🍃 العبادة والعبودية لله عز وجل☀️
1️⃣ الجزء الأول
العبادة تعني الطاعة لله مشفوعة بحمد الله تعالى، والتعبير عما يموج في قلب العبد من الحب لله عز وجل، والاعتراف الواعي بربوبية خالق الوجود، وفي أجواء العبادة والعبودية لله سبحانه، تزول الأصداء العالقة بالقلوب، ويشرق النور الإلهي، وتتجلى فلسفة الخلق وهدفية الوجود؛ إن العبادة هي دخول حصن منيع، والتمسك بحبل متين بغية التقرب إلى الله سبحانه. يقول الإمام الرضا عليه السلام، راويًا عن جده صلى الله عليه وآله:
«أخبرني جبرئيل الروح الأمين عن الله تقدست أسماؤه وجلّ وجهه، قال: إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي؛ عبادي فاعبدوني، وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله مخلصًا بها أنه قد دخل حصني، ومن دخل حصني أمن عذابي.»(١)
وفي العبادة الحقيقية تكمن روح الولاء والعبودية في رحاب الله بارئ الوجود، والرضا بما يقضي ويقدّر، والطاعة لأئمة الدين عليهم السلام. وفي حديث شريف يعتبر الإمام الرضا عليه السلام أن العبادة على سبعين وجهًا، حيث يقول:
«... أن العبادة على سبعين وجهًا فتسعة وستون منها في الرضا والتسليم لله عز وجل ولرسوله ولأولي الأمر صلى الله عليهم.»(٢)
للعبادة تجليات عديدة، منها الذكر الدائم في قلب الإنسان. فذكر الله تعالى يفجّر ينابيع الخير، وينير القلب، ويصفّي نفس الإنسان، وينقذها من الوقوع في أسر الدنيا، الأمر الذي إليه تعود أخطاء الإنسان وزلاته كلها. جاء في الأثر عن الإمام الرضا عليه السلام:
«كل ما ألهى عن ذكر الله، فهو من الميسر.»(٣)(٤)
📚 ١. الأمالي ٥٨٨
📚 ٢. بحار الأنوار ٢١٢:٢
📚 ٣. الأمالي ٣٣٦
📚 ٤. رحلة مع الشمس ٦٤