التوبة:
يقولون: إن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإن الله يبسط يده ليل نهار، ويفرح بتوبة عبده ويقربه ويدنيه ويكفر عن سيئاته ويبدلها حسنات، ويقال: إن التائب حبيب الله، قال تعالى: ((إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)) (البقرة/222)، لكن هل المجتمع سيرضى عنه مثلما رضي الرحمن عنه، أم سيبقى الناس ينظرون الى ماضيه..؟ وغالبا ما يُعيّر به..! أليس من حق التائب ان يحيا بين الناس كما يحب..؟ والله قبل الناس فتح باب التوبة، ورضي منه بالرجوع، فلابد من اطاعة الناس لله سبحانه تعالى، فمن سعى الى رضى الله لابد للناس ان تراعيه، وترضى عنه، بما يقدمه بين الناس في الحاضر والمستقبل، من أحبه كتب الله له القبول، ومن تاب وأصلح، فقد أحب الله ان تتغير نظرة المجتمع والناس اليه، ما دام هو بعيد عن الشر والفساد ويعمل لصحبته اهل الخير والصلاح، وما دام هو يتواصل مع الناس بالخير والمعروف، وهذا احسن ممن يعمل لرضا الناس وهو يغضب الله سبحانه تعالى..!
فأي ماضٍ تريد ان تعيده لإنسان يتمتع حاضره بالخلق والحسن، ويحمل صفات النخوة والنجدة والايثار..؟ نحن نتحدث باحترام دائم عن التوبة ونشجع على مراجعة النفس، ومحاسبتها من اجل الاستقامة في طاعة الله سبحانه تعالى بلا زيغ وحين يتوب وينعم بالعفة والصدق وحفظ اللسان وطيب الكلام وخفض الجناح، نرفضه، نرفض ان نعينه للتوبة والاستقامة ونشعره دائماً، ونحسّسه بما كان..!
وجهات النظر:
من المعروف ان الرأي خلاصة فكر وخلاصة تجارب، وهو قناعة ما نقول واقتراح في امر ما، وابداء وجهات النظر هو التعبير عند اظهاره للناس، وهذا الرأي يعكس ما يؤمن به وما يتبناه من معتقدات ومبادئ وأفكار.
وللتعبير عن وجهات النظر لابد من احترام رأي الاخرين، وعدم التعنت لوجهة نظر متزمتة، والانصات للآخرين واحترام رأيهم هو جزء من احترام الذات، ولابد ان يكون ذات دلالة واضحة حتى لا يُساء فهمك ومن ثم عدم قسر الاخرين على قبول آرائك، ودون غموض؛ كي لا يفهم فهما خاطئا.
وتفاعل مع كل ود لتزيد فاعلية التواصل، فمن الصعب ان تجد اتفاق الناس حول رأي واحد ووجهة نظر واحدة، هناك اختلاف معتقدات واختلاف فهم واختلاف القدرات العقلية والذهنية، وعرض الرأي دون حسم، واجعل الحديث قابلا للنقاش سعيا للوصول الى الحقيقة، وانت لست الوحيد الذي يعتقد انه على صواب، عرض وجهات النظر عندنا للأسف تتعمد اثارة الجدل الفارغ الذي لا يوصل الى نتيجة والرأي بطبيعته حمّال أوجه، ولكل شخص رأي، وهناك مرتكزات تأثير اعلامي من منافذ معلوماتية مشوشة تخلط الأوراق، يعتقد البعض انها معلومات وحقائق، فمن الثقافة المعرفية ان نستخدم في وجهات النظر كلمات غير حاسمة مثلا: اعتقد، أو أرى، أو أتوقع، وبهذا سيصل الانسان الى الموضوعية المنشودة.