إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ويسألونك عن الروح (حقيقة الروح)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ويسألونك عن الروح (حقيقة الروح)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    ومن الآيات التي وردت فيها كلمة الروح، في الإسراء: ﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾1. وردت هذه في سياق الإستفهام عن حقيقة الروح، وأجابت على ذلك بأنّ الروح (من أمر ربّي)2.

    في البداية لا بدّ من معرفة ما هي الروح التي وقع السؤال عنها، ثمّ نشرح ما هي حقيقتها وفقاً لهذه .
    إختلف المفسّرون في الروح التي وقعت محلاً للسؤال:
    1- فذهب فريق إلى أنّها الروح التي ذُكرت بعرض الملائكة في ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً﴾ وأمثالها3 فوقع السؤال عنها.
    2- وذهب فريق آخر إلى أنّ المقصود من الروح هنا القرآن نفسه، طبقاً لما ورد في آية أخرى:﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا﴾، ف بمعنى أنّهم إذا سألوك عن القرآن فقل هو من أمر ربّي، أي أمر نازل من عند الله.
    3- فيما ذكر فريق من المفسّرين أن المقصود هو جبرائيل. وهذا الفريق هو الفريق الذي ساوى بين الروح الأمين وروح القدس وبين جبرائيل، فالمراد معرفة ماهية جبرائيل.
    4- وثمة مجموعة أخرى تقول بأنّ المراد من الروح هنا الروح الإنسانيّة، التي ذُكرت في الآيات من قبيل: ﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي﴾.
    5- والرأي الأخير، وقد اختاره صاحب الميزان، يتبنّى أنّ السؤال عن الروح


    هنا ليس عن الروح بمعنىً خاصّ، بل عندما رأوا القرآن يذكر لفظة الروح كثيراً لم تتّضح لديهم، فسألوا عنها.
    وعلى أيّ حال فإنّ الجواب قد جاءهم: ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾. وهو جواب واقعيّ، فما هي حقيقته، وما هي الروح؟

    حقيقة الروح
    تبيّن معنا أنّ القرآن يجيب السائلين عن الروح بأنّها: (من أمر ربّي). وهذا التعريف يشتمل على جزءين، فهي أمر، وهي من الله، فما معنى ذلك؟
    أولاً: ما معنى أنّها من الله (تفسير نسبتها إلى الله).
    إذا أردنا أن نعرّف شيئاً فتارة نعرّفه بأجزائه الذاتية أي التي يتكوّن منها، كأن نعرّف السجادة بأنّها مجموعة خيوط ملوّنة من القطن أو الصوف، ويسمّى هذا التعريف بالتعريف بالعلل الداخليّة (أي العلة المادية للشيء والعلة الصوريّة)، وأخرى نعرّف هذا الشيء بأمور خارجة عن ذاته، كالغاية والغرض الذي وُجد لأجله، بأن نعرّف السجادة بأنّها ما يُفرش ويستفاد منه بالجلوس، كما أنّه قد نعرّفه بفاعله، كأن نقول إنّها سجادة عجميّة من صناعة أهل يزد مثلاً، ويُسمّى التعريف بالغاية أو بالفاعل تعريفاً بالعلل الخارجية (أي العلّة الغائيّة والعلّة الفاعليّة).
    وليكون التعريف تامّاً فلا بدّ أن يتوفّر على بيان العلل الداخليّة والخارجيّة، فتُذكر أجزاؤه وتُبيّن غايته وفاعله.
    إذا عدنا إلى التعريف الذي ذَكَرَتْه ُ للروح نجد أنّها عرّفتها بأنّها شيء ناشئ من الله: ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾، فهي لم تذكر أجزاءها، لأنّها بسيطة لا أجزاء لها، ولم تبيّن غايتها، إذ ليس للروح غاية يمكن أن يعرفها السائل4.

    ثانياً: ما معنى كون الروح أمراً إلهيّاً؟.
    الأمر في القرآن5
    تارة يتحدّث القرآن عن (خلق الله)، وأخرى عن (أمر الله).
    حينما يعبّر القرآن بقوله (خلق الله) فالمنظور هو الإيجاد التدريجيّ، الذي يرتبط بعاملي الزمان والمكان، كما في خلق السماوات والأرض في ستة أيام- أياً كان المقصود من الأيّام الستّة-، وكما في تحوّلات النطفة في الرحم.
    أمّا حين يعبّر ب- (أمر الله)6 فالمقصود هو الوجود الدفعيّ، الذي لا محلّ للتدرّج فيه، فهو ينتسب إلى الله مباشرة من دون دخلٍ لعاملَي الزمان والمكان، ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾7، ﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾28، والمقصود أنّه لا محل للزمان والتدرّج وما شاكل في أمر الله، فقوله وفعله أي ما يريده عين الوجود وعين ما يوجده، دون أن تكون هناك لُبثة انتظار أصلاً..
    وقد اجتمع كلا المعنيين في قوله تعالى:﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾9.
    و هكذا نفهم المراد من قوله تعالى: ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾، فبالإضافة إلى أنها منسوبة إلى الله وحده، فإنّها من جنس أمره، وليست من جنس خلقه كالسماوات والأرض وباقي موجودات هذا العالم.
    ---------------------------

    1- الإسراء : 85.
    2- وليست في مقام النهي عن السؤال عن حقيقة الروح!.
    3- كهذه من النب:38, والآيات 4 و2 من سورتي القدر والنحل.
    4- فغاية الروح أن ترجع إلى الله، والسائل لا يعرف معنى العودة إلى الله.
    5- يسوق هذا الكلام العلامة الطباطبائي، وهو معنى موجود في كلمات آخرين سبقوه كما في كلمات الملا صدرا.
    6- يُنسب الأمر في القرآن أحياناً إلى غير الله، كنسبته إلى المتصدّين للشؤون، كما في "أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ"النساء: 59، وقد ينسبها إلى أشياء أخر.
    7- يس : 82.
    8- القمر: 50.
    9- الأعراف:54.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X