إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ونورُهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) شَعَّ علَى هَذهِ الأرضِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ونورُهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) شَعَّ علَى هَذهِ الأرضِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ ورحَمُةّ الله وبُركآتُهْ
    قَالَ أميرُ المؤمنينَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ( فَهُوَ إِمَامُ مَنِ اتَّقَى، وَبَصِيرَةُ مَنِ اهْتَدَى، وسِرَاجٌ لَمَعَ ضَوْؤُهُ، وَشِهَابٌ سَطَعَ نُورُهُ وَزَنْدٌ بَرَقَ لَـمْعُهُ; سِيرَتُهُ الْقَصْدُ، وَسُنَّتُهُ الرُّشْدُ، وَكَلاَمُهُ الْفَصْلُ، وَحُكْمُهُ الْعَدْلُ; أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَهَفْوَةٍ عَنِ الْعَمَلِ، وَغَبَاوَةٍ مِنَ الأُمَمِ )، نهجُ البَلاغَةِ، 183.
    وَشِهَابٌ سَطَعَ نُورُهُ وَزَنْدٌ بَرَقَ لَـمْعُهُ:
    سراجٌ وشِهابٌ لامع: لقد وَصف اللهُ نبيَّه الكريمَ بذلكَ، فقالَ تَعالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾، سُورَةُ الأحزابِ ، الآيتان 45-46.
    مِنْ افضلِ ما يَلتَجئُ إليِهِ البَاحِثُ عَنْ حَقيقَةِ مَعنىً مُعيَّنٍ لِتَعبيرٍ أو لِجُملَةٍ هوَ القُرآنُ الكريمِ لِقَولِهِ تَعَالَى: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِى هَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍۢ ۚ وَكَانَ ٱلْإِنسَٰنُ أَكْثَرَ شَىْءٍۢ جَدَلًا ﴾، سُورَةُ الكَهفِ ، الآية 54.
    تقولُ الآيةُ أولاً: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا فهوَ مِنْ جانبٍ شاهدٌ علَى أعمالِ أمَّتِهِ، لأنَّهُ يَرَى أعمَالَهُم كَمَا نَقرأُ ذلكَ في موضعٍ آخَرٍ: ﴿ وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ ﴾، سُورَةُ التَّوبَةِ، الآية 105، وهذا العِلمُ يُمكِنُ تَحَقُّقَهُ عنْ طريقِ عرضِ أعمالِ الأُمَّةِ علَى النَّبيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) والأئمَةِ (عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ)،
    وهو من جانب آخر شاهد على الأنبياء الماضين الذين كانوا شهودا على أممهم: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾، سُورَةُ النِّسَاءِ، 41، ومِنْ جِهَةٍ ثَالثَةٍ فإنَّ وجودَكَ بِمَا لَكَ مِنَ الصِّفَاتِ والأخلاقِ والبرامَجِ والتَّعليمَاتِ البنَاءَةِ، إضافةً إلَى تَاريخَكَ المُشرِقِ وأعمالَكَ المُشرفَةِ، شاهدٌ علَى أحَقِّيَةِ دينَكَ، وشاهدٌ علَى عظمَةِ اللهِ وقُدرتِهِ ثُمَّ تَطرقَتْ الآيةُ إلَى الصِّفتينِ الثَّانيَّةِ والثَّالثَةِ فقالتْ: وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا فهوَ مُبَشِّرٌ للمُحسنينَ بثوابِ اللهِ اللَامُتنَاهي.. بالسَّلامَةِ والسَّعَادَةِ الخَالدَةِ.. بالظَّفَرِ والتَّوفيقِ المَلئُ بالفَّخرِ والإعتزازِ.. ونذيرٌ للكَافرينَ والمُنَافقينَ مِنْ عذابِ اللهِ الأليمِ.. مِنْ خُسرانِ كُلِّ رأسمالِ الوجودِ، ومِنْ السُّقوطِ في شراكِ التَّعاسَةِ في الدُّنيَا والآخرَةِ
    والِبشَارَةُ والإنذارُ يجبُ أنْ يقترنَا في كُلِّ مكانٍ، وأنْ يكونَ أحدَهُمَا مُعادلٌ للآخرِ، لأنَّ نصفَ وجودِ الإنسانِ عبارةٌ عنْ حُبِّهِ لجلبِ المنفعَةِ، ونِصفَه الآخرِ سَعيُهُ لدفعِ المَضَرَّةِ عنْهُ، فالبِشَارَةُ تُشَكِلُ الدَّافعَ علَى القِسمِ الأوَّلِ، والإنذارَ علَى النِّصْفَ الثَّاني، فالمَناهِجُ الّتي تعتمِدُ علَى جانبٍ واحدٍ لمْ تَدرُكَ حقيقَةَ الإنسانِ، ولمْ تدرُكَ دوافعَهُ وميولَهُ .
    وأشارتْ الآيةُ التَّاليَةُ إلَى الصِّفةِ الرَّابعَةِ والخَامسَةِ، فقالتْ: وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا.
    إنَّ كونَ النَّبيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا إشارَةً إلَى المُعجزاتِ وأدِلَّةِ أحقِّيَّةِ دعوةِ الرَّسولِ، وعلامَةِ صِدقِهَا، فهو سِراجٌ منيرٌ شَاهدٌ بنفسِهِ علِى نفسِهِ، يُزيحُ الظُّلماتِ ويَلفِتُ الأنظارَ ويجذبُ القلوبَ إليهِ، فكَمَا أنَّ بُزوغَ الشَّمسِ دليلٌ علَى وجودِ الشَّمسِ، فكذلكَ وجودُهُ
    (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) دليلٌ علَى كونِهِ حَقَّاً،ودليلاً علَى أحقِّيَتِّهِ.
    وَقدْ وردَتْ كَلِمَةْ سِرَاجٍ في القرآنِ المجيدِ أربعَ مراتٍ، ثلاثٍ مِنْهَا في شأنِ الشَّمسِ، ومنْ جُملَتِهَا مَا وردَ في الآيةِ (16) من سُورَةِ نُوحٍ
    (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) حيثُ تقولُ: ﴿ وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجًا .
    يقولُ صاحبُ تفسيرِ الأمثلِ : "السراج"في الأصلِ يعني المِصباحُ الّذي يضاءُ سابقاً بواسطةِ الفتيلَةِ والزَّيتِ، وبواسطةِ الطَّاقةِ الكهربائيَّةِ وأمثالِهَا في العَصرِ الحَاضرِ، فينبعثُ ضياؤهُ ونورُهُ، إلَّا أنَّهُ أطلَقَ - على قول الراغب في مفرداته - علَى كُلِّ مَصدَرٍ للنُّورِ فيمَا بَعدُ، وإطلاقُهُ علَى الشَّمسِ منْ أجلِ أنَّ نُورَهَا ينبُعُ مِنْ داخلِهَا، ولَا تَكتسبُ نُورَهَا منْ مصدرٍ آخرٍ كالقَمرِ .
    إنَّ وجودَ النَّبيِّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) كالشَّمسِ المُنيرَةِ الّتي تزيحُ ظُلماتِ الجَهلِ والشِّركِ والكُّفرِ عنْ سماءِ روحِ البَشرِ، لَكِنْ كَمَا لَا ينتفعُ العُميُ بنورِ الشَّمسِ، وكمَا تَخفي الخفافيشُ أنفسَهَا عنْهُ حيثُ لَا طاقةَ لعيونِهَا برؤيةِ هذا النُّورُ، فإنَّ عُميَ القلوبِ العَنودينَ المُتعصبينَ لَمْ يستفيدوا ولنْ يستفيدوا منْ هذا النَّورِ مُطلقا، وكانَ أبو جَهلٍ وأمثالُهُ يضعونَ أصابعَهُم في آذانِهِم حتَّى لَا يسمعوا صوتَ قُرأنِهِ ونغمتِهِ .
    إنَّ الظَّلامَ يبعثُ على الخوفِ والوحشَةِ دائماً، والنُّورَ يبعثُ الاطمئنانَ والرَّاحةَ، فالسُّراقُ واللُّصوصُ يستغلونَ ظلامَ اللَّيلِ للسَّطوِ علَى الدُّورِ ونهبِ ما يقدرونَ عليهِ، والحيواناتُ المُفترسَةُ تخرجُ من حُجورِهَا في ظُلمَةِ اللَّيلِ غالباً.
    والظَّلامُ يسبِّبُ الفُرقَةَ، والنُّورُ يسبِّبُ الاجتماعَ، ولذلكَ فإنَّنَا إذا أسرجنَا سِراجاً في ليلةٍ مظلمةٍ فستجتمِعُ حولَهُ أنواعَ الحَشراتِ في فترةٍ قصيرةٍ .

    إنَّ النُّورَ والضياءَ أساسُ نموِ الأشجارِ، ونضجِ الفواكهِ والأثمارِ، والخلاصَةُ: كُلُّ نشاطاتِ الحياةِ، وتشبيهُ وجودَ النَّبيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بمصدرٍ للنُّورِ يبعثُ علَى تداعي كُلَّ هذهِ المفاهيمُ في الذِّهنِ.
    إنَّ وجودَ النَّبيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أساسُ الهُدوءِ والاطمئنانِ، وفرارُ لُصوصُ الدِّينِ والإيمانِ، وهروبُ الذئابُ الضَّاريَّةِ الظَّالمةِ لمجتمعاتِهَا، ويوجبُ هدوءُ الخَاطرِ، ونموُ روحِ الإيمانِ والأخلاقِ.
    والخُلاصَةُ: أساسُ الحياةِ والحركةِ، وتأريخِ حياتِهِ شاهدٌ حَيٌّ علَى هذا الموضوعِ. الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ، ج 13 ، ص 298-299
    فالناسُ تهتدي بهِ إلَى الدِّينِ الحقِّ الموصِلِ لهم إلى النجاةِ في القيامَةِ؛ لأنَّهُ يضيءُ لَهُم بتعاليمِهِ وسيرتِهِ فيتّبعونَه، كما أنّ اللهَ عزَّ وجلَّ وضعَهُ في مكانٍ يراهُ الناسُ جميعاً، فبلَغتْ رسالتُهُ الناسَ جميعاً، ونورُهُ شَعَّ على هذه الأرض، فيبقى على الناسِ أن تتّبعَ هذا النورَ لتنالَ الفوز .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X