في السنين الأخيرة، لاحظنا وجود صحافة اسلامية معتدلة وثابتة في بغداد ومحافظات اخرى، واكبت الوضع الحالي للدولة، ومنها جريدة صدى الروضتين، وهي جريدة فكرية ادبية اسلامية ثقافية عامة مستقلة، تصدر عن قسم الإعلام – شعبة الإعلام المقروء في العتبة العباسية المطهرة، أي انها تصدر وتطبع من داخل الحرم العباسي.
وهي ذات توجه فكري معتدل سليم تعمل بمسؤولية وحرفية عالية تهدف الى توثيق الحدث والتحقيق في امور الدين وتجل الحوار وتبدي الرأي الآخر وتحترمه، وتعمل على بيانه للناس وفق نهج مقنع يرضى به العقل والدين.
منذ فترة ليست بالقصيرة وانا اراقب منهج هذه الجريدة العباسية الطالعة بكثير من الاهتمام، فوجدتها من خيرة المطبوعات على ساحة الصحافة الاسلامية في العراق .
الجريدة لا تباع في المكتبات، بل تُهدى داخل الحضرة العباسية المطهرة، ليستنفع بها زوار الروضتين من الخاصة والعامة لتثقيفهم وتوعيتهم بكيفية ووجوب اداء الزيارة بالطريقة الصحيحة، واطلاعهم على حاضر الروضتين وما يجري داخلها من اعمار وترميم وتوسيع لمرافق المرقدين المباركين، كما ان الجريدة اهتمت بشكل لافت للنظر بتثقيف الزوار عقائدياً وفكرياً وتوعوياً.
صدى الروضتين تمكنت من القيام بمهام عدة في تغطية مساحات هامة من ما تم اهماله وتحريفه من القديم والحديث من احداث فكرية وعقائدية ودينية ومذهبية، وركزت بشكل خاص على التوجه العلمي والانساني للقارئ، فتعاملت معه بخطاب معتدل جعله يتفحص الحدث ويفهمه بروية بعيدا عن التشدد والتعصب والانحياز لجهة ما او توجه خاص.
فهي تؤسس لمدرسة فكرية اسلامية موحدة تجمع كل الاطياف والمذاهب والعقائد تحت راية واحدة وهدف واحد فيهما خدمة المسلم والمسلمة عبر دراسات ومحاضرات ونقد شفيف وعميق يستند في اغلب الاوقات على القرآن والحديث النبوي الشريف وروايات آل البيت الكرام (عليم السلام) وهي منجز ثقافي تربوي عام يخاطب الرجل والمرأة والشاب والشابة والطفل، وفي كل عدد جديد ترى توجهاً جديداً يُضاف الى رصيد هذه الجريدة الفكرية يعتمد التوضيح والبساطة في الطرح.
الصحافة الاسلامية برأيي تحتاج الى الارتكاز على المعقول من القول والفعل حتى يكون بالتالي منبراً عاماً يتمكن من تطبيق مفاهيمه العليا على ارض الواقع فيحدث تغييراً جذرياً في ما تم زرعه او اقتلاعه في الانسان، صحافة كهذه ستدوم بالتأكيد وتصبح مقروءة تعمل على البحث والتدقيق في المعلومة، فتأتي بالبينة لتستوعب كل الآراء وكل المفاهيم الادبية والعلمية والثقافية.
ما أشد حاجتنا كمسلمين الى صحافة تستوعبنا جميعاً، وتوحد بيننا وتبين الصحيح من الفاسد، وتنقي الحدث المؤرخ عن الشوائب والمغالاة ونأمل ان تكون صدى الروضتين بداية حقيقية لهذه الصحافة، وان تعمل على تقارب وجهات النظر على كل الصعد، وبدرجة عالية من الشعور بالمسؤولية ..
مثل هذه الجريدة الطالعة الواعية تحتاج الى اختراق حاجز المدينة والانتشار الاوسع حتى تتعدى حدود البلد الواحد، وسعدت كثيرا بالخبر الذي صرح به الاستاذ علي حسين الخباز رئيس تحرير الجريدة والذي يؤكد أن العالم بإمكانه التعرف على هذه الجريدة عبر موقع الكتروني على الشبكة العنكبوتية ، وهي فرصة كبيرة لمن يريد متابعة الجريدة بشكل دائم على أن تُؤرشف أعداده القديمة أيضاً على الموقع للرجوع اليها ساعة الحاجة.
تحتوي المجلة على عدة ابواب منها: التحقيق والحوار والاعمدة التي يحررها خيرة الكتاب والاعلاميين في كربلاء يشاركهم نخبة طيبة من ادباء وكتاب ومفكري العراق والعالم العربي الواعي للقضية الحسينية، وهناك مساحة وافره للمرأة والطفل تحتوي على القصة والقصيدة وموضوعات هامة ونافعة تحاكيهم بأسلوب سلس ونافع .
اذن، الاعلام الحسيني المتمثل بصدى الروضتين يعد حاضرة بحلة انيقة وطباعة متميزة لكن نكرر طلبنا.. ونتمنى على قسم الإعلام في الحضرة العباسية أن تصل نسخة من الجريدة الى كل يد، والعمل على نشرها وتوزيعها في كافة ارجاء المعمورة، فلولا موقع مركز النور لما عرفنا بها.
جريدة صدى الروضتين التي تحرر وتصدر من بين مآذن وقباب المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) حامل راية الحسين (عليه السلام) وساقي عطاشى كربلاء وقمر بني هاشم، لا بد ان تكون مختلفة ومتميزة ومهيبة ونبيلة بنبل وكرامات ال البيت الكرام صلوت الله عليهم .