السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين، لا أطيق فراقك يوماً لهذا كنت أزورك لأراك، هل عاد الرأس الى مرتقاه؟ أم مازال على رمح الأزمنة يتقلب من عرش سلطان الى سلطان،
حين كنت طفلاً صغيراً يا مولاي، كنت أرتقي المنبر منشداً حسينياً، أنشد القلب ولائيات طالما حاربها ذيول الطواغيت.
:ـ اعلم يا جعفر أن اسمك عُرض في قائمات الاعدامات.
:ـ احذر يا بني، كم محاولة اغتيال شاء الله أن تنجو منها ببركة الحسين.
أنا أحبك يا حسين.
لهذا تمسكت بمنبرك الميمون خطيباً منبرياً داخل وخارج العراق.
أناديك أيها الباذخ ربيعاً، يشرح صدري المكدود برحمة وجودك الحي، أنا أول شهيد لبّى نداء الشهادة مضحياً بالروح في قرية البشير، أقود تسعة عشر مقاتلاً لأطرد منها الدواعش، وأخلص أهلها المنكوبين من بشاعة جرائمهم، فقد ارتكبوا فيها مجازر دموية، لقد استولت على نفسي طمأنينة رائعة، مجرد أن أيقنت أنك معي، فأنا أنتظر هذه البقعة التي سالت عليها دمائي فيها، وأقصد البشير، صارت لحظتها الطف في ظهيرته الحاسمة، صارت روحي راية ترفرف في الطف الحسيني، عذراً مولاي ربما تجاوزت قدري وعذري اني شهيد طف التحق كربلاء منذ سبعة أشهر، رغم اني في زمن متأخر لكن كنت معك واستشهدت معك، لهي شهادة وهوية انتماء.
أنا أحبك يا حسين.
وازورك كل يوم، وابعث ومجموعة الشهداء لك السلام كلما اشرقت شمس، وكلما تغيب، وأريد ان تأخذني اليك الى كربلاء معك لندفن مع الشهداء من أصحابك، فنحن منذ سبعة اشهر يا مولاي ونحن ما زلنا أجساداً تنام في العراء بدون غسل، كما دُفن اصحابك في كربلاء وبلا تكفين، ومجموعتي يتوسلون بي: قف نادِ لنا جدك الحسين (عليه السلام) ليأتينا، لقد تجاوزنا يا سيدي اختبارات الزمن، ودخلنا بنجاح الى طفوفك شهداء، فاقبلنا يا سيدي، لبيك يا حسين، تعال وخذنا إليك، فنحن نحبك يا مولاي.