَعهَا بِعدمِ الثِّقَةِ بِهَا، فهُنَا تَرفضُ المرأةُ هذا الواقِعَ، وتُطالِبُ الرَجُلَ بإخراجِهَا منَ السِّجنِ الّذي قدْ جَعلَهَا فيهِ بسبَّبِ شُكُّوكِهِ. وفي الرِّوايَّةِ عنْ رسولِ اللهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): ( من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يكره الله، فأما ما يحب فالغيرة في الريبة، وأما ما يكره فالغيرة في غير الريبة ).
    وتُشيرُ بعضُ الرِّواياتِ إلَى أنَّ هذهِ الغَيْرَةُ في غيرِ محلِهَا قدْ تُوصِلُ المرأةَ إلَى الإنحرافِ! فقدْ حذرَتْ الرِّوايَّةُ عنْ مثلِ هذا الفِعلِ فَعَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ : إِنَّ أَميِرَ اَلْمُؤْمنِيِنَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي رِسَالَتِهِ إِلَى اَلْحَسَنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ( إِيَّاكَ وَ اَلتَّغَايُرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ اَلْغَيْرَةِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَدْعُو اَلصَّحِيحَةَ مِنْهُنَّ إِلَى اَلسَّقَمِ وَ لَكِنْ أَحْكِمْ أَمْرَهُنَّ فَإِنْ رَأَيْتَ عَيْباً فَعَجِّلِ اَلنَّكِيرَ عَلَى اَلصَّغِيرِ وَ اَلْكَبِيرِ فَإِنْ تَعَيَّنْتَ مِنْهُنَّ اَلرَّيْبَ فَيُعَظَّمُ اَلذَّنْبُ وَ يُهَوَّنُ اَلْعَتْبُ )، الکافي ج5 ص537.



    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 17-07-2022, 01:13 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X