/ رؤى وحوارات في الأدب والفن والثقافة /
عندما يتصل السؤال برؤية فنية وفكرية لابد أن يلج العمق الموضوعي ، يرى بعض المفكرين أن السؤال جزء من الحياة ، ويعرض الرؤية عبر السؤال ؛ سؤال الناقد عبد الحسين خلف الدعمي ، كم من الخصائص الفكرية التي تحمل جواب مثل هذا السؤال ، وقيم التحليل وخبايا الكثير من الاسئلة التي أجاب عليها لأن السؤال كان من متعلقات البحث ، هل تكفي الموهبة وحدها ؟ يأخذنا الى أسلوب الذات الشعرية لمعرفة المكونات الجمالية العامرة بجمالية الكثير وأهمية الحقل الدلالي ، الموهبة بحاجة الى الرعاية والتهذيب ، سعى الناقد عبد الحسين الدعمي لعرض مسألة في غاية الأهمية تغافلها المشهد الشعري ، المزدحم بأصوات ومفاهيم ورؤى ، هل يستطيع الشاعر ان يمتلك البصيرة التي من خلالها يعرف تأثيره في المشهد الشعري العام ؟ في قراءة مهمة واعية مثقفة عن مجموعة ( شدو القرى ) للشاعر الشيخ كريم حسين وتجلت في هذه القراءة الرؤى النقدية القادرة للولوج الى خبايا النص من خلال تلك الرؤى ، فهو يرى أن الشاعر الشيخ كريم شاعراً مجيداً بالرغم من خروجه على البناء الفني للقصيدة ، ومثل هذا التقييم يحتاج الى مفاهيم معرفية ، تكشف مميزات النص أو بؤر التقييم النقدي فهو يرى إنه محاولات لمجاراة الأقدمين ، ومع هذا فهو لن يخرج عن المخيال الذاتي للواقع ، أي المعنى المكون لحيثيات شعرية ، والرؤى الفكرية العامرة ، والاسقاطات التي وقع فيها هو في غنى عنها كونه يمتلك القدرة التي تستطيع اجتياز تلك الاسقاطات ، فهو ذاق ذرعاً بالميراث وكذلك في قصيدة الشعر المنثور ؛ لانه ما زال دون ضوابط تحكم مساراته
**
اولاً .... وجود تلك الاسقاطات لم تشكل وهناً في شاخص المجموعة شدو القرى
****
ثانياً .... الالتزام بالاشكال القائمة ليس ملزما
****
ثالثاً .... تحرك المجسات الشعرية بحراك كيفي يدل على ثقافته الواسعة ، وهذا يدل على امتلاك الشاعر لرؤى الاستقطاب الجمالي أي خلق بؤر التأثير بقوة ،
ويبقى السؤال ندياً في خضم تساؤلات الرؤية كيف يتعامل الشاعر مع التأريخ؟
الشاعر لا يرى التأريخ بعين المؤرخ ، وإنما يتبع خلخلة التتابع والمنطق من أجل استخلاص ما يراه رؤية أبصرت الواقع ، والناقد عبد الحسين الدعمي يرى الشاعر الشيخ كريم حسين قد غادر التأريخ واسقطه من خلال تعميم القصيدة لكي لا تقف عند حدود زمن ما ، وأعتقد أن المتخيل الشعري يؤدي الى حرية الشاعر في التعامل مع التأريخ ، وهذه الحرية تصل بالشاعر الى الإعتماد على نقاء الصورة ، و تصل بنا التساؤلات الذكية الى ثنائية الوعي ــــ اللاوعي وبطبيعة الحال إن ناقدنا الدعمي يرى إن اللاوعي واللامعقول لا علاقة لها بالشعر ، لينتهي التشخيص الى إن الشاعر الشيخ كريم حسين يشتغل على الايحائية العالية لكن جميع تلك الايحائية في منطقة الوعي والإدراك ،