الهي ماذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك

[عطر الولايه]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

حكى أن ملكة كانت محبة للناس وكانت قد فتحت أبواب قصرها أمام شعبها ، فكل من كانت له حاجة يريد قضاؤها كان يقصد الملكة .. وكانت الملكة لاترد لأحد حاجة ، فمن الناس من يطلب المال ومنهم من يطلب قطيعا من الابل والمواشي .. وكان كل شخص يطلب ما تشتهي نفسه .. وفي أحد الأيام جاء شخص الى الملكة وقال لها : أنا أطلب الملكة .. فقالت له : ولماذا الملكة نفسها ؟

قال : لأني إذا حصلت على الملكة حصلت على كل شئ .
فهكذا يجب أن نكون فلا تطلب غير الله تعالى فمن عرف الله عرف كل شئ ،
ومن وجد الله لم يفقد شيئا .
وفي الحديث القدسي : (( يابن آدم خلقت الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي ))
فالانسان خلق في هذا العالم لكي يكون خليفة لله تعالى . وفلنعلم أن
طريق الفناء هو أن لا تقل شيئا من عندك ولا تطلب شيئا غير الله تعالى .
وما دامت في القلب ذرة من حب غير الله فمن المحال شئ من الأسرار الإلهية .
( الهي ماذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك ) .

إلـهي
كيف لا أفتقرُ إليكَ وأنت الذي في الفقر أَقمتني ؟ أم كيف أَفتقرُ إلى غيرِكَ وأنت الذي بجودِكَ أَغنيتني ؟ أنت الذي لا إله غيرُكَ ، تَعَرَّفتَ لكل شيء ، فما جَهِلَكَ شيء ، وأنت الذي تعرَّفتَ إليَّ في كل شيء ، فرأيتُكَ ظاهِراً في كل شيء ، فأنت الظاهرُ لكل شيء ،يا من استوى برحمانيتِهِ على عرشه ، فصارَ العرشُ غيباً في رحمانيتهِ ، كما صارت العوالم غيباً في عرشهِ ، مَحَقْتَ الآثارَ بالآثارِ ، ومَحوتَ الأغيارَ بمُحيْطاتِ أفلاكِ الأنوار ، يا من احتجبَ في سُرَادِقاتِ عِزِّهِ عن أن تُدْرِكُهُ الأبصار ، يا من تجلَّى بكمالِ بَهائِهِ فتحققَتْ عظمَتَهُ الأسرارُ ، كيف تَخْفَى وأنت الظاهِرُ ؟ أم كيف تَغيبُ وأنت الرقيبُ الحاضِرُ ؟
إلـهي
عميت عين لا تراك عليها رقيباً وخسرت صفقةُ عبدٍ لم تجعلْ من حُبِكَ نصيباً .