إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هؤلاء بناتي / سلسلة/ أشد حبا لله. ح١/ نحن والحب الإلهي. زينب العارضي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هؤلاء بناتي / سلسلة/ أشد حبا لله. ح١/ نحن والحب الإلهي. زينب العارضي


    سلسلة/ أشد حبا لله. ح١/ نحن والحب الإلهي.
    زينب العارضي
    حُبٌ يَملأ شِغاف القلب ويتغلغل إلى عُمق الروح، تَتَحول بموجبه حياة الإنسان إلى واحةٍ غَنّاء، تنبض بالطهر والخير والنقاء، يُؤْثَرُ فيها مُرادُ المحبوب على كل مَرغوبٍ ومطلوب، حتى تتسامى النفوس وتتألق الأنوار في القلوب، فتعيش لذةَ الحُب الحقيقي، وتكون أشد حُبا له تبارك وتعالى وتُقدمه على كل حُبٍ أرضي أو تَعَلُّقٍ طيني..
    فما هي حقيقة هذا الحب؟ وكيف نصل إليه؟ ونتنعم به؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال هذه السلسلة المباركة.
    عندما نتأمل في الآيات والروايات نجد أن موضوع الحب الإلهي قد حظي باهتمام كبير وعناية فائقة؛ لأنه مرقاة العروج إلى الرتب السامقة، فالحب فطرة إلهية يمكن اعتباره من أجمل العواطف الإنسانية التي أودعها المولى عز وجل في النفس البشرية، فهي التي تلهمه وتحركه وترسم مساره أما نحو شقاء دائم أو سعادة أبدية.
    فالحب تارة يكون عاملا هداما لا يجني المرء من ورائه إلا التعاسة والدمار، وأخرى يصبح عاملا للرقي والتكامل والازدهار، وذلك بناء على بوصلة الحب وما يستوطن هذا القلب، فلا ضير في حب المرء لوطنه وأهله وأولاده وسائر ما يتعلق به، شريطة أن لا يكون هذا الحب مقدما على حبه عز وجل، فهنا ستتعثر خطوات الإنسان ويهوي في مستنقع البعد والذل، ويتخبط في أودية الشقاء ويضل فلا يصل؛ يقول عز من قائل: "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ".
    إن الحب الإلهي لا يلغي أنماط الحب الأخرى؛ لأنها من الفطرة ولا يمكن نكرانها، بل يقوم بتهذيبها وتأطيرها ورسم مسارها، لتبقى ضمن حدودها التي خُلِقت لها، فلا يشقى الإنسان بها، بل يتخذ منها سبيلا لحب خالقها.
    إن المشكلة الحقيقية تحدث عندما يتحول حب المرء لزوجه وأبنائه وعمله وأمواله وكل ما يتعلق به إلى معبود من دون بارئه، يتجاوز لأجله تعاليم الدين الإلهي وينحرف عن الطريق السوي فيكون مصداقا لقوله تعالى: "وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّه".
    إن الله سبحانه هو المستحق للحب ولا وجه لحب ما سواه، إلا أن يكون متفرعا عن حبه جَلَّ في علاه، فتصير جميع المحبوبات في طوله لا في عرضه، وتأخذ أنوار حبها منه لأنه من أمر بأن ينتشر الحب بين خلقه في أرضه.
    إن قلوبنا خلقت لتكون حرما وعرشا لربنا، ونوافذها مشرعة وزمام الأمر بأيدينا، قد نفتحها على الصحاري المجدبة والظلمات الموحشة فلا نحصد إلا التيه والشقاء، وقد نطل من خلالها على الملكوت فننعم بالسعادة والهناء ونرتقي سلم الكمال مع الأتقياء.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X