إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النبيُّ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)كانَ مُسْتَقَرُّهُ في الأصلابِ الشَّامخَةِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النبيُّ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)كانَ مُسْتَقَرُّهُ في الأصلابِ الشَّامخَةِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ ورحَمُةّ الله وبُركآتُهْ

    قَالَ الإمامُ عليّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) عَنْ ولادَةِ النَّبيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ):-
    ( مُسْتَقَرُّه خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ ، ومَنْبِتُه أَشْرَفُ مَنْبِتٍ ، فِي مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ ، ومَمَاهِدِ السَّلَامَةِ )،نهج البلاغة ، الشريف الرضي ، ج 1 ، خطبة 94 ص 187.
    المنبت الطيّب لرسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فيصفه الإمام علي(عَلَيْهِ السَّلاَمُ).
    الظاهر أنّ المراد من المُسْتَقَرِّ والمَنْبِتِ : الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة
    فالنبيّ كان مُسْتَقَرُّهُ في الأصلابِ الشَّامخَةِ ، وهو خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ، ونبت في أشرف رحم مطهّرة ، وأسرة النّبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) هي أسرة الكرامة والسلامة من أنْ تدنّس بالتلوّث بأيّ رجس من الأرجاس المعنويّة .
    فالنّبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) من نسل إبراهيم (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ، شيخ الأنبياء ، وإليه تعود سلسلة آباء النبي ، وهي أفضل أصل يعود إليه إنسان ، ولا يرتبط ذلك بالآباء البعيدين بل إنّ أسرته التي ولد فيها ، وهم بنو هاشم ، خير أسرة .
    ولو تأملنا بدقة وإمعان حين نقرأ في زيارة الإمام الحسين (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ( أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها...) نرى فيه إشارة إلى نورانية النبي المصطفى (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فهذا النور الذي خلقه الله يضعه في أطهر وعاء لا كما يظن بعض المخالفين من تكفير والدي النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ), حيث يتبين أن والدي الرسول وكل أجداده إلى آدم (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) كانوا موحدين لله (عَزَّ وَ جَلَّ) .

    ومن العجائب التي كان يراها عبد الله والد النبي مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وكان يخبر أباه عبد المطلب بما يراه، فيقول: ( يا أبت إني إذا خرجت إلى بطحاء مكة وصرت على جبل، يخرج من ظهري نوران إحداهما يأخذ شرق الأرض والآخر غربها، ثم هذين النورين يستديران حتى يصيران كالسحابة، ثم تنفرج لهما السماء فيدخلان فيها، ثم يرجعان إليّ في لمحة واحدة، وإني لأجلس في الموضع، فأسمع فيه من تحتي: سلام عليك أيها المستودع ظهره نور مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، وإني لأجلس في الموضع اليابس أو تحت الشجرة اليابسة، فتخضر وتلقي عليّ أغصانها، وإذا قمت عادت إلى ما كانت، فقال له عبد المطلب: أبشر يا بني فإني أرجو أن يخرج من ظهرك المستودع المكرّم، فإنا قد وعدنا ذلك، وإني رأيت قبلك رؤيا تدل على أنه يخرج من ظهرك أكرم العالمين ،
    وشاء الله العلي القدير أن يتزوج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب الزهرية، فبعد حفر زمزم بعشر سنين، وبعد الفداء عن عبد الله بسنة واحدة كان تزويجه بآمنة بنت وهب، وكان سنه يوم تزويجها أربعا وعشرين سنة )، مناقب آل أبي طالب، ابن شهراشوب،ج 1،ص20.
    وفي تاريخ اليعقوبي قال: ( فخرج عبد المطلب بابنه عبد الله حتى أتى به إلى دار وهب بن عبد مناف بن زهرة - وهو يومئذ سيد بني زهرة نسبا وشرفا - فخطب ابنته آمنة لعبد الله، وكانت آمنة أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا ، فزوجه إياها وأملكها، وفي داره دخل عبد الله على آمنة، فحملت برسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ))، تاريخ اليعقوبي،ج 2،ص9.
    رُوِيَ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ) إنه قال: ( إن آمنة بنت وهب رَأَتْ فِي اَلْمَنَامِ أَنَّهُ قِيلَ لَهَا إِنَّ مَا فِي بَطْنِكِ سَيِّدٌ فَإِذَا وَلَدْتِهِ فَسَمِّيهِ مُحَمَّداً فَاشْتَقَّ اَللَّهُ لَهُ اِسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ فَاللَّهُ مَحْمُودٌ وَ هَذَا مُحَمَّدٌ ) ، الاحتجاج ،ج 1، ص321.
    ومن العجائب التي كان يراها عبد الله والد النبي محمد (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وكان يخبر أباه عبد المطلب بما يراه، فيقول: ( يا أبت إني إذا خرجت إلى بطحاء مكة وصرت على جبل، يخرج من ظهري نوران إحداهما يأخذ شرق الأرض والآخر غربها، ثم هذين النورين يستديران حتى يصيران كالسحابة، ثم تنفرج لهما السماء فيدخلان فيها، ثم يرجعان إليّ في لمحة واحدة، وإني لأجلس في الموضع، فأسمع فيه من تحتي: سلام عليك أيها المستودع ظهره نور مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، وإنِّي لأجلس في الموضع اليابس أو تحت الشجرة اليابسة، فتخضر وتلقي عليّ أغصانها، وإذا قمت عادت إلى ما كانت، فقال له عبد المطلب: أبشر يا بني فإني أرجو أن يخرج من ظهرك المستودع المكرّم، فإنا قد وعدنا ذلك، وإني رأيت قبلك رؤيا تدل على أنه يخرج من ظهرك أكرم العالمين ).
    وأمّا النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) في طفولته ، فيصفه الإمام (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) بأنّه « خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلاً » ، ويصف عناية الله عزّ وجلّ به وهو طفل بقوله : ( ولَقَدْ قَرَنَ الله بِه (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِه يَسْلُكُ بِه طَرِيقَ الْمَكَارِمِ ، ومَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَه ونَهَارَه )، نهج البلاغة ، الشريف الرضي ، ج 2 ، خطبة 192 ، ص ۱٥۷.
    فالعناية الإلهيّة بالأنبياء والرسل لا ترتبط بزمان بعثتهم ، بل هي قبل ذلك ؛ فقد شملت العناية الإلهيّة موسى الكليم عليه السلام منذ أن كان طفلاً ، بما أُلهمت أمّه أن تلقيه في النهر وردّه الله إليها، وهذا النصّ من أمير المؤمنين يشهد على أنّ النبي حتّى قبل بعثته كان محلّاً للعناية الإلهيّة بالتربية التامّة ، ولذا لم يتمكّن أعداء رسول الله ممّن حارب دعوته أن يعيب على رسول الله بشيء من مثالب الأخلاق قبل البعثة مع أنّه قد لبث فيهم أربعين سنة ، يعيش بينهم كعيشتهم ، ولكنّه امتاز عنهم بما وهبه الله من لطف .
    ويكفي في الهداية إلى الصفات الخلقيّة لرسول الله ما وصفه به الله عزّ وجلّ في كتابه بكلمات موجزة : ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾، سُورَةُ القَلَمِ ، الآية 4. ويصفه الإمام علي(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) في خُلُقه : ( أَكْرَمُ اَلنَّاسِ عِشْرَةً، وَ أَلْيَنُهُمْ عَرِيكَةً، وَ أَجْوَدُهُمْ كَفّاً، مَنْ خَالَطَهُ بِمَعْرِفَةٍ أَحَبَّهُ، وَ مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، غُرَّةٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَ لاَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً)الأمالي (للطوسی) ، ج1 ،ص340.
    فمن يعاشر النّبي يشعر بالكرم النبوي ، ويجد أنّه ألين الناس طبيعة ، فهو يلين لمن يعيش معه ، ويبسط كفّه بالكرم والعطاء ،

    فالعناية الإلهيّة بالأنبياء والرسل لا ترتبط بزمان بعثتهم ، بل هي قبل ذلك ؛ فقد شملت العناية الإلهيّة موسى الكليم (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) منذ أن كان طفلاً ، بما أُلهمت أمّه أن تلقيه في النهر وردّه الله إليها.
    وهذا النصّ من أمير المؤمنين
    (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يشهد على أنّ النبي حتّى قبل بعثته كان محلّاً للعناية الإلهيّة بالتربية التامّة ، ولذا لم يتمكّن أعداء رسول الله ممّن حارب دعوته أن يعيب على رسول الله بشيء من مثالب الأخلاق قبل البعثة مع أنّه قد لبث فيهم أربعين سنة ، يعيش بينهم كعيشتهم ، ولكنّه امتاز عنهم بما وهبه الله من لطف
    شخصية متصلة بالله تعالى من خلال الوحي، لِقَولِهِ تَعَالَى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ﴾، سُورَةُ الكَهَفِ ، الآية : 110، بل هو شخصية كانت من صنع الله تعالى؛ نظرا للملكات الذاتية التي كان يحملها في جوهره المقدس.
    وَعن الإمام علي (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ( وَلَقَدْ قَرَنَ اَللَّهُ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ لَدُنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ اَلْمَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلاَقِ اَلْعَالَمِ لَيْلَهُ وَ نَهَارَهُ )، بحار الأنوار ، ج18، ص271.
    وإذا أردنا التعرف بدقة على تلك الحقيقة الملكوتية فعلينا الرجوع إلى العارف بها دون غيره، روي عن النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أنّه قال: (....وما عرفني إلّا الله وأنت.... ) ، فها هو الإمامُ عليّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يصفه بقوله: ( مُسْتَقَرُّه خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ ، ومَنْبِتُه أَشْرَفُ مَنْبِتٍ ، فِي مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ ، ومَمَاهِدِ السَّلَامَةِ ). وبقوله: ( حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ الله سُبْحَانَه وتَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ، فَأَخْرَجَه مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً ، وأَعَزِّ الأَرُومَاتِ ـ الأصول ـ مَغْرِساً ، مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَه ، وانْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَه ، عِتْرَتُه خَيْرُ الْعِتَرِ ، وأُسْرَتُه خَيْرُ الأُسَرِ وشَجَرَتُه خَيْرُ الشَّجَرِ ، نَبَتَتْ فِي حَرَمٍ وبَسَقَتْ فِي كَرَمٍ
    نعم كان (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بشر وشخصية استثنائية بكل المقاييس والاعتبارات، وهو ما ميزه عن كل الوجود، وجعله المصطفى عند الله والمنتجب من بين كلّ الأنام. وأخيرا يطيب لي أن أعزي برحيل النبيّ وغيابه المؤلم، بما نطق به العارف به وبحقيقته، يقول عليٌّ وهو يعزي بوفاة حبيبه وخليله المصطفى (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي، لَقَدِ انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَالانْبَاءِ وأَخْبَارِ السَّماءِ، خَصَصْتَ حَتَّى صِرْتَ مُسَلِّياً عَمَّنْ سِوَاكَ، وَعَمَمْتَ حَتّى صَارَ النَّاسُ فِيكَ سَواءً، وَلَوْ لاَ أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالصَّبْرِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْجَزَعِ، لأنْفَدْنَا عَلَيْكَ مَاءَ الشُّؤُونِ، وَلَكَانَ الدَّاءُ مُمَاطِلاً، وَالْكَمَدُ مُحَالِفاً، وَقَلاَّ لَكَ وَلكِنَّهُ مَا لاَ يُمْلَكُ رَدُّهُ، وَلاَ يُسْتَطَاعُ دَفْعُهُ )، نهج البلاغة ، ج1، ص 355.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X