تويت
سافرت بروحي إلى ذلك اليوم يوم الحادي عشر من شهر شعبان المبارك سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة قبل مقتل عثمان بسنتين.
حيث كُنت امشي في ازقة المدينة المنورة، فمررت بجانب ذلك البيت المقدس البيت الذي ذكر في نص القرآن الكريم بقوله تعالى:
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
وقفت أنظر له فرأيت النور يعتلي من المنزل ويرتفع إلى عنان السماء كأن القمر قد سقط فيه، وبعدها فاحت من داخل البيت رائحة زكية كأنها رائحة المسك والعنبر
ثم فجأة رأيت جارية تعدو بسرعة وهي تقول وصل سيدي الحسين، بعدها خرجت سيدة طويلة القامة عليها هيبة ووقار الهاشميات، قامت بأستقبال الإمام الحسين عليه السلام بِوجهً مبتسم، ثم دخلوا سوية إلى الدار،
ودخلت أنا معهم، فنادت السيدة الجليلة على واحدة من النساء اللاتي كُن يجلسن في حجرة صغيرة من حجر البيت، وقالت هاتيه الينا،
ما لَبَثت سوى لحظات حتى تقدمت المرأة نحوهم وهي تحمل شيءً بين يديها،
دققت النظر جيداً فوجدتها تحمل بين يديها رضيعاً ملفوفٌ بخرقة بيضاء يسطع نوراً، لكن الغريب في الأمر أنها كانت كُلما اقتربت ازدادت رائحة المسك
حتى وقفت بالقرب منهم، ثم سلمت المولود إلى السيدة الجليلة فقامت هي الأخرى بوضعه بين يدي الإمام الحسين، فاستقبله عليه السلام، وشمه في نحره، وقبله بين عينيه، ثم أذَّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ثم نظر عليه السلام في وجه ولده مطولاً وقال، أسميتك علي فعلمت انه علي الأكبر عليه السلام،
علي الأكبر ذلك البطل المغوار الذي قال عنه سيد الشهداء انه كان كلما اشتاق إلى رؤية النبي صلى الله عليه وآله، نظر الى ولده الأكبر، وهو القائل في وصفه عليه السلام أشبهُ النّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسول الله (صلى الله عليه وآله) فعاد بي الزمن إلى الحاضر وكان فجر المولد المبارك قُبيل الأذان قمت فتوضأت وصليت صلاة الزيارة ورفعت يدي بالدعاء ثم توجهت بعدها لقراءة زيارة الإمام الحسين وعلي الأكبر عليهما السلام وحمدت اللّٰه وأثنيت عليه
