السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
++++++++++++++++++
جاء والد المحقق الاردبيلي إلى قناة يملأ قربته ماءً فرأى تفاحة تجري على الماء فأخذها و أكلها
ولكنه وقف فجأة يفكر كيف أكل التفاحة و لم يستأذن من صاحبها
فأخذ يعاتب نفسه على هذا التصرف الذي لا ينبغي صدوره منه
و لذا فكر في أن يمشي باتجاه معاكس لجريان الماء لعله يصل إلى صاحب التفاحة
فيسترضيه على أكله لها مشى مسافة حتى وصل إلى مزرعة التفاح
فلقي صاحب المزرعة و كان عليه سيماء الصالحين
فقال له: إن تفاحة كانت تجري على الماء في القناة فأخذتها و أكلتها أرجوك أرض عني!؛
أجابه الرجل: كلا لن أرضى عنك.
قال: أعطيك ثمنها.
قال: لا
و بعد الإصرار و الإلحاح الشديدين وافق صاحب المزرعة أن يرضَ عنه ولكن بشرط واحد!
قال الشاب: فما هو الشرط ؟
أجاب الرجل : عندي ابنة عمياء صماء خرساء مشلولة الأرجل
إذا وافقت أن تتزوجها أرضَ عنك وإلا فلا!
فلما رأى الشاب أنه لا سبيل إلى جلب رضاه إلا بالموافقة على هذا الشرط الصعب
دعاه إيمانه إلى الموافقة. و هو يندب حظه و يسترجع
(يسترجع : أي يقول إنا لله و إنا إليه راجعون ) على هذا البلاء العظيم جراء تفاحة.
مضت الأمور كما يريد أبو البنت و قرأ العقد و تزوج الشاب
وعند دخوله على عروسه فوجئ بعروس ذات قامة ممشوقة وهي في غاية الجمال
أنها مواصفات نقيضه للمواصفات التي ذكرها له أبوها .
فخرج الشاب مسرعا ( خشية حدوث خطأ في الزواج فتحدث له مشكلة أخرى
وإذا بالرجل ينتظره مبتسماً قال : خيراً إلى أين ؟
قال الشاب : إن البنت التي ذكرت لي وصفها ليست هي العروس التي دخلت عليها ؟!
أجابه الرجل : إنها هي .
لأني حينما وجدتك جاداً في جلب رضاي لأكلك تفاحة خرجت عن حيازتي
وسقطت في الماء و أخذها الماء مسافة بعيدة و جئت تطلب الحل
علمت إنك الشاب الذي كنت انتظره منذ أمد لأزوجه ابنتي الصالحة هذه.
ولقد قلت لك : إنها عمياء خرساء فلأنها لم تنظر ولم تكلم رجلا أجنبيا قط .
وقلت لك : إنها مشلولة فلأنها لم تخرج من المنزل لتدور في الطرق
وإنها صماء فلأنها لم تستمع إلى غيبة أو غناء
أليست هذه فتاة مؤمنة يستحقها شاب مثلك؟