*السيدة آمنة (عليها السلام) والدة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)*
*الحلقة الاولى*
النسب الشريف هي السيّدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، والدة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)، يجتمع نسبها مع عبد الله زوجها والد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)في كلاب، حيث إنّ أحد ابنيه قصي جدّ عبد الله، والآخر زهرة جدّ آمنة.
اُمّها: برة بنت عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب.
فكانت آمنة (عليها السلام) من بنات أعمام عبد الله (عليه السلام) .
فهي قرشية كلابية من الأبوين.
وقد تزوجها عبد الله وهو ابن ثلاثين سنة أو خمس وعشرين سنة.
الأصلاب الطاهرة
من معتقدات الشيعة الإمامية في المعصومين (عليهم السلام)أنهم لم يتنقّلوا إلا من صلب طاهر إلى رحم مطهّر، وذلك من أبينا آدم (عليه السلام) وأمنا حواء (عليها السلام) حتّى قدموا إلى هذه الحياة الدنيا.
فلا يمكن أن يودع المعصوم والعياذ بالله في صلب غير طاهر أو ليس بموحّد، أو أنّه يبقى في رحم غير مطهّر، وهذا ما دلّت عليه الروايات الشريفة:
فعن معاذ بن جبل أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «إنّ الله عزّوجلّ خلقني وعلياً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام».
قلت :فأين كنتم يا رسول الله؟
قال: «قدّام العرش نسبّح الله تعالى ونحمده ونقدّسه ونمجّده».
قلت: على أي مثال؟
قال: «أشباح نور حتّى إذا أراد الله عزّوجلّ أن يخلق صورنا صيّرنا عمود نور، ثم قذفنا في صلب آدم، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الاُمّهات، ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون، فلمّا صيّرنا إلى صلب عبد المطّلب أخرج ذلك النور فشقّه نصفين فجعل نصفه في عبد الله ونصفه في أبي طالب، ثمّ أخرج النصف الذي لي إلى آمنة والنصف إلى فاطمة بنت أسد، فأخرجتني آمنة وأخرجت فاطمة علياً، ثمّ أعاد عزّوجلّ العمود إليّ فخرجت منّي فاطمة، ثمّ أعاد عزّوجلّ العمود إلى علي فخرج منه الحسن والحسين يعني من النصفين جميعاً، فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن، وما كان من نوري صار في ولد الحسين، فهو ينتقل في الأئمّة من ولده إلى يوم القيامة»(1).
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): «خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) بسبعة آلاف عام، ثم نقلنا إلى صلب آدم(عليه السلام) ثم نقلنا من صلبه إلى أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات».
فقلنا: يا رسول الله، فأين كنتم وعلى أي مثال كنتم؟
قال: «أشباحاً من نور تحت العرش نسبّح الله تعالى ونقدّسه ونمجّده».
ثمّ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «لمّا عُرج بي إلى السماء وعند سدرة المنتهى ودّعني جبرائيل(عليه السلام)، فقلت له: في هذا المكان تفارقني؟ فقال: إني لا أجوزه فتحرق أجنحتي».
ثمّ قال(صلى الله عليه وآله وسلم): «زجّ(2) بي في النور ما شاء الله، وأوحى الله تبارك وتعالى إليّ: يا محمّد إنّي اطّلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبياً، ثمّ أطلعت ثانية فاخترت منها علياً وجعلته وصيّك ووارثك ووارث علمك والإمام من بعدك، وأخرج من أصلابكما الذرّية الطاهرة والأئمّة المعصومين خزّان علمي، فلولاكم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة ولا الجنة ولا النار، يا محمّد أتحبّ أن تراهم؟
قلت: نعم.
فنوديت يا محمّد ارفع رأسك.
فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمّد بن علي وعلي بن محمّد والحسن بن علي والحجّة بن الحسن يتلألأ وجهه من بينهم نوراً كأنه كوكب درّي، فقلت: يا ربّ ومن هؤلاء ومن هذا؟
قال: يا محمّد هم الأئمّة من بعدك المطهّرون من صلبك وهذا الحجّة الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويشفي صدور قوم مؤمنين».
فقلنا: بآبائنا واُمّهاتنا يا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)لقد قلت عجباً.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «وأعجب من هذا أنّ قوماً يسمعون منّي هذا الكلام ثم يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم الله ويؤذونني فيهم، ما لهم، لا أنالهم الله شفاعتي»(3).
ونقرأ في زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أشهد يا رسول الله أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة، والأرحام المطهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها»(4).
وكذلك في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)(5).
إلى غير ذلك من الروايات والزيارات الشريفة التي تنصّ على أنّ المعصومين(عليهم السلام)لا يودعون إلاّ في الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهّرة، مضافاً إلى بعض الشواهد التاريخية المؤيّدة لذلك
*يتبع ....*
1_علل الشرائع :ج1ص208ب156ح11
2_زج:رمى به لسان العرب ماده لزجة
3_ارشاد القلوب ج2ص415
4_بحار الانوار ج97ص187ب3زيارته ص
5_بحار الانوار ج98ص200ب18زيارته ص
*الحلقة الاولى*
النسب الشريف هي السيّدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، والدة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)، يجتمع نسبها مع عبد الله زوجها والد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)في كلاب، حيث إنّ أحد ابنيه قصي جدّ عبد الله، والآخر زهرة جدّ آمنة.
اُمّها: برة بنت عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب.
فكانت آمنة (عليها السلام) من بنات أعمام عبد الله (عليه السلام) .
فهي قرشية كلابية من الأبوين.
وقد تزوجها عبد الله وهو ابن ثلاثين سنة أو خمس وعشرين سنة.
الأصلاب الطاهرة
من معتقدات الشيعة الإمامية في المعصومين (عليهم السلام)أنهم لم يتنقّلوا إلا من صلب طاهر إلى رحم مطهّر، وذلك من أبينا آدم (عليه السلام) وأمنا حواء (عليها السلام) حتّى قدموا إلى هذه الحياة الدنيا.
فلا يمكن أن يودع المعصوم والعياذ بالله في صلب غير طاهر أو ليس بموحّد، أو أنّه يبقى في رحم غير مطهّر، وهذا ما دلّت عليه الروايات الشريفة:
فعن معاذ بن جبل أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «إنّ الله عزّوجلّ خلقني وعلياً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام».
قلت :فأين كنتم يا رسول الله؟
قال: «قدّام العرش نسبّح الله تعالى ونحمده ونقدّسه ونمجّده».
قلت: على أي مثال؟
قال: «أشباح نور حتّى إذا أراد الله عزّوجلّ أن يخلق صورنا صيّرنا عمود نور، ثم قذفنا في صلب آدم، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الاُمّهات، ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون، فلمّا صيّرنا إلى صلب عبد المطّلب أخرج ذلك النور فشقّه نصفين فجعل نصفه في عبد الله ونصفه في أبي طالب، ثمّ أخرج النصف الذي لي إلى آمنة والنصف إلى فاطمة بنت أسد، فأخرجتني آمنة وأخرجت فاطمة علياً، ثمّ أعاد عزّوجلّ العمود إليّ فخرجت منّي فاطمة، ثمّ أعاد عزّوجلّ العمود إلى علي فخرج منه الحسن والحسين يعني من النصفين جميعاً، فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن، وما كان من نوري صار في ولد الحسين، فهو ينتقل في الأئمّة من ولده إلى يوم القيامة»(1).
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): «خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) بسبعة آلاف عام، ثم نقلنا إلى صلب آدم(عليه السلام) ثم نقلنا من صلبه إلى أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات».
فقلنا: يا رسول الله، فأين كنتم وعلى أي مثال كنتم؟
قال: «أشباحاً من نور تحت العرش نسبّح الله تعالى ونقدّسه ونمجّده».
ثمّ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «لمّا عُرج بي إلى السماء وعند سدرة المنتهى ودّعني جبرائيل(عليه السلام)، فقلت له: في هذا المكان تفارقني؟ فقال: إني لا أجوزه فتحرق أجنحتي».
ثمّ قال(صلى الله عليه وآله وسلم): «زجّ(2) بي في النور ما شاء الله، وأوحى الله تبارك وتعالى إليّ: يا محمّد إنّي اطّلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبياً، ثمّ أطلعت ثانية فاخترت منها علياً وجعلته وصيّك ووارثك ووارث علمك والإمام من بعدك، وأخرج من أصلابكما الذرّية الطاهرة والأئمّة المعصومين خزّان علمي، فلولاكم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة ولا الجنة ولا النار، يا محمّد أتحبّ أن تراهم؟
قلت: نعم.
فنوديت يا محمّد ارفع رأسك.
فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمّد بن علي وعلي بن محمّد والحسن بن علي والحجّة بن الحسن يتلألأ وجهه من بينهم نوراً كأنه كوكب درّي، فقلت: يا ربّ ومن هؤلاء ومن هذا؟
قال: يا محمّد هم الأئمّة من بعدك المطهّرون من صلبك وهذا الحجّة الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويشفي صدور قوم مؤمنين».
فقلنا: بآبائنا واُمّهاتنا يا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)لقد قلت عجباً.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «وأعجب من هذا أنّ قوماً يسمعون منّي هذا الكلام ثم يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم الله ويؤذونني فيهم، ما لهم، لا أنالهم الله شفاعتي»(3).
ونقرأ في زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أشهد يا رسول الله أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة، والأرحام المطهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها»(4).
وكذلك في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)(5).
إلى غير ذلك من الروايات والزيارات الشريفة التي تنصّ على أنّ المعصومين(عليهم السلام)لا يودعون إلاّ في الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهّرة، مضافاً إلى بعض الشواهد التاريخية المؤيّدة لذلك
*يتبع ....*
1_علل الشرائع :ج1ص208ب156ح11
2_زج:رمى به لسان العرب ماده لزجة
3_ارشاد القلوب ج2ص415
4_بحار الانوار ج97ص187ب3زيارته ص
5_بحار الانوار ج98ص200ب18زيارته ص