هكذا ينتهي الشهر الفضيل حسب قاعدة كل شيء له نهاية (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)
هكذا تنقضي الثلاثون يومًا مسرعة جدًا ،حيث انتهت السفرة الجميلة في بساتين الخير متنقلين بين صدى التسبيح والتهليل والتحميد لكل من الطير والإنسان
( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ). حتى أصوات المآذن في المساجد عاشت كغير أيامها.
أبواب السماء مفَتّحة ، الشياطين غُلت ايديها،واعتزلت النفس فراش العراك معهم ، واختبر كل صائم نفسه وامتحنها ( إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ ربي).
عطّرنا الايام والليالي بأنفاس القرآن، فجلسات القرآن في كل مكان، في البيوت ،والمساجد، والحسينات ،والعتبات، واقتنصنا ليلة فيه هي خير من ألف شهر وهي : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
حيث هي ليلة مباركة نزل فيها الدستور الألهي على صدر النبي، العربي، الأمي الهاشمي، (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ..)
انه شهر الطاعات، والحسنات، وشهر الأيتام، والى الان تعيش الجوارح ومنها الأذن واللسان عرس السماع والترديد لعبارة :
(سُبْحانَكَ يا لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ خَلِّصْنا مِنَ النّارِ يا رَبِّ).
هذه الليلة سيطرق باب البعض صاحب الزمان عج
لن يبق مكسور الا ومر على قلبه ، لن يكون هنالك يتيم الا ويمسح على رأسه .
ربما سنستشعر تلك اللمسة
قد تكون على شكل نسمة، او على شكل بسمة، نعم
هكذا سيكون المرور فترقب !
وعلينا دائما أن نرفع أكف الدعاء بأن يعتق الله رقابنا من النار بحق بركة الصلاة على محمد وآل محمد.