﷽
عن الامام أبي عبدالله عليه السلام انه قال: قال رسول الله الأكرم الاعظم الاكمل الاشرف الأرفع الاقدس الانور صلى الله عليه وآله: " *الغضب يُفسد الايمان كما يُفسد الخل العسل*"
وقال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: " *الغضب يُردي صاحبه ويُبدي معايبه*" (1) وعن الإمام محمد الباقر عليه السلام: " *مَنْ لم يملك غضبهُ لم يملك عقلهُ*" (2)
في البدء لابد من بيان وتوضيح الغضب فهو استجابة لأنفعال تتميز بالميل إلى الاعتداء، والغضب شُعلة من نار وارتفاع حرارة الانسان المختفية داخله فيفور الدم ويغلي ويرتفع حتى يحمَّر وجهه وعيونه
وقد بيَّن احد المحققين حقيقة الغضب بقوله هو حركة للنفس يحدث بها غليان دم القلب شهوة للأنتقام فإذا كانت هذه الحركة عنيفةأججَّت نار الغضب واضرمتها فاحتدَّ غليان دم القلب وامتلأت الشرايين والدماغ دخاناً مُظلماً مضطرباً يسوء منه حال العقل ويضعف فعله.
وللغضب آثار فيحصل تغيَّر اللون وشدة الرجفة في اطراف الغاضب وخروج الافعال عن الترتيب والنظام واضطراب الحركة والكلام واحمرار العين وخروج الزَّباد من الفم
ومن آثاره على اللسان انطلاقه بالشتم والفحش وقبح الكلام بحيث يخجل الانسان منه اذا كان هادئاً ومن الآثار على الاعضاء ضرب الآخرين والهجوم عليهم وقد يصل إلى حد قتلهم ولكن بعد فتور الغضب يعرف المرء خطورة ما جنى على نفسه
ومن آثاره على القلب: الحسد والحقد على الآخرين والعزم على افشاء سرهم وحتى وان كتم الغاضب غضبه لعدم استطاعته الاستمرار في الغضب تحوَّل ذلك إلى حقد دفين في قلبه يؤدي به إلى كره المغضوب عليه واستغابته وهتك اسراره وقطيعته والاستهزاء به.
هذا وان من أهم اسباب الغضب حب الذات ويتفرع عنه حب المال والجاه والشرف والنفوذ والتسلط وهذه كلها تتسبب في اشعال نار الغضب
فالمُبتلى بحب ذاته يهتم بهذه الامور كثيراً ويكون لها في دواخل ومكامن نفسه مكان رفيع فإذا اتفق ان واجه المرء بعض الصعوبات والمشاق في واحدة منها أو احس بأن هنالك مَنْ ينافسهُ فيها تصيبهُ حالة من الغضب والهيجان دون سبب ظاهر
فلا يبقَ مالكاً لزمام نفسه بل يستولي عليه الطمع وسائر الرذائل الناجمة عن حب الذات والجاه وتقوده لتُخرج اعماله واقواله عن قيود العقل وقنوات ومسارات الشرع المرسومة
ولكن الانسان إذا لم يكن ذو تعلق شديد واهتمام واسع بهذه الامور فإن هدوء النفس والطمأنينة المتأتية من مُجانبة حب الجاه والمقام وباقي فروعه تمنع النفس من ان تخطو خطوات مُتقاطعة مع العدالة والرويَّة.
يُضاف لذلك اسباب اخرى للغضب منها العُجب والزهو والكبرياء والمراء والعناد والمزاح..
ومنشأ الغضب نابع من ضعف النفس وتزلزلها وقلة الايمان وعدم الأعتدال في المزاج وفي الروح وحب الدنيا والغرق في الماديات ومَنْ كانت فيه رذائل خلقية كان اسرع إلى الغضب ممنْ فيهم فضائل خلقية
والغاضب الذي تعصف به ثورة غضبه يكون شبيهاً بالمجنون الذي فقد عنان عقله ويكون عندها كالحيوان المفترس الذي لا تهمُه عواقب الامور فيهجم دون إعمال فكره أو احتكامه إلى العقل فيسلك سلوكاً مذموماً وقبيحاً يفقد سيطرته على لسانه ويده وسائر اعضائه.
ومن اللازم توضيح علاج الغضب فقد ورد عن الإمام أبي جعفر عليه السلام (3) قوله: " *ان هذا الغضب جمرة من الشيطان تُوقد في قلب ابن آدم وان احدكم إذا غضب احمَّرت عيناه وانتفخت اوداجه ودخل الشيطان فيه فإذا خاف احدكم ذلك من نفسه فليلزم الارض فإن رجز الشيطان يذهب عنه عند ذلك*"
وأيضا فقد ورد عن الإمام محمد الباقر عليه السلام قوله: " *ان الرجل ليغضب فما يرضى ابداً حتى يدخل النار، فأيما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك فأنه سيذهب عنه رجز الشيطان، وأيما رجل غضب على ذي رحم فليدنُ منه فليمسهُ فأن الرحم إذا مُست سكنت*" (4)
*↩️ يتبع...*
(1) المصدر/ غرر الحكم ص302 ح 6892
(2) المصدر/ الكافي ج2 ص305 ح13.
(3) المصدر/ اصول الكافي/ المجلد الثاني/ كتاب الايمان والكفر/ باب الغضب ح12.
(4) المصدر/ اصول الكافي/ المجلد الثاني/ كتاب الايمان والكفر/ باب الغضب ح2.
عن الامام أبي عبدالله عليه السلام انه قال: قال رسول الله الأكرم الاعظم الاكمل الاشرف الأرفع الاقدس الانور صلى الله عليه وآله: " *الغضب يُفسد الايمان كما يُفسد الخل العسل*"
وقال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: " *الغضب يُردي صاحبه ويُبدي معايبه*" (1) وعن الإمام محمد الباقر عليه السلام: " *مَنْ لم يملك غضبهُ لم يملك عقلهُ*" (2)
في البدء لابد من بيان وتوضيح الغضب فهو استجابة لأنفعال تتميز بالميل إلى الاعتداء، والغضب شُعلة من نار وارتفاع حرارة الانسان المختفية داخله فيفور الدم ويغلي ويرتفع حتى يحمَّر وجهه وعيونه
وقد بيَّن احد المحققين حقيقة الغضب بقوله هو حركة للنفس يحدث بها غليان دم القلب شهوة للأنتقام فإذا كانت هذه الحركة عنيفةأججَّت نار الغضب واضرمتها فاحتدَّ غليان دم القلب وامتلأت الشرايين والدماغ دخاناً مُظلماً مضطرباً يسوء منه حال العقل ويضعف فعله.
وللغضب آثار فيحصل تغيَّر اللون وشدة الرجفة في اطراف الغاضب وخروج الافعال عن الترتيب والنظام واضطراب الحركة والكلام واحمرار العين وخروج الزَّباد من الفم
ومن آثاره على اللسان انطلاقه بالشتم والفحش وقبح الكلام بحيث يخجل الانسان منه اذا كان هادئاً ومن الآثار على الاعضاء ضرب الآخرين والهجوم عليهم وقد يصل إلى حد قتلهم ولكن بعد فتور الغضب يعرف المرء خطورة ما جنى على نفسه
ومن آثاره على القلب: الحسد والحقد على الآخرين والعزم على افشاء سرهم وحتى وان كتم الغاضب غضبه لعدم استطاعته الاستمرار في الغضب تحوَّل ذلك إلى حقد دفين في قلبه يؤدي به إلى كره المغضوب عليه واستغابته وهتك اسراره وقطيعته والاستهزاء به.
هذا وان من أهم اسباب الغضب حب الذات ويتفرع عنه حب المال والجاه والشرف والنفوذ والتسلط وهذه كلها تتسبب في اشعال نار الغضب
فالمُبتلى بحب ذاته يهتم بهذه الامور كثيراً ويكون لها في دواخل ومكامن نفسه مكان رفيع فإذا اتفق ان واجه المرء بعض الصعوبات والمشاق في واحدة منها أو احس بأن هنالك مَنْ ينافسهُ فيها تصيبهُ حالة من الغضب والهيجان دون سبب ظاهر
فلا يبقَ مالكاً لزمام نفسه بل يستولي عليه الطمع وسائر الرذائل الناجمة عن حب الذات والجاه وتقوده لتُخرج اعماله واقواله عن قيود العقل وقنوات ومسارات الشرع المرسومة
ولكن الانسان إذا لم يكن ذو تعلق شديد واهتمام واسع بهذه الامور فإن هدوء النفس والطمأنينة المتأتية من مُجانبة حب الجاه والمقام وباقي فروعه تمنع النفس من ان تخطو خطوات مُتقاطعة مع العدالة والرويَّة.
يُضاف لذلك اسباب اخرى للغضب منها العُجب والزهو والكبرياء والمراء والعناد والمزاح..
ومنشأ الغضب نابع من ضعف النفس وتزلزلها وقلة الايمان وعدم الأعتدال في المزاج وفي الروح وحب الدنيا والغرق في الماديات ومَنْ كانت فيه رذائل خلقية كان اسرع إلى الغضب ممنْ فيهم فضائل خلقية
والغاضب الذي تعصف به ثورة غضبه يكون شبيهاً بالمجنون الذي فقد عنان عقله ويكون عندها كالحيوان المفترس الذي لا تهمُه عواقب الامور فيهجم دون إعمال فكره أو احتكامه إلى العقل فيسلك سلوكاً مذموماً وقبيحاً يفقد سيطرته على لسانه ويده وسائر اعضائه.
ومن اللازم توضيح علاج الغضب فقد ورد عن الإمام أبي جعفر عليه السلام (3) قوله: " *ان هذا الغضب جمرة من الشيطان تُوقد في قلب ابن آدم وان احدكم إذا غضب احمَّرت عيناه وانتفخت اوداجه ودخل الشيطان فيه فإذا خاف احدكم ذلك من نفسه فليلزم الارض فإن رجز الشيطان يذهب عنه عند ذلك*"
وأيضا فقد ورد عن الإمام محمد الباقر عليه السلام قوله: " *ان الرجل ليغضب فما يرضى ابداً حتى يدخل النار، فأيما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك فأنه سيذهب عنه رجز الشيطان، وأيما رجل غضب على ذي رحم فليدنُ منه فليمسهُ فأن الرحم إذا مُست سكنت*" (4)
*↩️ يتبع...*
(1) المصدر/ غرر الحكم ص302 ح 6892
(2) المصدر/ الكافي ج2 ص305 ح13.
(3) المصدر/ اصول الكافي/ المجلد الثاني/ كتاب الايمان والكفر/ باب الغضب ح12.
(4) المصدر/ اصول الكافي/ المجلد الثاني/ كتاب الايمان والكفر/ باب الغضب ح2.