شكراً لك يا ابان بن تغلب؛ لأنك دوّنت لنا أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) مع مجموعة من كبار الفقهاء، فأجابني بأننا نحن من يرفع مهج العرفان الى سيدي الامام محمد الباقر (عليه السلام)، لرعايته لنا وتعزيز مراكزنا.
قال لي:ـ اجلس يا ابان في مسجد المدينة، وافتِ الناس، فأني احب ان يرى في شيعتي مثلك، وقام برعايتنا حتى لا تشغلنا الحياة الاقتصادية عن القيام بأداء مهامنا.
قلت:ـ لقد رويت مجموعة كبيرة من الاحاديث حفلت الموسوعات الفقهية بحشد كبير من رواياته.
قال أبان بن تغلب:ـ هو لم يقتصر في محاضراته (عليه السلام) بالفقه الإسلامي، وانما خاض جميع الوان العلوم عن الفلسفة وعلم الكلام والطب.
وألف كتابا في التفسير، والسيرة النبوية، وناظر بعض العلماء المسيحيين والازارقة وجادل الملحدين وقاوم الغلاة واعترف الجميع بقدراته العلمية، وأوقف حياته على نشر العلوم.
قلت: حدثني يا بان بن تغلب عن مميزات مولاي الامام الباقر (عليه السلام)؟
أجابني: سمات جميع أئمة اهل البيت (عليهم السلام) من نفس المنهل المبارك، فهو بعيد عن كل نزعة مادية أو انانية (حاشاه) فقد كان في سلوكه يمثل روح الإسلام وفكره وانطلاقه من هداية الناس وتهذيب احلامهم، كان مشغولاً في اكثر اوقاته بذكر الله والزهد في الدنيا.
قلت:ـ يا سيدي أبان بن تغلب، ماذا ستقول في احتفائنا هذا اليوم بذكرى مولده المبارك؟
فقال:ـ سيدي الباقر (عليه السلام) هو وليد نبوءة نبي كريم، امه فاطمة بنت الامام الحسن (عليه السلام) سيد شباب اهل الجنة، واما أبو الباقر فهو سيد الساجدين، بشر به النبي (ص) قبل ولادته.
وكان اهل البيت (عليهم السلام) ينتظرون قدومه بفارغ الصبر، فسماه جده النبي (عليه وعلى آله افضل السلام) وكناه الباقر باقر علوم الاولين والآخرين وكنيته أبو جعفر، لقد كني بولده الامام جعفر الصادق الذي بعث الروح والحياة في هذه الامة، غادرني أبان بن تغلب استجابة لنداء الصلاة الله اكبر.. بعدما وعدني بلقاء آخر.