استغرب من شهرة بعض القصائد التي يحفظها الناس دون ان معرفة شعراءها وبمعنى ان القصيدة جذبت الناس اليها وان لم ان تقرن باسم شاعر ومن بعض هذه القصائد التي تجاوزت شهرة مبدعيها
**
( اولا )
(وانما اولادنا اكبادنا تمشي على الارض)
القصيدة للشاعر حطان بن المعلى شاعر عاش في صدر الاسلام ولا يعرف تاريخ ميلاده ولا تاريخ وفاته لأن مؤرخي الادب أغفلوا ذلك ، هو افتقر بعد غنى وذل بعد عز وصف حاله بقصيدة وكانت سبب شهرته
(أنزلني الدهرُ على حُكْمِـه من شامخٍ عالٍ إلى خـَفْضِ
وغالني الدهرُ بوَفْرِ الغِنى فليس لي مالٌ سوى عِرْضي
أبكانيَ الدهرُ، ويا رُبَّمـا أضحكني الدهرُ بما يُرْضـي
وفيها يقول هذه الأبيات الرائعة في الطفولة والأطفال:
لولا بُنيّـاتٌ كزُغْـبِ القَطـا رُدِدْنَ مـن بعـضٍ إلى بـعضِ
لكان لـي مُضْطَـرَبٌ واسعٌ في الأرض ذاتِ الطول والعَرْضِ
وإنـمـا أولادُنـا بيننـــا أكـبادُنـا تمشـي على الأرضِ
لو هَبّتِ الريحُ على بعضهـم لامتنـعتْ عيـني من الغَمْـضِ
&&
( ثانيا )
( ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني )
الكثير من الناس ومنهم قراء منابر وشعراء وادباء ينسبونها الى سيد الشهداء الحسين عليه السلام ، وهي للشاعر الشيخ محسن ابو الحب الحائري من كربلاء رحمة الله على روحه الطاهرة
(إن كنت مشفقة عليّ دعيني .. ما زال لومُك في الهوى يُغريني
ألبسته ثوب الوقار تجملاً .. كي لا ترى بي حالة المجنون
إن جن خل العامرية يافعاً .. فلقد جننت ولم يكن تكويني
البرق أنفاسي إذا هي صعدت .. والغيث دمعي والرعود حنيني
قالوا التجلد قلت ما هو مذهبي .. قالوا التوجد قلت هذا ديني
لا في سعاد ولا رباب وإنما .. هو في البقايا من بني ياسين
لاقى الحسين بك المنون وإنني .. لاقيت فيك عن الحسين منوني
يا بيضة الإسلام أنت حرية .. بعد الحسين بصفقة المغبون
أعطى الذي ملكت يداه إلهه .. حتى الجنين فداه كل جنين
في يوم ألقى للمهالك نفسه .. كي ما تكون وقاية للدين
وبيوم قال لنفسه من بعدما .. أدى بها حق المعالي بيني
أعطيت ربي موثقاً لا ينقضي .. إلا بقتلي فاصعدي وذريني
إن كان دين محمد لم يستقم .. إلا بقتلي يا سيوفُ خُذيني
هذا دمي فلترو صادية الظبى .. منه وهذا للرماح وتيني
خُذها إليك هدية ترضى بها .. يا ربّ أنت وليها من دوني)
&&&
(3)
( كذب الموت فالحسين مخلد كلما اخلق الزمان تجدد )
اشتهر هذا البيت ورددته المنابر والمنشدين دون معرفة شاعره حتى اصبحت القصيدة اكثر شهرة منه ، وهو الشاعر علي محمد الحائري من كربلاء عاش فيها ودفن فيها ،رحمه الله
كذبَ الموتُ فالحسيـــــنُ مُخَلّدْ *** كُلّما أخْلِــــــــــــــــــــقَ الزمانُ تجدَّدْ
هو حيٌّ ميتاً وياربَّ حـــــــــيٍّ *** ماتَ من قبلِ أن يموتَ ويُلــــــــــــحدْ
يا شهيداً إلى السماواتِ موفَـــدْ *** ماثلٌ أنتَ في الأداهيـــــــــــــرِ سَرمدْ
ليسَ يردى من في الدّجنّةِ أوقدْ *** ضاحياتُ الشموسِ والأفقُ أربـــــــــدْ
ورأى شرعةَ النبــــــــيِّ مُحمّدْ *** سامَها الخسفَ عابثٌ يتمـــــــــــــــرَّدْ
ورأى المجدَ ماضياً ليسَ يُغمَدْ *** والمنايا عِزاً إذا الـــــــــــــــضَّيمُ عَرَّدْ
سورةُ النفسِ برهةً ثمَّ تـــــــــــــنفدْ *** ومِنَ الــــــــــروحِ عنفوانٌ مُـجَدَّدْ
حلمُ الواهميـــــــــــــــــــن أن يتبَدَّدْ *** شملُ هذا البناءِ مِن مــــجدِ أحـمدْ
ذاكَ هيهات أن يُرى أمـس في الغَدْ *** ألفُ ليلٍ يضــــــــــوءُ شـمعٌ يُبـدَّدْ
وطريقُ الشهيـــــــــــدِ للـحرِّ مُوعَدْ *** رغمَ دعــــــــــوى مجـانفٍ يَتعنَّدْ
للبلى النكس والعلا حظ أصــــــــيَدْ *** ما رأى العيشَ أن يمـوتَ ويُـهمَـدْ
إن وردَ الشهيــــــــــدِ ليسَ بمُصْرَدْ *** سائغٌ شربُه وعذبٌ مُـشــــــــــــهّدْ
يا ابنَ بنتِ الرسولِ يـا خيرَ مقـصَدْ *** إن تمادى ليل الـــــــــــخنا وتلبَّــدْ
لستُ كفؤاً بأنْ أقولَ وأقــــــــــــصدْ *** أنتَ فوقَ القصـيدِ شــــأواً وأبـعَـدْ
يا دماً سحَّ والسمـــــــــاواتُ تــشهَدْ *** تغتلي كربـــــــــلا منـــــهُ وتحرَدْ
فوقَ رمضائِها حدودٌ تــــــــــــخـدَّدْ *** ودموعٌ تهمي وآهٌ تصــــــــــــــعّدْ
ونساءٌ تُسبى وغصـــــــــــــنٌ يؤوَّدْ *** هوَ من دوحِ حيــــدرٍ قدْ تَنَـــــضَّدْ