إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هؤلاء بناتي /حكايات جدتي أمينة سارة صالح

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هؤلاء بناتي /حكايات جدتي أمينة سارة صالح


    لم تنتهِ حكايات جدتي أبداً؛ لأنها تعيش في رأسي، أعيشها وأكون أحياناً انا إحدى شخوصها، فهي تعيش فيّ وتكبر في احلامي، أقدم لكم نفسي:
    انا اليوم عصفورة، تلك العصفورة التي حدثتني عنها جدتي، ما إن انتهيت من زقزقتي واذا بدجاجة تقف امامي بكل غرور لتقول لي: صوتي اجمل..! الله اكبر متى كانت النقنقة اجمل من الزقزقة..؟
    كبرت فيّ نفسي المسألة، كيف لهذه الدجاجة أن تتحدى زقزقتي؟ يا الهي لم تكتفِ بالتحدي، وانما طالبت بإجراء تنافس والتنافس يحتاج الى محكم، ولهذا اقترحت هي أن يكون الغراب هو الحكم، وانا لا ابالي من يكن الحكم ليكون الفارق واضحاً بين الصوتين.
    استجبت للمنافسة من دافع الثقة بالنفس، وفعلاً بدأت بالزقزقة، فملأت الدنيا جمالاً، ابتسمت الحيوانات مشجعة والأشجار والنخيل وبدأت الدجاجة تأخذ دورها بنقنقة مزعجة، الحيوانات تضحك ساخرة منها، والنخل يضع سعفاته على اذنيه، وانتهت من أدائها المزعج، وبدأ الجميع يترقب حكم الحكم الذي راح يتبختر ويعطل الحكم ليكسب الفضول وليشد الاذهان اليه، واذا به اعلن الغراب الحكم وفوز الدجاجة، ورفع يدها مباركا بنصرها العجيب..!
    قرار لاشك انه جائر، احزنني كثيرا، وقد صدمني القرار وزعزع نفسيتي، وآلمني كثيراً، فجلست ابكي حتى صحوت من نومي باكية، سألتني جدتي: لِمَ تبكين يا سارة؟ قلت لها: خسرت نزالاً غير منصف النتيجة.
    قالت جدتي: انت خسرتي الرهان حين قبلت بالغراب محكماً، هو غراب وانت رضيت لنفسك أن تخضعي صوتك الجميل لتحكيمه (أي لذائقته)، عرفت من يومها أن من يطلق عليّ حكماً مهما كانت قسوته، انظر لمكانته، ولاتزان عقليته، واذا لم يكن مؤهلاً يقسر عليّ حكمه، فأنا أراه فيه، لا هو يراني..!​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X