إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( قراءة في خطبة الجمعة ) سماحة السيد أحمد الصافي علي حسين الخباز

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( قراءة في خطبة الجمعة ) سماحة السيد أحمد الصافي علي حسين الخباز


    يحمل الخطاب قوته الفكرية والعلمية والمعنوية بما يستمده من فكر أهل البيت عليهم السلام القادرعلى احتواء مشاعر الفئات المتباينة وتحليل تلك المشاعر وقراءة توظيفها عبر ما يحمله نص المعصوم من ديمومة البعد الفكري والمعرفي ، والحداثة التي توزع مقاطع التناصات أو الاستشهادات وعرض مثل هذه الاستشهادات تعني روح الخطاب، والتحول من جانب الاستشهاد الى الجانب التفسيري والتوضيحي وتقديم الافكار الغير تقليدية، بمعنى اعادة قراءة هذا العمق الفكري بمناهج متعددة حسب اسلوب الخطيب وطريقته في استخراج الافكار.
    إن هذه العملية الابداعية تجعل من الخطيب مفكرا يصنع من خطابه بناءا مثمرا ووعظا فكريا.
    يقول سماحة السيد الصافي: ( لاينبغي لنا ان نستكثر بعض طاعتنا أو نستصغر بعض ذنوبنا ، فان الله سبحانه وتعالى غني عن الخلائق، والنبي (صلى الله عليه واله) يقول: " اذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه ". طريقة المفكر تعرض لنا كيف ان الانسان يضعف أمام الحرام، ويبين لنا سبب هذا الوثوب، وهو ان النفس لم تتحصن ولأن الفرد المسلم لم يتورع ويبتعد عن محارم الله سبحانه تعالى. البعد الاستدلالي في الخطاب يرتكز على فهم حديث المعصوم وفكره والاحساسات الشعورية من خلال استكشاف قيمه وقوة المعرفة المحركة للسلوك الانساني، وما يحمله من جوهر يبين لنا مثلا؛ ان العبد لا يستحق المغفرة ازاء فعل الحرام الذي ارتكبه والتجاوز على ساحة المولى جل شآنه لكن مع ذلك يصور لنا الامام السجاد عليه السلام حقيقة الأمر و هو ان الله سبحانه وتعالى دائما معنا ونحن مستغرقون في فيض رحمته ورعايته الالهية الكريمة والكبيرة من لدنه سبحانه تعالى، فهذا المحور يبين لنا العلاقة التي يمكن ان نفهمها بين الانسان وربه، الانسان بهذا المفهوم لا يملك الا رحمة الله تعالى.
    ومن وحي التأمل استثمر كل جملة من الخطاب لمعرفة مضمونها ومؤداها، الانسان العاقل يفكر بالباقي ولا يفكر بالزائل، ومهما أوتي من عمر في النهاية لا يبقى الا عمله ابتغاء وجه الله تعالى فيتمنى الاستزادة منه.
    هناك سعة فكرية تبين اهتمام المعصوم عليه السلام بالانسان، بواقعه المعاش والواقع الغيبي، الذي سيجعله يعيش عالم الامنيات، الهدف القصدي هو ارشاد الانسان و محاولة توظيف هذا الغيبي الى فكرة ومنحه اثراء فكري و وعظ بان عمل الشيء سيجعله يخجل من نفسه اذا انفرد به، ويتمنى ان يرجع حتى يتجنب ذلك العمل بلا شك ، ومن المعلوم ان لا يعود بالانسان، بل عليه ان يدرك ان ما لديه الان من مساحة التوبة ومسألة العزم على عدم العودة الى ما يغضب الله سبحانه، لأن الله سبحانه و تعالى لا يمكن لإنسان ان يدركه في مفهوم الشيء الذهني ويقول الامام عليه السلام ( فلسنا نعلم كنه عظمتك الا أننا نعلم أنك حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم ) لهذا جاء في الخطاب هذا المعنى الحي بمعنى اننا لا ندرك ذات الله تعالى لا نحن ولا الملائكة ولا الانبياء ولا الأولياء، فذات الله تستعصي على مداركنا وأن أهل السماء يطلبونه كما نطلبه نحن، الامام علي عليه السلام يبين ان لا يمكن لمقدرتنا الفكرية ادارته، الخطاب يعني في مضمون هذا المنهل بان اثآر الله تعالى نستشعرها فنحن نشعر برحمة الله تعالى ورعايته لنا. انا أجزم بان الخطبة تنحو نحو الفكر أكثر من الوعظية المباشرة التي اشتهرت بها خطب الجمعة وأقصد الاسهام في بناء علم اخلاقي يترجم لنا القيم الموروثة عن الائمة عليهم السلام أحيانا بتفسير خطبة واحيانا التأمل في حكمة او في جملة والافادة من فكر الامام السجاد عليه السلام حتى بالوقوف عند ضفاف مفردة، يقول الامام زين العابدين عليه السلام ( الهي فاذا قد تغمدتني بسترك فلم تفضحني ) يتأمل السيد في مفردة ( تغمدتني ) السيف الذي في غمده ولم يشهر لا يعرف من اين وما هية صناعته، وماهية شدة لمعانه ومواصفاته مادام في غمده فهو سور عن النار. علينا ملاحظة العلاقة مع الله ومع الناس أي بمعنى ليس هناك ذنب مستور عند الله تعالى، واذا تصورنا ذلك واعتقدنا به فهناك خلل في عقيدتنا . اصل التوحيد ان الله تعالى لا تخفى عليه خافية ولا يوجد ذنب مستور مع الله تعالى، والذنب يمكن ان يستر ازاء الخلائق وازاء النفس، وهذا مورد من موارد رحمة الله تعالى بالعبد فلا يفضحه على رؤوس الاشهاد.
    علي الخباز, [١٣/٠٧/٢٠٢٢ ٠٩:٥٦ م]
    ان القضية الفكرية التي يسعى لها الخطاب هو خلق التصور الصحيح والبعض يرى ان هذه الأدعية تعني مجموعة من الناس و هذا التصور خاطىء، علينا مراجعة انفسنا عند كل ذنب نرتكبه، ولم يطلع عليه أحد الا الله تعالى وكل ما عندنا من خير فهو من الله تعالى، الامام عليه السلام في دعاء أبي حمزةالثمالي ( انا الذي أعطيت على معاصي الجليل الرشا) كيف يعطي الانسان رشوة على معصية الله تعالى؟!
    تشخيص الخطاب بان هذه المعصية يسترها الله تعالى بمهلة لعل العبد يرجع الى الله، اذا كانت عقلية الانسان قد صنعت وفق افكار ونظريات معينة. نحتاج الى فهم يعدل معنى الغاية من خطب الجمعة والغاية الاساس من استحضار قيم المعصوم عليه السلام، كونه ينطلق من ذات الوجود الانساني المؤمن ليعلمنا ترشيد السلوك وترقية الحس والروح، وينبهنا الى الخطر الذي نحن فيه حين نسير في غير هدى وفي غفلة من أمرنا ، ( الناس نيام فاذا ماتوا أنتبهوا ) هذا اسلوب من اساليب بعث اليقظة الانسانية حرصا علينا من الندم.
    ينبه سماحة السيد الى جدية هذا المقصد فهو ليس للترفيه والكلام والتبجح هذه مسائل تربوية، تربينا على منهج مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، التي من الممكن أن يحصل عليها الانسان عن طريق تربية الأئمة عليهم السلام نحتاجها في كل وقت، الالتزام يعني فاعلية التفكير الجاد وتحويله الى سلوك ، الى موقف ومبدأ استثمار الفرص يعني فهم الالتزام الذي هو سلامته فكر الانسان من الشوائب خلال التذكر والاستغفار لمحق الشيطان بما يتملك من طاقة في داخلنا، تمحق الشيطان بالركوع والسجود والتسبيح والانقطاع الى الله تعالى ويوصي الخطاب بالدعاء وان لا نبخل به.
    الناس تحتاج الى الدعاء، القيامة تحتاج الى الدعاء، فيقول الامام عليه السلام نسأل الله العفو والعافية.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X