بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
لما فرغ النبي (صلى الله عليه واله) من أداء مناسك الحج اتجه الى يثرب فلما وصل موكبه الى غدير خم هبط عليه أمين الوحي فأمره أن يحط رحله في رمضاء الهجير وينصب الامام أمير المؤمنين خليفة من بعده ومرجعا لأمته وكان أمر السماء يحمل طابعا مهما بالغ الخطورة فقد نزل عليه الوحي بهذه الآية : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] واضطرب النبي من هذا الانذار وهذا التهديد إنه إن لم ينفذ ما أراد الله في تقليد أمير المؤمنين بهذا المنصب الخطير فما بلغ رسالة الله وضاعت جميع اتعابه وجهوده فانبرى (صلى الله عليه واله) بعزم ثابت الى تنفيذ ذلك وإن اغضب الطامعين بالخلافة والمنحرفين عن الامام (عليه السلام) فوضع (صلى الله عليه واله) اعباء المسير وحط رحله في ذلك المكان القاحل وكان الوقت قائضا حتى كان الرجل يضع طرف ردائه تحت قدميه ليتقى من الحر وامر (صلى الله عليه وآله) باجتماع الجماهير فلما اجتمعوا صلى بهم فلما انفلت من صلاته أمر أن توضع حدائج الابل لتكون له منبرا فصنعوا له ما اراد فاعتلى عليها وكان عدد الحاضرين مائة الف أو يزيدون وقد اتجهوا بقلوبهم قبل اسماعهم الى الرسول ليسمعوا ما يلقى عليهم وانبرى (صلى الله عليه واله) فبين لهم اولا : جهاده المقدس واتعابه الشاقة فى سبيل ارشادهم وانقاذهم من حضيض الشرك والعبودية وذكر لهم ثانيا : جملة من الاحكام الاسلامية والآداب الدينية فأمرهم بتطبيقها على واقع حياتهم وبعد ذلك قال لهم : فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ؛ فناداه مناد من القوم : وما الثقلان يا رسول الله؟ .
فاجابه (صلى الله عليه واله) : الثقل الاكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا والآخر الاصغر عترتي وان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ؛ ثم أخذ بيد علي حتى بان بياض إبطيهما وعرفه القوم اجمعون وقال : أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من انفسهم؟ فأجابوه : الله ورسوله اعلم .
فقال (صلى الله عليه واله) : إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من انفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه قال ذلك ثلاث مرات او أربع مرات ثم قال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واحب من أحبه وابغض من ابغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه حيث دار الا فليبلغ الشاهد الغائب ، ولما انهى (صلى الله عليه واله) خطابه الشريف الحافل بتكريم أمير المؤمنين (عليه السلام) وتقليده للخلافة العظمى انبرى الى النبي (صلى الله عليه واله) حسان ابن ثابت فاستأذنه ان يتلو احدى روائع نظمه ليصف بها هذه المناسبة الخالدة فاذن له في ذلك فانطلق يقول :
يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم واسمع بالرسول مناديا
فقال فمن مولاكم ونبيكم فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت نبينا ولم تلق منا في الولاية عاصيا
واقبل المسلمون على اختلاف طبقاتهم يبايعونه بالخلافة ويهنئونه بأمرة المؤمنين وأمر الرسول (صلى الله عليه واله) أمهات المؤمنين أن يسرن إليه ويهنئنه وممن هنأه عمر بن الخطاب فقد صافحه وقال له : هنيئا يا ابن أبي طالب اصبحت وامسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ؛ وفي ذلك اليوم الخالد في دنيا الحق والفضيلة نزلت هذه الآية الكريمة : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة: 3] لقد تمت النعمة الكبرى وكمل الدين بولاية أمير المؤمنين وامام المتقين وقد خطا النبي (صلى الله عليه واله) بذلك الخطوة الاخيرة للمحافظة على المجتمع الاسلامي وعلى التشريع الاسلامي فلم يترك الامة حيرى تسودها الفوضى والانحلال بل نصب لها علما وهاديا ومرشدا الى سواء السبيل ؛ ان بيعة الغدير من اوثق الادلة واكثرها وضوحا على اختصاص الخلافة والامامة بالامام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد احتج بها الامام الحسن على احقية أبيه بالخلافة وذلك في خطابه الذي القاه بعد الصلح فقد جاء فيه : إنا أهل بيت أكرمنا الله بالاسلام واختارنا واصطفانا واذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا لم تفترق الناس فرقتين إلا جعلنا الله في خيرهما من آدم الى جدي محمد صلى الله فلما بعثه الله للنبوة واختاره للرسالة وانزل عليه كتابه ثم امره بالدعاء الى الله عز وجل فكان أبي اول من استجاب لله ولرسوله وأول من آمن وصدق الله ورسوله (صلى الله عليه واله) وقد قال الله في كتابه المنزل على نبيه المرسل : {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} [هود: 17] فجدى الذي على بينة من ربه وأبي الذي يتلوه وهو شاهد منه إلى أن قال وقد سمعت هذه الامة جدي يقول : ما ولت امة امرها رجلا وفيهم من هو اعلم منه الا لم يزل يذهب أمرهم سفالا حتى يرجعوا الى ما تركوه ؛ وسمعوه يقول لابي : أنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ؛ وقد رأوه وسمعوه حين أخذ بيد أبي بغدير خم وقال لهم : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وآل من والاه وعاد من عاده ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب .
لقد حفلت كتب التاريخ الاسلامي بذكر احتجاج أهل البيت : واعلام شيعتهم ببيعة الغدير على أحقية الامام أمير المؤمنين بمنصب الخلافة الاسلامية ولكن القوم أعرضوا عن الحديث وأولوه حس.ب ميولهم وأهوائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
لما فرغ النبي (صلى الله عليه واله) من أداء مناسك الحج اتجه الى يثرب فلما وصل موكبه الى غدير خم هبط عليه أمين الوحي فأمره أن يحط رحله في رمضاء الهجير وينصب الامام أمير المؤمنين خليفة من بعده ومرجعا لأمته وكان أمر السماء يحمل طابعا مهما بالغ الخطورة فقد نزل عليه الوحي بهذه الآية : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] واضطرب النبي من هذا الانذار وهذا التهديد إنه إن لم ينفذ ما أراد الله في تقليد أمير المؤمنين بهذا المنصب الخطير فما بلغ رسالة الله وضاعت جميع اتعابه وجهوده فانبرى (صلى الله عليه واله) بعزم ثابت الى تنفيذ ذلك وإن اغضب الطامعين بالخلافة والمنحرفين عن الامام (عليه السلام) فوضع (صلى الله عليه واله) اعباء المسير وحط رحله في ذلك المكان القاحل وكان الوقت قائضا حتى كان الرجل يضع طرف ردائه تحت قدميه ليتقى من الحر وامر (صلى الله عليه وآله) باجتماع الجماهير فلما اجتمعوا صلى بهم فلما انفلت من صلاته أمر أن توضع حدائج الابل لتكون له منبرا فصنعوا له ما اراد فاعتلى عليها وكان عدد الحاضرين مائة الف أو يزيدون وقد اتجهوا بقلوبهم قبل اسماعهم الى الرسول ليسمعوا ما يلقى عليهم وانبرى (صلى الله عليه واله) فبين لهم اولا : جهاده المقدس واتعابه الشاقة فى سبيل ارشادهم وانقاذهم من حضيض الشرك والعبودية وذكر لهم ثانيا : جملة من الاحكام الاسلامية والآداب الدينية فأمرهم بتطبيقها على واقع حياتهم وبعد ذلك قال لهم : فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ؛ فناداه مناد من القوم : وما الثقلان يا رسول الله؟ .
فاجابه (صلى الله عليه واله) : الثقل الاكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا والآخر الاصغر عترتي وان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ؛ ثم أخذ بيد علي حتى بان بياض إبطيهما وعرفه القوم اجمعون وقال : أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من انفسهم؟ فأجابوه : الله ورسوله اعلم .
فقال (صلى الله عليه واله) : إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من انفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه قال ذلك ثلاث مرات او أربع مرات ثم قال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واحب من أحبه وابغض من ابغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه حيث دار الا فليبلغ الشاهد الغائب ، ولما انهى (صلى الله عليه واله) خطابه الشريف الحافل بتكريم أمير المؤمنين (عليه السلام) وتقليده للخلافة العظمى انبرى الى النبي (صلى الله عليه واله) حسان ابن ثابت فاستأذنه ان يتلو احدى روائع نظمه ليصف بها هذه المناسبة الخالدة فاذن له في ذلك فانطلق يقول :
يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم واسمع بالرسول مناديا
فقال فمن مولاكم ونبيكم فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت نبينا ولم تلق منا في الولاية عاصيا
واقبل المسلمون على اختلاف طبقاتهم يبايعونه بالخلافة ويهنئونه بأمرة المؤمنين وأمر الرسول (صلى الله عليه واله) أمهات المؤمنين أن يسرن إليه ويهنئنه وممن هنأه عمر بن الخطاب فقد صافحه وقال له : هنيئا يا ابن أبي طالب اصبحت وامسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ؛ وفي ذلك اليوم الخالد في دنيا الحق والفضيلة نزلت هذه الآية الكريمة : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة: 3] لقد تمت النعمة الكبرى وكمل الدين بولاية أمير المؤمنين وامام المتقين وقد خطا النبي (صلى الله عليه واله) بذلك الخطوة الاخيرة للمحافظة على المجتمع الاسلامي وعلى التشريع الاسلامي فلم يترك الامة حيرى تسودها الفوضى والانحلال بل نصب لها علما وهاديا ومرشدا الى سواء السبيل ؛ ان بيعة الغدير من اوثق الادلة واكثرها وضوحا على اختصاص الخلافة والامامة بالامام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد احتج بها الامام الحسن على احقية أبيه بالخلافة وذلك في خطابه الذي القاه بعد الصلح فقد جاء فيه : إنا أهل بيت أكرمنا الله بالاسلام واختارنا واصطفانا واذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا لم تفترق الناس فرقتين إلا جعلنا الله في خيرهما من آدم الى جدي محمد صلى الله فلما بعثه الله للنبوة واختاره للرسالة وانزل عليه كتابه ثم امره بالدعاء الى الله عز وجل فكان أبي اول من استجاب لله ولرسوله وأول من آمن وصدق الله ورسوله (صلى الله عليه واله) وقد قال الله في كتابه المنزل على نبيه المرسل : {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} [هود: 17] فجدى الذي على بينة من ربه وأبي الذي يتلوه وهو شاهد منه إلى أن قال وقد سمعت هذه الامة جدي يقول : ما ولت امة امرها رجلا وفيهم من هو اعلم منه الا لم يزل يذهب أمرهم سفالا حتى يرجعوا الى ما تركوه ؛ وسمعوه يقول لابي : أنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ؛ وقد رأوه وسمعوه حين أخذ بيد أبي بغدير خم وقال لهم : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وآل من والاه وعاد من عاده ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب .
لقد حفلت كتب التاريخ الاسلامي بذكر احتجاج أهل البيت : واعلام شيعتهم ببيعة الغدير على أحقية الامام أمير المؤمنين بمنصب الخلافة الاسلامية ولكن القوم أعرضوا عن الحديث وأولوه حس.ب ميولهم وأهوائهم