بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ اللهِ وَبَرَكآتُهْ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ اللهِ وَبَرَكآتُهْ
عليُّ بنُ الحُسينَ بنِ أبي طالبٍ (عَلَيْهِم اَلسَّلاَمُ) ، زينُ العابدينَ و السَجَّادُ (أبو الحسنِ وأبو مُحَمَّدٍ) ، إسمُ الأمِّ : (شهرُبانويه أو شاهُ زنانٍ ) بِنتُ يَزدَجَر ، الولادةُ : 5 شعبان 38 هـ
العمرُ الشَّريفِ : 57 سنة ، الإمامةُ : 34 سنة، شهادتُهُ: السَّبتُ 25 محرم 95 هـ.
هُوَ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَاحِد مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ وَابْنِ الْحُسَيْنِ سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَلَهٍ مِنَ الْفَضْلِ وَالْعِلْمِ مَا لَا يُنْكِرُهُ أَحَدُ. بَرَزَ عَلَى الصَّعِيدِ العلمي والديني، إِمَامًا فِي الدِّينِ وَمَنَارًا فِي الْعِلْمِ، وَمَرْجِعًا وَمَثَلًا أَعْلَى فِي الْوَرَعِ وَالْعِبَادَةِ وَالتَّقْوَى حَتَّى سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ جَمِيعًا فِي عَصْرِهِ بِأَنَّهُ أَفْقَهُ أَهْلِ زَمَانِهِ وَأَوْرَعُهُمْ وَأَتْقَاهُمْ. فَقَالَ الزهري، وَهُوَ مِنَ مُعَاصِرِيهِ : « مَا رَأَيْتُ قرشيًا أَفْضَلُ مِنْهُ »، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَهُوَ مِنَ مُعَاصِرِيهِ أَيْضًا : « مَا رَأَيْتُ قَطُّ أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ »، وَقَالَ الْإِمَامُ مَالِكَ : « سُمِّيَ زَيْنِ الْعَابِدِينَ لِكَثْرَةِ عِبَادَتُهُ »، وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ « مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيًّا أَفْضَلَ مِنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ وَلَا أَفْقَهُ مِنْهُ »، وَعْدَهُ الشَّافِعِيُّ أَنَّهُ : « أَفْقَهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ » .
عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ اَلْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: ( كَانَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَدِ اِتَّخَذَ مَنْزِلَهُ مِنْ بَعْدِ مَقْتَلِ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَيْتاً مِنْ شَعْرٍ وَ أَقَامَ بِالْبَادِيَةِ فَلَبِثَ بِهَا عِدَّةَ سِنِينَ كَرَاهِيَةً لِمُخَالَطَتِهِ اَلنَّاسَ وَ مُلاَبَسَتِهِمْ وَ كَانَ يصير [يَسِيرُ] مِنَ اَلْبَادِيَةِ بِمَقَامِهِ بِهَا إِلَى اَلْعِرَاقِ زَائِراً لِأَبِيهِ وَ جَدِّهِ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ وَ لاَ يُشْعِرُ بِذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ )، إقبالُ الأعمالِ ، ج1 ، ص470.
إنَّهُ تَصَرفٌ غريبٌ في طُولِ تاريخِ الإمامَةِ، لمْ نجدُ لَهُ مثيلاً، لَكنَّهُ - كمَا تكشِفُ عنْهُ الأحداثُ المُتَتَاليَةُ-عملٌ عظيمٌ يَنُمُّ عنْ حِنكَةٍ سياسيَّةٍ، وتدبيرٍ دقيقٍ للإمامِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ).
فإذا كانَ الإمامُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يعيشُ خارجَ المدينةِ، وكانَ ينزلُ الباديَةَ:
فإنَّ الدَّولةَ لَا تتمكنُ مِنْ إتهامِهِ بشئٍ يحدثُ في المَدينةِ، ويكونُ منَ العَبَثِ مُلَاحقَتَهُ ومُلَاحظتَهُ، في مَحلٍ مَكشوفٍ مِثلَ الباديَةِ !
وأمَّا هو (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): فخَيرٌ لَهُ أنْ يتخذَ مُنتجعَاً مؤقتَاً بَعيداً عنِ النَّاسِ، حتَّى تَهدأ الأوضاعُ وتَستَقرُّ، وتعودُ المياهُ إلَى مجاريهَا.
وبعيداً عنِ النَّاسِ، للإستجمَامِ، ولِإستجماعِ قُواهُ ، كَي ينتعشُ مِمَّا أبلاهُ في سَفرِهِ ذَلكَ مِنَ النَّصَبِ والتَّعبِ، لِيتمكَنَ مِنْ مُداومَةِ مَسيرَهِ - بعدَ ذلكَ - بقوَّةٍ وجِدٍّ .
وهو (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) بحاجةٍ بعدَ ذلكَ العَناءَ والضَنَى إلَى راحةٍ جسديَّةٍ، وهدوءِ بالٍ وخاطرٍ، حتَّى يَبرأَ مِنْ مَرضِهِ أو يداوي جِراحاتَهُ .
ثُمَّ، إنَّ المدينةَ الّتي دَخلَهَا الإمامُ السَّجادُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وهو غُلامٌ إبنُ (23) سنةٍ - أو نحوَ ذلكَ - لَمْ تَكنْ لِتَعرِفَ للإمامِ مَكانَتَهُ كإمامٍ، وهو - بَعدُ - لَمْ يُعاشِرَهُم، ولَمْ يُداخلَهُم، ومَا تداولوا حديثَهُ، ولمْ تظهرُ لَهُم خصائصَهُ، كَي ينطلقوا مَعَهُ كقائمٍ بالإمامَةِ !
ولعدمِ وجودِ العَدَّدِ اللَّازمِ مِنَ الأعوانِ والأنصارِ، بالقَدَرِ الكَافي لإعدادِ حركةٍ
مُستقلَةٍ يُعلنُهَا الإمامُ، وحفاظاً علَى العَدَّدِ الضَّئيلِ البَاقي علَى ولائِهِ للإمَامِ
فقدْ بَنَى الإمامُ زينُ العابدينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) سياستَهُ، في إبتداءِ إمامتِهِ علَى أساسِ الإبتعَادِ عنِ النَّاسِ، ودعوتِهِم إلَى الإبتعادِ عنْهُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَم) .
وقد أعلنَ الإمامُ عنْ هذهِ السِّياسَةِ، في أولِ لقاءٍ لَهُ معَ مجموعةٍ مِنْ شيعتِهِ ومواليِهِ في الكُوفَةِ، عندمَا عرضوا عليْهِ ولاءَهُم، وقالوا لَهُ بأجمعِهِم: نحنُ كُلُّنَا يا بنَ رسولِ اللهِ، سَامعونَ، مُطيعونَ، حافظونَ لِذمامِكَ، غيرَ زاهدينَ فيكَ ولَا راغبينَ عنْكَ، فمُرنَا بأمرِكَ، رَحِمَكَ اللهُ، فإِنَّا حربٌ لحربِكَ، وسلمٌ لِسلمِكَ، لنَأخذَنَّ تَرتَكَ وتَرتَنَا مِمَّنْ ظلمكَ وظَلَمنَا.
لكنَّ الإمامَ وهو العارفُ بِمُجرياتِ الإمورِ وشِدَّةِ السُلطَةِ عَليْهِ وعَلَى الشِّيعَةِ وقدْ تَحَدَثَ معَهم بِحَديثٍ أرادَ بِهِ أنْ يُذكِرهُمْ بِخُطبتِهِ في الكُوفةِ وهيَ كَمَا ورَدَتْ في الرِّواياتِ :
ثُمَّ إِنَّ زَيْنَ اَلْعَابِدِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَوْمَأَ إِلَى اَلنَّاسِ أَنِ اُسْكُتُوا فَسَكَتُوا فَقَامَ قَائِماً فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ ذَكَرَ اَلنَّبِيَّ وَ صَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: ( أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ أَنَا اِبْنُ اَلْمَذْبُوحِ بِشَطِّ اَلْفُرَاتِ مِنْ غَيْرِ ذَحْلٍ وَ لاَ تِرَاتٍ أَنَا اِبْنُ مَنِ اُنْتُهِكَ حَرِيمُهُ وَ سُلِبَ نَعِيمُهُ وَ اُنْتُهِبَ مَالُهُ وَ سُبِيَ عِيَالُهُ أَنَا اِبْنُ مَنْ قُتِلَ صَبْراً وَ كَفَى بِذَلِكَ فَخْراً أَيُّهَا اَلنَّاسُ نَاشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ كَتَبْتُمْ إِلَى أَبِي وَ خَدَعْتُمُوهُ وَ أَعْطَيْتُمُوهُ مِنْ أَنْفُسِكُمْ اَلْعَهْدَ وَ اَلْمِيثَاقَ وَ اَلْبَيْعَةَ وَ قَاتَلْتُمُوهُ وَ خَذَلْتُمُوهُ فَتَبّاً لِمَا قَدَّمْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ سَوْأَةً لِرَأْيِكُمْ بِأَيَّةِ عَيْنٍ تَنْظُرُونَ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِذْ يَقُولُ لَكُمْ قَتَلْتُمْ عِتْرَتِي وَ اِنْتَهَكْتُمْ حُرْمَتِي فَلَسْتُمْ مِنْ أُمَّتِي قَالَ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ اَلنَّاسِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ وَ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ هَلَكْتُمْ وَ مَا تَعْلَمُونَ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَحِمَ اَللَّهُ اِمْرَأً قَبِلَ نَصِيحَتِي وَ حَفِظَ وَصِيَّتِي فِي اَللَّهِ وَ فِي رَسُولِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ فَإِنَّ لَنَا فِي رَسُولِ اَللَّهِ أُسْوَةً حَسَنَةً فَقَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ نَحْنُ كُلُّنَا يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهُ سَامِعُونَ مُطِيعُونَ حَافِظُونَ لِذِمَامِكَ غَيْرَ زَاهِدِينَ فِيكَ وَ لاَ رَاغِبِينَ عَنْكَ فَمُرْنَا بِأَمْرِكَ يَرْحَمُكَ اَللَّهُ فَإِنَّا حَرْبٌ لِحَرْبِكَ وَ سِلْمٌ لِسِلْمِكَ لَنَأْخُذَنَّ يَزِيدَ وَ نَبْرَأُ مِمَّنْ ظَلَمَكَ وَ ظَلَمَنَا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أَيُّهَا اَلْغَدَرَةُ اَلْمَكَرَةُ حِيلَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ شَهَوَاتِ أَنْفُسِكُمْ أَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ كَمَا أَتَيْتُمْ إِلَى آبَائِي مِنْ قَبْلُ كَلاَّ وَ رَبِّ اَلرَّاقِصَاتِ فَإِنَّ اَلْجُرْحَ لَمَّا يَنْدَمِلْ قُتِلَ أَبِي صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ بِالْأَمْسِ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ مَعَهُ وَ لَمْ يَنْسَنِي ثُكْلُ رَسُولِ اَللَّهِ وَ ثُكْلُ أَبِي وَ بَنِي أَبِي وَ وَجْدُهُ بَيْنَ لَهَاتِي وَ مَرَارَتُهُ بَيْنَ حَنَاجِرِي وَ حَلْقِي وَ غُصَصُهُ يَجْرِي فِي فِرَاشِ صَدْرِي وَمَسْأَلَتِي أَنْ لاَ تَكُونُوا لَنَا وَ لاَ عَلَيْنَا )، بحارُ الأنوارِ ،ج45 ،ص112.
ويبدو أنَّ هذا الإجتماعُ كانَ بعدَ عودةِ الإمامِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مِنَ الشَامِ إلَى الكُوفةِ أو في بعضِ أسفارِهِ السِّريَّةِ إلَى العراقِ!.
إنَّ الإمامَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أخذَ عليهِم، سائلاً، أنْ يأخذوا في تلكَ الفَترَةِ جانبَ الحَيادِ تجاهَ أهلِ البيتِ (عَلَيْهِم اَلسَّلاَمُ) ، لَا لَهُم، ولَا عليهِم .
إذْ، لَو رأتِ السُّلطَةِ أدنَى تَجمُعَ حولَ الإمامِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، لَاتخذَتْ ذلكَ مُبرراً لَها أنْ تستأصِلَ وجودَهُ ومَنْ معَهُ، فإنَّ مِنَ الهَيِّنِ عليْهَا قَتلَ عليَّ بنَ الحُسينِ وهو ضعيفٌ، بعدَ أنْ قَتلَتْ الحُسينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وهو أقوَى مَوقعاً في الأمَّةِ !
كانَ مَغزى هذا التَّدبيرُ السِّياسيِّ المؤقتِ: أنْ لَا يبقَى الإمامُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) داخلَ المدينَةِ، حتَّى لَا تُلاحِقَهُ أوهامُ الدَّولةِ وتخميناتُ رجالِهَا وحتَّى يبتعدَ عنْ ظُنونِهِم السَّيئةِ، بَلْ خرَجَ إلَى فضاءِ البَاديَةِ المَفتوحِ، وخارجَ البلدِ، يسكنُ في بيتٍ مِنْ (شعر) ليرفعَ عنْ نفسِهِ سِهامَ الرَّيبِ، ويدفعُ عنْ ساحتِهِ إهتمامَ رجالِ الدَّولَةِ، الكوارثَ الّتي جَرتْ للشُّهداءِ
ولقدْ طالتْ هذهِ الحَالةُ (عِدَّةَ سِنين) حسبُ النَصِّ، ولَعَلَّهَا بدأتْ مِنْ سَنَةِ (61) عندمَا رجعَ أهلُ البيتِ إلَى المدينَةِ، وحتَّى نهايةِ سَنةِ (63) عندمَا إنتهتْ مجزرةُ الحَّرَةِ الرَّهيبَةِ
ويبدو أنَّ هذا الإجتماعُ كانَ بعدَ عودَةِ الإمامِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مِنَ الشَّامِ إلَى الكُوفَةِ أو في بعضِ أسفارِهِ السَّريَّةِ إلَى العِراقِ!.
وبهذا يمكنُ أن نُفَسِّرَ النَصَّ الواردَ في إعلامِ إمامَةِ عليِّ بنِ الحُسينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) المعروفِ بحديثِ الَّلوحِ الّذي رواهُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصاريِّ حيثُ جاءَ فيهِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ: ( إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ عَلَى نَبِيِّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) كِتَاباً قَبْلَ وَفَاتِهِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ هَذِهِ وَصِيَّتُكَ إِلَى النُّجَبَةِ مِنْ أَهْلِكَ قَالَ وَمَا النُّجَبَةُ يَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَوُلْدُهُ (عَلَيْهم السَّلام) وَكَانَ عَلَى الْكِتَابِ خَوَاتِيمُ مِنْ ذَهَبٍ فَدَفَعَهُ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلام) وَأَمَرَهُ أَنْ يَفُكَّ خَاتَماً مِنْهُ وَيَعْمَلَ بِمَا فِيهِ فَفَكَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلام) خَاتَماً وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلام) فَفَكَّ خَاتَماً وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلام) فَفَكَّ خَاتَماً فَوَجَدَ فِيهِ أَنِ اخْرُجْ بِقَوْمٍ إِلَى الشَّهَادَةِ فَلا شَهَادَةَ لَهُمْ إِلا مَعَكَ وَاشْرِ نَفْسَكَ لله عَزَّ وَجَلَّ فَفَعَلَ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى عَلِيِّ بن الحسين (عَلَيْهما السَّلام) فَفَكَّ خَاتَماً فَوَجَدَ فِيهِ أَنْ أَطْرِقْ وَاصْمُتْ وَالْزَمْ مَنْزِلَكَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ... الحديث )، الكافي ، الشيخ الكليني ، ج 1 ، ص 281.
فَسَلاٰمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ إسْتُشِهِدَ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا .