لو تأملنا في أعمالِ ليالي القدر الواردة على لسانِ المعصومينَ (عليهم السلام)، لوجدناها تتحدث عن عملين أساسيين: هما عملٌ يتعلقُ بالروحِ، والآخر بالبدنِ.
الأول: هو لارتقاء الروح من عالمِ المادة والأنّا، إلى عالمِ النقاء والقداسة، وهذا لا يتحقق إلا بالتقربِ إلى الله (تعالى)، سواء كانَ بالأفعال كأداء الصلوات الخاصة بليالي القدر، أو بالأقوالِ كقراءة الأدعية والتسبيح وما شابه.
أما العمل الثاني: فيتحقق بغسل البدن، ومن فوائد الغسل، إن لم يكن من أجل إزالة الأوساخ أو للطهارة من النجاسة، فإنَّه يجعل الجسم أكثرَ نشاطًا وارتياحًا، حينَ القيام إلى عملٍ ما. ولا يخفى على المتأمل أنّ الروايات ، لم تذكر أنّ الغسل يُعوض عن الصلاة أو العكس الصلاة تعوض عنه، في أعمال ليلة القدر، بل ذكرت العملين معًا عمل الروح والبدن. فكلما كانَ البدنُ نشيطًا وقويًا، كانَ إقدامه على الأعمالِ العبادية أكثر وأكثر، بخلافِ البدن المتعب والكسول.
وأيضًا مجرد غسل البدن من دون نية التقرب، لا يكون داعيًا إلى تحصيل الأجر والثواب، وربما كانَ تأكيد الروايات، فيه شيء من هذا كما جاء عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) حيثُ قال: "من اغتسل ليلة القدر وأحياها، إلى طلوعِ الفجر خرجَ من ذنوبه"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. فضائل الأشهر الثلاثة، الصدوق القمي، ص٠١٧٣
بقلم: إيمان صاحب