..
خدود وردية وعيون لازال النعاس فيها وتثاقل في النهوض من الفراش رغم أنه قد نام مبكرا لكي يستيقظ مبكرا وهو ينتظر يومه الأول بالمدرسة .
هيا ، هيا ياصغيري سوف يفوتك الدوام ،اصدقائك قد سبقوك ،بهذه الكلمة انتفظ صغيري ونهض وهو يفرك عينيه بكلتا يديه،وقال لي :
ماما اتسمحين لي أن انام دقيقة أخرى ،وكأن الدقيقة عنده باع كبير من الزمن يذهب عنه النعاس ،اجبته لا تكون كسول من اولها هيا أن ملابسك الجميلة وحقيبتك تنتظرك ،فجأة طرق الباب ،هيا ياعزيزي اغسل وجهك بينما افتح الباب .
كان الطارق ، زميله حيدر وهو لابس ملابسه المدرسية الجديدة وقد سبق محمد للتهيؤللذهاب الى الدوام المدرسي ،وعندما لاحظه محمد نهض وغسل وجهه ولبس ملابسه وحمل حقيبته وهو فرح وكأن الدنيا تستقبله بذراعيها بحضن كبير ،واخذ زميله وهو يشده من ذراعيه ،ويقول له : هيا لقد تأخرنا ،وكان زميله هو الذي اخره.
خرج لؤلؤتي وهو فرح بعامهالدراسي الاول ومرحلة حياته الجديدة والمهمة ،فهو سوف يضع قدمه على أول سلم في حياته العلمية ،خرج وصحبته امنياتي له بالتوفيق والنجاح ،ونسي من لهفته حتى أن يطبع قبلة الصباح على خدي .
مرت السنون وولدي يرتقي سلم النجاح بتفوق والان أرى في عينيه تلك اللحظة التي تسابق فيها مع الزمن ليلتحق بمدرسته ويجلس على مقعده الاول ، الان اصبح هو يستقبل من يجلسون على مقاعدهم الاولى،لا بالصفوف الاولى بل بمقاعد الجامعة ،لؤلؤتي التي خرجت من صدفتها قبل عدة سنوات ،اصبحت تلمع وأصبحت استاذ جامعي .
ما اسرع السنون وما أكثر ما تركته من ذكريات .
امنياتي للجميع بأن يحصدوا ثمار ابنائهم ليتباهو بهم ،كما أنا ازهو بولدي وما حصدته منه بتعب وترقب ودعاء وأمنيات قد حققها الله في اولادي .
لا تبخلوا عنهم بالحنان والاحتواء والمتابعة ،فليس توفير المادة أساسي ،صحيح مطلوب لكن الاحتواء والتربية الحسنة والحضور الدائم معهم أهم من أن توفر له مادة قد تضيعه بدل من أن تحميه ...
نادية شلاش