إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هؤلاء بناتي/ السيدة زينب (عليها السلام) وتحديات المواجهة ايلاف سعدي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هؤلاء بناتي/ السيدة زينب (عليها السلام) وتحديات المواجهة ايلاف سعدي


    قالت مولاتنا زينب (عليها سلام الله) ملخصة جميع الأحداث المأساوية التي مرت في طف كربلاء بجملة واحدة: ((ما رأيت إلا جميلا))، عُدّتْ هذه الجملة من النصوص الخالدة التي تكشف فضائل وسمات هذه القائدة المحمدية التي واجهت الحكومة الطاغوتية بصوتها القوي، وهي أسيرة في عرش ابن زياد، ردّت شماتة امير ظالم، لتكون علامة من علامات النصر الروحي والمعنوي: ((ما رأيت الا جميلا، هؤلاء القوم كُتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم)).
    ولم يبقَ امام الطغاة سوى ترحيل قوة هذه الجملة القيادية من مفهوم المواجهة ومن القوة التي هزت ابن زياد وهزت أصحاب العروش والكروش التي تعيش على موائد الطغاة من المؤرخين الذين حذفوا عبارة (ما رأيت الا جميلا) كما حذفوا الكثير من فضائل المواجهة التي أصبحت مولاتي زينب (عليها السلام) عنواناً من عنوانات وحدة التألق.
    كانت تقود الركب الحسيني في عدة جهات وبرؤى مدروسة، أولها أن توصل الأمانة لبقاء الإرث الحسيني وتحافظ على حياة السجاد (عليه السلام)، وسعت الى تحويل هذه التصفية القاسية من ادراج عجرفة السلاطين؛ كي لا يجعلها الرواة انكساراً للحسين (عليه السلام) ونصراً أموياً مرفوع الرأس بوهمهم.
    وكانت المواجهة الزينبية تعمل لتحويل الانكسار الى تضحية، وبهذا تعطي المجد لواقعة الطف، وتزين هذه الثبات بمعالم الانتصار، وتبقى جملتها في عالم الخلود: ((اللهم تقبّل منا هذا القربان)).
    مشهد يكشف الكثير من صلابة هذه المرأة, كلمات قليلة لكنها تعطينا عمق المغزى، الغريب في هذا الامر والذي ادهشني ان ينظر بعض الكتاب الى ان مرض السجاد (عليه السلام) كان سبباً في انصراف الأعداء عن قتله؛ لأنهم كانوا يرونه مريضا واحتمالات موته قائمة, المسألة لو كانت بهذا الشكل، لرحموا الطفل الرضيع (عليه السلام) وما ذبحوه بهذه الطريقة البشعة، لكن نجاة الامام السجاد يحسب الى مقدرة الهية، وشأن من شؤون المعجزات، وتحسب لقوة المواجهة الزينبية للدفاع عن حياته، ودعم وجوده الذي سيبقي سلالة الخير وتبقى ذاكرة المواجهة الرائدة هي الجملة التي وجهتها للشمر: ((حسبك ما أبديت من دمائنا، والله لا أفارقه، فإن عزمت على قتله فاقتلني قبله)).
    يرى بعض الكتاب ان واقعة كربلاء أظهرت جوهر شخصية السيدة زينب (عليها السلام) وكشفت عن عظيم حكمتها ومكانتها القيادية, فهل برزت زينب (عليها السلام) عن طريق مواجهة غير معلومة، هكذا مفاجئة، أم أُعدّت هذه المرأة اعداداً رسالياً، هذه المرأة التي سماها الله تعالى زينب وقال جبرائيل (عليه السلام): ان حياتها مقرونة بالجهاد وكان شرط من شروط زواجها من عبد الله بن عباس هو حضورها الواقعة في .
    دور مرسوم ان لا تنتهي المواجهة الحسينية عند مقتل الحسين (عليه السلام) بل أرادها الله تعالى ان تستمر على يد زينب، لتحول قبح القتل الى جمال الصمود والتحدي الرسالي لتسقط هيبة العروش الزائفة.
    استنكرت وخلدت مواجهتها وعرفت العالم حاضرا وتاريخا بجريمة التواريخ، وكشفت للناس الزيف والكفر، فحولت العرش الى مواجهة انقلاب مفاجئ أفقد يزيداً السيطرة وهذا العمل قرّب لنا صورة حماية الثورة الحسينية.
    نجحت قائدة الركب الحسيني، وجعلت كل كلمة من كلماتها درسا للقيادة والثورات بعدما هدمت جميع صروح العرش الاموي إعلامياً، ومات العرش معنوياً، ومن المواقف القيادية الرائعة التي أقدمت عليها قيادة زينب (عليها السلام) انها رفضت أن تترك أي متنفس لهم قد يشيعه اتباعهم بمكر في غد كتعويض قبلتْهَ زينب، فلذلك رفضت قبول أي تعويض مادي، بل وبّخت السلطة على مثل هذا التفكير، وهذه الحقيقة لا بد أن يُسلط عليها الضوء كنهج من منهج القيادة الزينبية، رفضوا المال ورفضوا أي عذر أراد به يزيد ان يبعد المسؤولية عن نفسه، ورفضوا خيار البقاء قرب العرش كما طلب الطاغية يزيد منهم.
    هناك مسألة مهمة حيث اثارها بعض المؤرخين بإشاعة القضايا البسيطة باعتبارها منجزاً ليزيد تخفيفا من حدة المواجهة، وتقليلا من أهمية انتصار القيادة الزينبية حيث يدعي هذا البعض ان يزيداً ارسل معهم الجند للمحافظة عليهم، نحن نرى ان المحافظة جزء من مسؤولية لا جميل فيها، والمهم انها غير حقيقية، بل كانت حماية الجند لغرض عزلهم عن الناس، وابعاد تأثيرهم القيادي على الناس، وهذا ما يخشاه يزيد، لذلك كان امر الخشية طبيعيا ان يهتدي الناس بهدي اهل البيت (عليهم السلام) وكان هذا الخوف مرعبا بالنسبة للسطلة الاموية.
    وحين وصلت (سلام الله عليها) المدينة مسكت باب المسجد المحمدي وقالت: يا جداه اني ناعية اليك اخي الحسين، وكأنها تبلغه تمام ما انجز من المهمة المكلفة بها حسب نبوءة جدها المختار ولتستمر بالمواجهة حيث كان بعض الولاة الامويين يعتبرون مجرد وجودها الشخصي هو عملية استنهاض الثورة، فيتهمونها بالتحريض الثوري.
    لنتأمل الى أي مدى كانت هذه القيادة مؤثرة في المجتمع، خرجت مرة مسبية، ومرة أخرى منفية، ويودعها نساء بني هاشم, عروش دموية تخشى من قيادة زينب (عليها السلام) هذه القيادة التي رفعت رأس التاريخ عاليا، بشموخ الصبر والتصابر وقوة الإرادة.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X