ه
يجهل معظم الناس اليوم أهمية الاصغاء خاصة في ظل التطورات الافتصادية والسلوكية، وما يلزم تلك التطورات من سرعة واستغلال الوقت، فضلاً عن سرعة دوران عملية الزمان الذي قد غابت عنه عملية الانصات، وهي عملية تبادلية، إذا أردت أن ينصت لك الآخرون، فينبغي أن تنصت انت لهم، وهذا الاصغاء له تأثير عظيم في مجال العلاقات الاجتماعية والعملية والدبلوماسية.. ومن هنا للانصات الجيد جزء لا يتجزأ من الحديث الفعال، وهو وسيلة لكسب ثقة الناس وتأييدهم، لذلك نمد مائدة الحوار مع الست (بان محمد العبودي) استشارية اسرية فنسألها:
- ما مفهوم الانصات وما أهميته؟
المستشارة الأسرية: هو التركيز العميق بما يقوله المتحدث وسط خضوع كامل لكافة الجوارح، بعيداً عن التصنع والتكلف، وهو يختلف عن الاستماع؛ لأن الاستماع هو مجرد وصول الموجات الصوتية، لو كنت أنا أعمل وأستمع الى اذاعة معينة مثلاً، ستكون هناك مشتتات ثانية تؤثر، لا يكون هناك تركيز تام؛ لكون التركيز التام هو أن أبعد هذه المشتتات، وأجعل هذا الصوت أو هذا الشخص هو موقع اهتمام، محور الاهتمام بكلامه، كذلك معرفة الى أي نقطة يحب أن يصل من خلال كلامه، وهذا الأمر له أهمية كبيرة، وتتركز أهميته بعدة نقاط، منها التأكد من معلومة معينة، عندما أتكلم مع شخص؛ لكوني في نهاية الحديث أريد أن اتخذ قراراً معيناً، لهذا فإن الانصات سيوصلني الى مرحلة بأن أتخذ القرار بصورة صحيحة؛ لكوني أحطت بكل الكلام، وحاولت بكل جوارحي أن أفهم فكرة المقابل، والى أين يريد أن يصل بها، ولذلك أهمية في أن الناس يشعرون باهتمامك، ولو كانت لدي مشكلة أو مشاعر معينة، أحب أن يشعرني الآخرون بأني أنا شخص مهم لديهم وكلامي مهم، لهذا هو يقوي الصلة بين الأصدقاء وبين الأباء والأبناء وبين الأسر بشكل عام.
كذلك يخلق علاقات طيبة مع كل الناس؛ لكون الناس تحب من يستمع لها، لا تحب أن المقابل مجرد يلقي عليها محاضرة ونصائح، وهو أمر جيد أنك تنصحني لكن بنفس الوقت اعطني نصيحة، استمع ما في داخلي، بماذا أحس؟ ماذا يدور في ذهني؟ لكن مع الأسف نفتقد في مجتمعنا هذه الثقافة، وهي ثقافة الانصات سواء التربوية أو في البيت.
- ماهي أنواع الانصات؟
المستشارة الأسرية: للإنصات أنواع كثيرة قد يتصور البعض أن الانصات شيء مهم وعليه أن يسكت، قد أسكت، لكن أنا مشغول بالهاتف، والشخص المقابل يتكلم، او قد اركز نظري على امور اخرى، وبهذا انا لم أعط اي انتباه لهذا الشخص، هنا بدأ الانصات السلبي، وهو أسوأ انواع الانصات، وكأني أتعمد أن اتجاهله، وان يكن الأمر غير قصدي، لكن حركتنا ولغة الجسد تبين للمقابل اني متجاهل كلامه، رغم اني لا أتحدث، لكن بسبب تعابيري ينعكس ذلك.
كذلك هناك انصات مصطنع، فحواه مجرد النظر لعينيك، والاجابة بنعم، لكن دون تركيز، وكأني أبيّن للشخص المقابل متى تكمل حديثك..! صحيح منصت لك، لكن بتكرار: نعم، نعم.. الناس تشعر بأنك ليس معهم، وأحياناً ممكن أن أشعر بأن الشخص ليس معي حتى عن طريق المراسلة بالهاتف وهذه مشكلة.
كثيراً ما يحدث تأخير بالإجابة، أو أنت تكتب اكثر من كلمة وجوابه يكون ملخصاً بكلمة واحدة، أو أحياناً يعطيك اجابة غير الذي انت تكتبه..! هنا نرى مدى الاحباط الذي يصاب به الشخص؛ لكونه يشعر بأنه ليس محط اهتمام، بالأخص اذا كان من اقرب الناس لك، هذه مشكلة تولد بعداً نفسياً كبيراً بين شخصين.
وكذلك في الحياة الزوجية هذا أمر مهم، كثير من الحالات تصل الى الطلاق؛ بسبب عدم وجود تواصل، أساس التواصل الانصات، أن أتحدث، أعبر لك عن ما في داخلي، لماذا لا تسمعني؟ وهذا ما تشتكي منه اليوم الزوجات بأن الزوج لا يشعر بها، وهذا يولد شعورا سلبيا والابتعاد فيما بينهم.
- إذن، أهم انواع الانصات، الانصات الصادق؟
المستشارة الأسرية: الانصات العقلي الفعلي الصادق وهو الانصات الجاد صادق الفهم من دون أن أفكر بالرد، وانما بقصد أن أفهم الموضوع من منظار المتحدث.
أيضاً الانصات الاختياري وهو مهم جداً، وهذا ما يقع فيه الأهل، أن أسمع ما يعجبني وأترك الباقي، تحسس المقابل أنه لا شيء، وهذا من أحد أنواع الانصات التي تعتبر سلبية..!
- كيف نفهم الأبناء فن الانصات؟
المستشارة الأسرية: يتعلم الأبناء من خلال وجود القدوة في حياتهم، لابد أن تكون انت منصتاً جيداً لهم، ليكونوا منصتين لك عادة سواء في المدرسة او في البيت، يتعلم الأبناء عن طريق الخوف، يمكنه أن ينصت لك؛ لكونه يخاف منك، قد يساء له بطريقة معينة، لكن هذا الخوف ليس عن وعي، ممكن لو وصل الى مرحلة عمرية معينة لا ينصت لك، وربما لا يسمعك، لهذا كن أنت القدوة له وهذا يبدأ من عمر جداً صغير، قد يكون قريباً من السنة.
يجهل معظم الناس اليوم أهمية الاصغاء خاصة في ظل التطورات الافتصادية والسلوكية، وما يلزم تلك التطورات من سرعة واستغلال الوقت، فضلاً عن سرعة دوران عملية الزمان الذي قد غابت عنه عملية الانصات، وهي عملية تبادلية، إذا أردت أن ينصت لك الآخرون، فينبغي أن تنصت انت لهم، وهذا الاصغاء له تأثير عظيم في مجال العلاقات الاجتماعية والعملية والدبلوماسية.. ومن هنا للانصات الجيد جزء لا يتجزأ من الحديث الفعال، وهو وسيلة لكسب ثقة الناس وتأييدهم، لذلك نمد مائدة الحوار مع الست (بان محمد العبودي) استشارية اسرية فنسألها:
- ما مفهوم الانصات وما أهميته؟
المستشارة الأسرية: هو التركيز العميق بما يقوله المتحدث وسط خضوع كامل لكافة الجوارح، بعيداً عن التصنع والتكلف، وهو يختلف عن الاستماع؛ لأن الاستماع هو مجرد وصول الموجات الصوتية، لو كنت أنا أعمل وأستمع الى اذاعة معينة مثلاً، ستكون هناك مشتتات ثانية تؤثر، لا يكون هناك تركيز تام؛ لكون التركيز التام هو أن أبعد هذه المشتتات، وأجعل هذا الصوت أو هذا الشخص هو موقع اهتمام، محور الاهتمام بكلامه، كذلك معرفة الى أي نقطة يحب أن يصل من خلال كلامه، وهذا الأمر له أهمية كبيرة، وتتركز أهميته بعدة نقاط، منها التأكد من معلومة معينة، عندما أتكلم مع شخص؛ لكوني في نهاية الحديث أريد أن اتخذ قراراً معيناً، لهذا فإن الانصات سيوصلني الى مرحلة بأن أتخذ القرار بصورة صحيحة؛ لكوني أحطت بكل الكلام، وحاولت بكل جوارحي أن أفهم فكرة المقابل، والى أين يريد أن يصل بها، ولذلك أهمية في أن الناس يشعرون باهتمامك، ولو كانت لدي مشكلة أو مشاعر معينة، أحب أن يشعرني الآخرون بأني أنا شخص مهم لديهم وكلامي مهم، لهذا هو يقوي الصلة بين الأصدقاء وبين الأباء والأبناء وبين الأسر بشكل عام.
كذلك يخلق علاقات طيبة مع كل الناس؛ لكون الناس تحب من يستمع لها، لا تحب أن المقابل مجرد يلقي عليها محاضرة ونصائح، وهو أمر جيد أنك تنصحني لكن بنفس الوقت اعطني نصيحة، استمع ما في داخلي، بماذا أحس؟ ماذا يدور في ذهني؟ لكن مع الأسف نفتقد في مجتمعنا هذه الثقافة، وهي ثقافة الانصات سواء التربوية أو في البيت.
- ماهي أنواع الانصات؟
المستشارة الأسرية: للإنصات أنواع كثيرة قد يتصور البعض أن الانصات شيء مهم وعليه أن يسكت، قد أسكت، لكن أنا مشغول بالهاتف، والشخص المقابل يتكلم، او قد اركز نظري على امور اخرى، وبهذا انا لم أعط اي انتباه لهذا الشخص، هنا بدأ الانصات السلبي، وهو أسوأ انواع الانصات، وكأني أتعمد أن اتجاهله، وان يكن الأمر غير قصدي، لكن حركتنا ولغة الجسد تبين للمقابل اني متجاهل كلامه، رغم اني لا أتحدث، لكن بسبب تعابيري ينعكس ذلك.
كذلك هناك انصات مصطنع، فحواه مجرد النظر لعينيك، والاجابة بنعم، لكن دون تركيز، وكأني أبيّن للشخص المقابل متى تكمل حديثك..! صحيح منصت لك، لكن بتكرار: نعم، نعم.. الناس تشعر بأنك ليس معهم، وأحياناً ممكن أن أشعر بأن الشخص ليس معي حتى عن طريق المراسلة بالهاتف وهذه مشكلة.
كثيراً ما يحدث تأخير بالإجابة، أو أنت تكتب اكثر من كلمة وجوابه يكون ملخصاً بكلمة واحدة، أو أحياناً يعطيك اجابة غير الذي انت تكتبه..! هنا نرى مدى الاحباط الذي يصاب به الشخص؛ لكونه يشعر بأنه ليس محط اهتمام، بالأخص اذا كان من اقرب الناس لك، هذه مشكلة تولد بعداً نفسياً كبيراً بين شخصين.
وكذلك في الحياة الزوجية هذا أمر مهم، كثير من الحالات تصل الى الطلاق؛ بسبب عدم وجود تواصل، أساس التواصل الانصات، أن أتحدث، أعبر لك عن ما في داخلي، لماذا لا تسمعني؟ وهذا ما تشتكي منه اليوم الزوجات بأن الزوج لا يشعر بها، وهذا يولد شعورا سلبيا والابتعاد فيما بينهم.
- إذن، أهم انواع الانصات، الانصات الصادق؟
المستشارة الأسرية: الانصات العقلي الفعلي الصادق وهو الانصات الجاد صادق الفهم من دون أن أفكر بالرد، وانما بقصد أن أفهم الموضوع من منظار المتحدث.
أيضاً الانصات الاختياري وهو مهم جداً، وهذا ما يقع فيه الأهل، أن أسمع ما يعجبني وأترك الباقي، تحسس المقابل أنه لا شيء، وهذا من أحد أنواع الانصات التي تعتبر سلبية..!
- كيف نفهم الأبناء فن الانصات؟
المستشارة الأسرية: يتعلم الأبناء من خلال وجود القدوة في حياتهم، لابد أن تكون انت منصتاً جيداً لهم، ليكونوا منصتين لك عادة سواء في المدرسة او في البيت، يتعلم الأبناء عن طريق الخوف، يمكنه أن ينصت لك؛ لكونه يخاف منك، قد يساء له بطريقة معينة، لكن هذا الخوف ليس عن وعي، ممكن لو وصل الى مرحلة عمرية معينة لا ينصت لك، وربما لا يسمعك، لهذا كن أنت القدوة له وهذا يبدأ من عمر جداً صغير، قد يكون قريباً من السنة.