إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا أكدت الروايات على زيارة الامام الحسين عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا أكدت الروايات على زيارة الامام الحسين عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    عندما نقرأ الروايات نجد تركيز غريب وشديد من الأئمة على الحسين أكثر من غيره، من الإمام الباقر وحتى الإمام العسكري، روايات كثيرة تركز على الحسين من بين الأئمة الآخرين، لماذا؟!

    الإمام علي أفضل من الحسين وهو أبوه، والإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة، لماذا التركيز على الحسين؟ عندما نقرأ الروايات الشريفة التي تحث على زيارة الحسين، عن الإمام الباقر: ”مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين فإن الإتيان لقبره يزيد في الرزق ويمد في العمر، ويدفع مدافع السوء“

    وعن الإمام الصادق : ”إن قبر جدي الحسين روضة من رياض الجنة فزوروه“

    وعن الإمام الكاظم : ”من زار الحسين عارفاً بحقه غفر الله له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر“

    وعن الإمام الرضا : ”من زار الحسين بشط الفرات كان كمن زار الله في عرشه“.

    هذه الروايات الكثيرة في زيارة الحسين لماذا؟ ما هي الميزة؟ لماذا لم تأتي هذه الروايات في زيارة الإمام علي، أو الإمام الحسن أو في زيارات بقية الأئمة؟! لماذا الحسين؟

    أو عندما نقرأ روايات البكاء، يقول الإمام زين العابدين : ”من فاضت عيناه لقتل الحسين بوأه الله من الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً<“

    والإمام الصادق يقول للفضيل بن يسار: يا فضيل أتجلسون وتتحدثون؟ قلت: بلى سيدي. قال: ”تلك المجالس أحبها فأحيوا فيها أمرنا، يا فضيل من ذكرنا أو ذُكرنا عنده ففاضت عيناه ولو بمقدار جناح ذبابه غفر الله ذنوبه“.

    عن الإمام الرضا : ”يا ابن شبيب إن كنت باكياً فابك الحسين“.

    وقال: ”من ذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبكِ عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يُحيا فيه ذكرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب“.

    لماذا الحسين؟ معناه أن للحسين خصوصية وإلا لماذا هذه الروايات وهذا الحشد من الأحاديث في الحسين، ولأن معركة كربلاء ما سبقتها معركة ولا لحقتها معركة، معركة متميزة بكل الصور، معركة كربلاء جمعت أهداف لم تجمعها معركة قبلها، لا معركة بدر التي خاضها الرسول ولا معركة صفين التي خاضها الإمام أمير المؤمنين علي ، معركة متميزة بكل المعاني، ومن الأهداف التي جمعتها كربلاء هي:

    الهدف الأول: أن يوم كربلاء يوم إعزاز للدين والمسلمين، لو خضع المسلمون ليزيد لكان إذلالاً لهم إلى يومنا الحاضر، أراد الحسين أن يبقى الإسلام عزيزاً وأن يبقى المسلمون بعزة، كما قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8] ولو استدعى الأمر قتل النفوس وإراقة الدماء، وسبي النساء، وذبح الأطفال، عزة الإسلام أهم من ذلك كله، أراد الحسين أن يحتفظ الإسلام بعزته وكرامته وشرفه اللامع، فأقام هذه المعركة الدامية ولذلك قال: ”هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون“.

    الهدف الثاني: تربية المجتمع الإسلامي على رفض الظلم والمطالبة بالعدالة، كيف يمكن للإيمان أن يربي المجتمع؟ أراد الحسين أن يربي المجتمع تربية عملية وسلوكية على رفض الظلم والمطالبة بالعدالة، فلذلك نادى بهذا النداء: ”ألا وإني لا أرى الموت إلى سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما“ امتثالاً لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ﴾ [النحل: 90] وقال تبارك وتعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: 8] الحسين جسد المطالبة تجسيداً عملياً.

    الهدف الثالث: الحفاظ على منصب الإمامة، منصب الإمامة ليس منصب بسيط، وهنا فرق بين المنهج العلوي والمنهج الأموي، المنهج العلوي يرى أن الإمامة منصب خطير جعله الله تبارك وتعالى لصفوة أوليائه في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة: 55] وقال رسول الله يوم غدير خم: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

    المنهج العلوي يرى أن الإمامة منصب من الله وهو منصب خطير لأهل البيت صلوات الله عليهم، بينما المنهج الأموي يقول أن الإمامة بالوراثة أو ببيعة مجموعة من الناس، أو بشورى مجموعة من الناس تتم الإمامة، إذن بين المنهجين بون شاسع، الحسين بإصراره على معركة كربلاء أراد أن يبين خطورة منصب الإمامة، ما قام الحسين بثورته إلا للحفاظ على منصب الإمامة، وما أطلق الحسين صرخته إلا لبيان أن منصب الإمامة منصب يستحق أن يصان وأنا لا يدنس ويلوث، لذلك قال : ”ولعمري ما الإمام إلا القائم بالقسط الدائن بالحق، الحابس نفسه على ذات الله“.

    الهدف الرابع: فضيحة الجريمة الأموية، لو سكت الأئمة لما انتبه الناس إلى الجريمة التي ارتكبها الأمويون يوم كربلاء، أبادوا نسل النبي يوم كربلاء، لم يبق من آل الرسول إلى علي بن الحسين لأنه كان مريضاً، والحسن بن الحسن المثنى كان جريحاً فأخذه أخواله لرعايته وإلا جميع آل الرسول من الذكور قتلوا يوم عاشوراء، وهذا ما قاله الحسين بن علي صلوات الله عليه: ”ثم إنكم زحفتم على ذريته تريدون قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم“.

    إذن أراد الباقر، والصادق والكاظم والرضا والهادي والعسكري من الأحاديث الكثيرة التي تركز على الحسين وعلى مظلوميته وزيارته فضح الجريمة الأموية، وأن لا ينساها التاريخ مدى الدهر؛ أن بني أمية ارتكبوا أعظم جريمة في كربلاء؛ وهي إبادة عترة النبي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

    الهدف الخامس: كربلاء خلاصة الأنبياء والمرسلين والأوصياء، إذا قرأت زيارة الحسين: «السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ»
    الحسين ورث الأنبياء والمرسلين والأوصياء؛ أي أن كل معارك الأنبياء والأوصياء تجسدت يوم كربلاء؛ أي أن معركة كربلاء تطبيق عملي لكل القيم والأهداف التي طلبها الأنبياء والمرسلون تحققت يوم كربلاء.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X