بسم الله الرحمن الرحيم
روى مسلم في صحيحه ج 2 ص ـ 1105
5 - باب في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن
وقوله تعالى { وإن تظاهرا عليه }
[ عبد الله ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه و سلم نساءه قال دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه و سلم نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب فقال عمر فقلت لأعلمن ذلك اليوم قال فدخلت على عائشة فقلت يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت مالى ومالك يا ابن الخطاب ؟
عليك بعيبتك قال فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم ] .
الذي يقرأ هذه الرواية يستغرب كثيراً من تصرف عائشة فهي لم تعترض على عمر عندما قال لها لقد أذيتي رسول الله صلى الله عليه وآله بل ردت عليه كما أنني أذيت الرسول فأبنت أيضا فعلت نفس الفعله التي فعلتها أنا فقبل أن توعظني أذهب وأوعظ أبنت حفصة ...
وهذا هو ما نفهمه من رد عائشة وأنها لو لم تكن فعلاً قد أذت الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله لما قالت له ما قالت بل ترد عليه مثلاً أنني لم أوذي الرسول وما شابه ذلك أي تنفي مسألة أذيه الرسول عنها ...
وكذلك حفصة لم تنفي عنها أنها أذت الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله بل زاد عمر بأن الرسول لا يحب أبنته ...
وهنا على المسلم أن يتذكر قول تبارك وتعالى ما نصه [ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ] ( الاحزاب / 57 ) .
يتضح مما تقدم :
1. أن عائشة وحفصة قد أذتا الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله باعتراف عمر ...
2. لعنة الله في الدنيا والأخرة على عائشة وحفصة لأنهما قد أذتا الرسول صلى الله عليه وآله ...
3. أن الله تعالى أعد لعائشة وحفصة عذاباً مهيناً ...
المصدر .
الكتاب : صحيح مسلم
المؤلف : مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري
الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت
تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي
عدد الأجزاء : 5
مع الكتاب : تعليق محمد فؤاد عبد الباقي