: (أغلب نصوصي لا تخلو من المرأة سواء كانت الأم أو الحبيبة او غيرها؛ لأنها بكل تأكيد مصدر الالهام والحب والابداع) حاوره: علي الخباز أذكر اسم الله، وأنا ألتقي شاعراً ناضج الحرف زكي السمات، أشهد أن صمته قصيدة هو الشاعر علي الزاغيني من ديالى قرية زاغينة، له مجموعة (أنثى البنفسج) وكتاب (جدل الحب والحياة). - امتلاك القصيدة النثرية لمكونات الوعي الجمالي هل هي قادرة على امتلاك صياغة رؤية معقولة لمستقبله؟ ربما تفاوتت الآراء حول قصيدة النثر ما بين مؤيد لها وما بين معارض، وانقسم النقاد أيضاً ما بين معارض ومؤيد لها، إن الذائقة الشعرية تختلف باختلاف المتلقي لها، قد يرى البعض أن جمالية الشعر لا يمكن أن تقتصر على شعر التفعيلة، وخصوصاً بعد التطور الذي حصل خلال القرن الحالي، وجد البعض أن قصيدة النثر لاقت انتشاراً واسعاً واقبالاً كبيراً لدى المتلقي؛ كونها قد تحررت من قيود الوزن والقافية، وأصبحت قصيدة النثر ذات دلالة وجمالية، وأحدثت تغيراً كبيراً وملموساً في الشعر، وأصبح لها دور كبير وحضور واسع في المحافل الأدبية. إن قصيدة النثر قادرة على صياغة معقولة لمستقبله، والدليل على ذلك شعراء قصدية النثر وحضورهم ونتاجاتهم الأدبية المطبوعة التي غزت دور النشر والمكتبات والاقبال الكبير للمتلقي، وعشقه لهذه القصيدة النثرية. - قيمة التواصل مكنت قصيدة النثر الى احتواء المعاصرة والأصالة أيضاً أم جردته من ماضيه؟ نحن في عصر السرعة وعصر الانتشار السريع، وكذلك التجدد، فمثلاً أن بعض شعراء قصيدة النثر في منتصف القرن الماضي لم يجدوا الفرصة الكافية للانتشار والتواصل إلا القليل منهم الذين تمكنوا من ايصال قصائدهم بطريقة وأخرى، والأمثلة على ذلك كثيرة؛ بسبب عدم انتشار الصحف بصورة كبيرة، وطباعة الدواوين الشعرية، وربما بسبب العوز المالي، على العكس من شعراء الجيل الحالي لهم القدرة على التواصل والانتشار؛ بسبب التكنولوجيا الحديثة التي اختصرت كثيراً من الأسباب التي كان يعاني منها شعراء القرن الماضي. لا يمكن أن تجرد قصيدة النثر من ماضيها، وانما قصدية النثر الآن هي امتداد للماضي، وإن تجددت بعض الشيء؛ بسبب تغير الظروف، وحسب تلقي محبي هذه القصيدة . - بعض تلك المشاريع خلقت لنا اشكالاً فكرياً معقداً، سببه الغموض بأنها لعبت باللغة لحد سلب هويتها العربية، فهل الوضوح مطلوب أم أن الغموض جزء من لعبة الفن؟ (الشعر ديوان العرب) بكل تأكيد أن اللغة العربية لغة القرآن الكريم لا يمكن أن تسلب هويتها وتبقى كما هي، على رغم من الاحتلال الأوربي والغزو للدول العربية والسياسة المتبعة من قبل البعض لتطميس اللغة العربية إلا أنها لم تسلب والحمد لله، الغموض أو الوضوح هذا يتوقف على الشاعر وأسلوبه، فالبعض من الشعراء يتخذ أسلوباً واضحاً أو كما يقال السهل الممتنع والبعض الآخر لديه اسلوب غامض قد يفسره البعض شيئاً والشاعر يقصد معنىً آخر, وبكل تأكيد لكل متلقٍّ ذائقة شعرية قد يجد الوضوح هو الأقرب اليه، والعكس صحيح بالنسبة لغيره من المتلقين. - خضعت القصيدة النثرية لتنامي الذائقة ومعظم النثريات امتزجت بالخواطر والانشائيات العادية؟ إن القصيدة النثرية ذات جمالية وذائقة على الرغم من أن البعض يحاربها ويعتبرها أقرب للخاطرة أو أسلوب الانشاء، وهذا خطأ كبير وعليهم الاعتراف بأن قصيدة النثر من أنواع الشعر ولها شعراؤها ومحبوها، وهذا الرأي يختلف باختلاف المتلقي وذائقته وكذلك الأسلوب الشعري الذي يكتب به الشاعر وحسب البيئة المكانية، وكذلك التوجه الاعلامي وتسليط الضوء عليه. - البحث عن هوية الشعر اليوم البحث عن الانتماء يعتبر محبطاً لهمم القصيدة، فهي تريد الانطلاق الى اللازمان والى اللامكان والى اللامعنى؟ الشعر على مر العصور له هويته الخاصة، وإن تغيرت الأزمنة والأمكنة، وتغير اسلوب الكتابة ومحاولة تجديده إلا أن هويته تبقى كما هي لا ترتبط بزمان ولا مكان، وإن اختلفت وسائل انتشاره، وخصوصاً بعد انتشار الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت للجميع فرصة نشر محاولتهم الشعرية بكل حرية، وكما اتسعت طرق النشر والطباعة وسرعتها، وان كانت بلا قيود، ولكن الشعر الجيد يحافظ على هويته وسط هذا الكم الهائل من الدواوين الشعرية في هذا الزمن، وبكل تأكيد الشعر الجميل مهما كان نوعه، وان كانت ومضات شعرية، يكون له التأثير الواضح لدى المتلقي وينال اعجابه. - جماليات القصيدة النثرية؟ جمالية قصيدة النثر في التحرر والتمرد على التقاليد الشعرية وعدم التقيد بتقاليد الشعر وعدم التقيد بالوزن والقافية، والبحث عن اسلوب جمالي آخر يتخلص من هذا التعقيد الشعري، والبحث عن إيقاع نثري تستمد منه قصيدة النثر نتائج شعرية تختلف تماماً عن سابقتها . علي حسين الخباز, [٠٦/٠٥/٢٠٢٢ ١٠:٠٦ ص] يختلف الشاعر التقليدي عن شاعر قصيدة النثر يبقى ملتزماً بكتابة قصيدة شعرية ولا يحيد عن أي متطلباتها، بينما شاعر قصيدة النثر دائماً ما يتمرد ويحاول أن يتخذ منحنى مغايراً لما يكتبه الشاعر التقليدي ليثب وجوده, وهنا تكمن جمالية قصيدة النثر ببساطة كتابتها واقناع المتلقي بتلك الجمالية. - اختلفت الرؤى حول خصوصيات التعبير الجمالي في الأدب النسوي؟ تختلف الرؤية في جمالية الأدب النسوي أو هكذا يطلق عليه على الرغم من هناك اختلاف وتباين في هذه التسمية ما بين مؤيد لها وما بين معارض، الكثير من الكاتبات تمكنت من كسر الطوق او الجمود الذي فرض على المرأة، ولا سيما بعد انتشار الانترنت والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلالها تمكنت المرأة أن توصل رسالتها الأدبية والثقافية بكل حرية وجرأة، وأن تحقق ما لم يحققه الرجل من ابداع ادبي في مختلف المجالات وتنافسه، فقد امتلكت بعضهن حرية الرأي والتعبير والكتابة بأسلوب جميل ومميز، وأثبتن حضورهن في المجال الادبي والأمثلة على ذلك كثيرة . - هل امتلكتَ مميزات الفرادة؟ من الصعب أن نقول انني تفردت او كنت أول من كتب النصوص الوامضة، وقد سبقني العديد من الشعراء في ذلك داخل العراق وخارجه، وقد طبع العديد منهم دواوين شعرية، وأعتقد أن البعض قد توقف عند تجربة واحدة ولم يستمر بذلك محاولاً بذلك إما التوجه الى قصيدة النثر، او التوقف عن كتابة النصوص الوامضة التي أخذت حيزاً كبيراً في عالم الأدب، وهي تجربة رائعة بالنسبة لي، وخصوصاً بعد طباعة مجموعتي الاولى عام 2016م والطبعة الثانية عام 2019م (أنثى البنفسج) والتي كتب مقدمتها الناقد الدكتور عبد الرضا علي, وهذا ما شجعني على الاستمرار في كتابة الومضات الشعرية، وان شاء الله في القريب ستكون لنا مجموعة ثانية . - المرأة في شعر الشاعر علي الزاغيني؟ هل يمكن أن نتخيل عالماً بلا امرأة، بكل تأكيد المرأة احتلت الكثير في كتاباتي وخصوصاً الشعر سواء بقصيدة النثر او الومضات الشعرية؛ كون المرأة تمنحنا جمالية خاصة في الكتابة، ولاسيما الشعر، لذا أغلب نصوصي لا تخلو من المرأة سواء كانت الأم أو الحبيبة او غيرها؛ لأنها بكل تأكيد مصدر الالهام والحب والابداع، لذا كان عنوان مجموعتي الشعرية الأول (أنثى البنفسج)، وكذلك كتابي الثاني (المرأة جدل الحُب والحياة) الذي تطرقت من خلاله الى جميع مشاكل وهموم المرأة، وكذلك كل ما يتعلق بالمرأة من امور الحياة بمقالات اجتماعية ونفسية وانسانية بعد استشارة عدد من اصحاب الاختصاصات الطبية والنفسية والقانونية الذين كان لهم رأيهم بهذا الخصوص.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
حوار مع الشاعر علي الزاغيني
تقليص